المشورة الصحية في تنظيم الأسرة.. هل هي ممكنة في رمضان¿

هدى علي سليمان الكوúرöي


هدى علي سليمان الكوúرöي –
المشورة في تنظيم الأسرة أو الاستشارة الطبية- كما يسميها البعض- أمر يوحي بعقلانية صرفة لا يجانبها خطأ أو مشكلة إذ يوصل الزوجان لاختيار موفق لوسيلة تنظيم آمنة للإنجاب تستعمل إلى وقت تكون فيه الأم مهيأة صحيا ونفسيا لحمل آخر..
ولكن أي من وسائل تنظيم الأسرة الملائمة يمكن أن يقع عليها الاختيار بأقل قدر من العوارض¿ وهل يتعارض استخدام وسائله الهرمونية(كالحبوب) مع الصيام ¿ وماذا لو استخدمت الحبوب- على غير العادة- لـتأجيل الدورة الشهرية بغرض مواصلة صيام شهر رمضان¿
بشفافية اشرأبت بمسؤولية ومهنية متخصصة أجابت عن هذه التساؤلات الدكتورة/ هدى علي سليمان الكوúرöي – استشارية أمراض النساء والتوليد مستعرضة مفهوم وفحوى المشورة لصحة الإنجاب وفوائد تنظيم الأسرة ووسائلها الملائمة وكذا استخدامها الآمن بما لا يتعارض مع صيام رمضان وذلك مما ذكرته بقولها:
الرغبة في تأجيل الإنجاب شيء جيد يعكس روح التحلي بالمسؤولية من قبل الزوجين وحرصهما على التنشئة والتربية الجيدة للأطفال وهذا المعنى يفسر جوهر مصطلح « تنظيم الأسرة» بل أنه المعنى المرادف له.
ومنطلق أهمية تنظيم الأسرة أنها خط الحماية الأول للأمهات الذي لا تضاهيه شيء في جعلهن بمأمن من مخاطر تقارب الأحمال والولادات الأمر الذي يفرض على المجتمع – لأهميته- التزود بالمعلومات والمعرفة الكافية.
فالتنظيم بالمعنى العمومي: يعني التخطيط للمستقبل وإذا ما قصد به أن يكون للأسرة: فيعني أن يقوم الزوجان بتخطيط توقيت إنجاب الأطفال والمباعدة بينهم لفترة زمنية بحسب الأولويات الاجتماعية والإنجابية بما من شأنه تحقق السعادة والصحة الجيدة للزوجين وللأطفال أيضا.
وما يعد جدير توضيحه من فوائدها الصحية: أنه يقلل وفيات الأمهات بسبب الحمل والولادة ويعطي الأم فرصتها للرضاعة الطبيعية واستعادة صحتها بعد الحمل السابق مع تجنب الحمل غير المرغوب فيه.
كما يتيح للطفل حصوله على حقه الكامل من الرضاعة الطبيعية والعناية والتربية السليمة.
وليس من الجيد – قطعا- اختيار وسيلة من وسائل تنظيم الأسرة بعشوائية فكل ما يقع عليه اختيار المنتفعة من هذه الوسائل لا يعني أنها ستناسبها – مهما بدت جيدة في نظرها- وذلك حتى لا تقع في الخطأ عند الاستخدام أو قد لا تكون ملائمة للمنتفعة بعد تجربتها.
لذا لا بد من مشورة طبية تلتمسها المنتفعة من مقدمة الخدمة(طبيبة- قابلة) قبل الشروع في استخدام أي وسيلة شاءت اختيارها لتنظيم الأسرة لأن العمر له حكمه وأيضا الإصابة بالأمراض.
فالمشورة أو الاستشارة- هنا- تساعد على الاختيار الموفق للوسيلة المناسبة وشرح طريقة الاستخدام أو التعامل وتوضيح نسبة نجاح وفاعلية الوسيلة ومشاكلها والأعراض الجانبية المترتبة على ذلك وما يجب عمله إذا وجدت المنتفعة في وسيلة تأجيل الإنجاب مشكلة أو ظهرت لديها مضاعفات تفرض اللجوء مباشرة إلى الطبيبة ووقف استخدامها.
كذلك تتيح هذه المشورة الحصول على المعلومات اللازمة حول جميع الوسائل المتاحة لاختيار الأنسب منها وتشمل وسائل كثيرة حددت واعتمدت منها وزارة الصحة العامة والسكان:-
الحبوب الفموية: بنوعيها:-
الحبوب الأحادية الهرمون.
الحبوب الهرمونية المركبة.
وسائل هرمونية عن طريق الحقن: وهي نوعان:-
حقن أحادية الهرمون .
الغرسة: وتركب في أعلى الذراع تحت الجلد.
وسائل أخرى: تتمثل في:-
– اللولب.
– الواقي الذكري.
– الواقي الأنثوي.
ولا بد أن يكون التوافق حاضرا بين الزوجين يحقق اختيار ملائم – لوسيلة تنظيم الإنجاب- فيكون مكتمل الأوجه ويحضا بتفهم الزوج وقناعته بمعية نيله نصائح وإرشادات صحية تفيده وتفيد زوجته مما يتطلب حضوره جلسة المشورة سواء بالمرفق الصحي أو في عيادة الطبيبة المتخصصة.
إن الالتزام بقواعد وشروط الاستخدام لوسيلة تنظيم الأسرة المناسبة هو ما يحقق أقصى درجات الحماية والأمان.
ولا يختلف استخدام هذه الوسائل في رمضان عن بقية أشهر السنة إلا أن من الضروري في هذا الشهر المبارك مراعاة بعض الأعراض الجانبية كالصداع والغثيان وتجنب تقطعات نزول الدم وهذا يضعنا على أهمية الاعتماد عند اختيار الوسيلة المناسبة للمنتفعة على معايير تحددها مقدمة الخدمة الصحية بالمرفق الصحي وبناء على الفحص الطبي مع تقديم المشورة الكاملة للزوجين وإطلاعهما على مبررات وموانع الاستعمال لكل وسيلة.
ولا أرى ضرورة لصيام شهر رمضان كاملا لمن يرغبن فيه ويمنعن نزول الدورة الشهرية والمقصود بهذا من يستخدمن الحبوب الفموية لتنظيم الأسرة ويواصلن تناولها من شريط جديد عقب نفاذ الشريط الأول لغرض منع نزول الدورة وذلك حتى لا يؤدي استخدامها

قد يعجبك ايضا