محمد لطف غالب
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
أحيانا تكون قريبا من الصورة فلا ترى ولا تدقق في جزئياتها وإن ذهبت بعيدا فسترى كل الألوان كم يا ترى نذهب بعيدا لنمتع أنظارنا بألوان قوس قزح¿ الأشياء الجميلة أمامنا فلا نراها لقربنا منها لتعودنا عليها كأن تظل ترى صنعاء التاريخية يوميا وببلادة منقطعة النظير فلا يلفت نظرك شيء من جمالها فتعمد إلى هدم سورها أو فتح منفذ لكي تمر راحة من الخروج من أحد ابوابها!!
تلكم هي المعادلة فكثيرون من المبدعين الحقيقيين قريبون منا بين ظهرانينا لا نكاد نراهم وآخرون مجرد متنطعين مستعدين بل هم كذلك ليس لبيع أقلامهم فحسب بل بيع الجمل بما حمل فيجبرك صراخهم على أن تظل تنظر إلى رؤوسهم الفارغة إلا من الصراخ!!
هناك أقلام متنطعة ومثقفون إن جاز التعبير مستعدون لدخول أي سوق وبأسعاره لديهم كامل الاستعداد للمبايعة ولöم المبايعة فهم يبيعون من باب السوق!! ما أكثرهم!!
محمد لطف غالب منú يقرأ كتب البلاد كلها والرجل المتواضع عن علم والمؤدب الهادئ الذي لا تكاد تسمعه حتى كاد يفقد نظره لأنه لا يستطيع الصراخ فقد تعود أن يدفن رأسه بين دفتي كتاب ونظره بين السطور تراه لا يهتم للصراخ خارج الغلاف بل يقرأ ويقرأ وللأسف كلما قرأ وكلما ازداد ثقافة موسوعيه تناساه الصارخون والمتنطعون حتى كاد يتحول إلى كتاب بغلاف سميك مع كل كتاب يزداد عضو مجلس النواب الأسبق معرفة مع كل صفحة يدخل آفاقا جديدة من العلم فيزداد هدوءا بينما الصارخون والمزعبقون يكادون يغطون على عين شمس الكلمة التي هي وهذا الرجل محمد لطف غالب صنوان قل زميلان قل هائمان ببعضهما!! يخيل إليك عندما تلتقي هذا الكتاب المتحرك القادم من سامع أنه مكون من ورق وحبر ولذلك اسأله عن عنوان تجد الجواب اسأله عن عبارة لا يكذب خبرا اسأله عن شطر من بيت شعري في التراث فيهب ينشدها لك بطريقته ولا أدري لöم كلما أراه أتحرج عن سؤاله كما سألت البردوني ذات مساء : يا محمد لöم لا تتأنق في ملبسك اتساقا مع كنوز المعرفة التي تتدفق من عينيك وفمك وقلمك¿ البردوني قلت له في الثمانينيات : يا أستاذ يؤخذ عليك أنك بارتدائك للملابس القديمة تقف ضد كل جديد قال : يا بجاش الوطن يستوطن الذاكرة ولا يسكن القميص وإلا لكانت نجوى فؤاد أعظم من كل العظماء محمد لطف سيقول : يا بجاش أيش دخلك ليس تكبرا بل إن الرفعة والسمو ليس في القميص بل بالسلوك والممارسة.
يا محمد لطف وقد عدت من عملية العين لك كل عيوننا لتقرأ بها كل الكتب التي لا تقرأها وزارة الثقافة ولا المثقفون إن وجدوا يا محمد لطف ننحني لك احتراما.