السرطان .. جدير بنا الحذر منه
د.أحمد أحمد شملان

د.أحمد أحمد شملان –
تساور الناس خشية كبيرة من السرطان وقد علموا ما فيه على الإنسان من تهديد يمكن أن يتعذر زواله ومع ذلك لا يحاول الكثيرون التعرف على هذا الداء ضمن الحدود الممكنة التي تساعدهم على الوقاية بما في ذلك أعراضه وعلاماته المبكرة باعتبارها علامات فارقة تسهم في اكتشافه من البداية ومن ثم علاجه باكرا بما يحقق إمكانية شفاء عالية.
على أهم التفاصيل في هذا الصدد ووقوفا على المعطيات المتعلقة بالسرطان وما يفيد القارئ من معلومات لتجنب هذا المرض بأنواعه تحدث الدكتور/ أحمد أحمد شملان- استشاري علاج الأورام والمعالجة بالإشعاع(الأمين العام للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان) قائلا:
منظمة الصحة العالمية من جانبها رجحت وفقا لدراسات حول السرطان بأن في اليمن كل عام ألف حالة سرطان لكل مليون شخص وبالمجمل يظهر فيها ما يزيد على (22ألف) حالة سنويا والعدد برأيي أعلى من ذلك نظرا لتعدد العوامل المسرطنة في البلاد والتي من شأنها تصعيد المشكلة أسوأ من دول أخرى كثيرة.
وليس عدد حالات السرطان وأورامه التي تقصد المركز الوطني لمعالجة الأورام وتسجل ضمن سجلاته الرسمية بالرقم الكبير حيث لا تتعدى (6آلاف)حالة سرطانية وذلك نتيجة عزوف الكثيرين عن العلاج إما بسبب تأخر اكتشاف المرض من جراء المريض نفسه لفقره وسوء حالته المادية فلا يلتمس التشخيص والمعالجة إلا في مرحلة متأخرة لا أمل في شفاءها أو نتيجة الأخطاء الطبية وضعف التشخيص فيموت المريض بالسرطان قبل وصوله إلى مركز معالجة الأورام للعلاج.
هناك كثير من التساؤلات بحاجة إلى إجابات تتمحور حول العوامل المسببة للمرض ولا يتسع المجال لذكرها جميعا إنما يكفي التطرق لأهمها بمناسبة شهر رمضان لما للوقاية من السرطان من ارتباط بهذا الشهر الكريم.
وبالمفهوم البسيط فإن السرطان: مرض يحدث بسبب خروج الخلية السرطانية عن النظام والقانون الطبيعي في الجسم. فالخلية الطبيعية تؤدي وظيفتها بتوازن ونظام وانضباط لا تفريط فيه بعملها ولا تطاول على حق غيرها وليست تهاجم غيرها من الخلايا ولا تتكاثر إلا عندما يطلب منها في نسق منضبط ودقيق.
أما الخلية السرطانية فعلى العكس تماما ما يعني خروجها عن نطاق السيطرة.
ومع الأسف فالإنسان ذاته هو من يجعل الخلايا تخرج عن طبيعتها وعن نظامها المحكم لعدم تحاشيه عوامل الخطورة والمسببات المؤدية للسرطان.
إنه مرض يصيب أي عضو وأي نسيج بالجسم ومن دون استثناء نجد الكبار والصغار ذكورا وإناثا معرضين له فالفارق من شخص لآخر تتحدد فيه الجينات المسؤولة عن القابلية للمرض بمعية حجم التعرض للعوامل المسرطنة وباجتماعهما يكون أشخاص عرضة للسرطان أكثر من غيرهم.
وللعلم هناك أورام سرطانية غير معروفة أسبابها عامة غير أن أغلب العوامل كشف عنها الستار وتصنف بخطورتها بعدما اتضح أن لها علاقة ببعض الأورام السرطانية بناء على ما توصلت إليه الكثير من الأبحاث العلمية.
فماذا عن هذه العوامل المسرطنة ¿ وكيف نتجنبها¿
باختصار تكمن عوامل الخطورة في ممارسات وعادات غير صحية كثير منها دخيل على مجتمعنا ولعل أبرزها:-
– التبغ ومشتقاته:- سواء ما يتم تدخينه مثل(السجائر المداعة الأرجيله الشيشه السيجار) أو ما يتم وضعه أو مضغه في الفم(كالشمه الزردة السوكه وغيرها) وهي أساسا من المفطرات بينما أجمع العلماء الباحثون في حقل الطب على أنها أهم عامل ثبت تسببه بالكثير من أنواع السرطان وبأمراض خطيرة أخرى مثل أمراض القلب والجلطات وأمراض الرئة وغيرها.
ومشهد الصائمين وقد أحجموا وامتنعوا نهارا أثناء الصيام عن التدخين وكذلك المدمنين على المواد التبغية الأخرى لهو جيد يبعث على التفاؤل إلا أنهم – ومع ذلك- لا يأبهون بعودة السموم الخطيرة التي تخلصت منها أجسادهم أثناء الصيام مجددا فسرعان ما يعمدوا إلى التدخين في موعد الإفطار بل ويغالي البعض في إلحاق الضرر بنفسه وغيره فتجده شرها نهما على التدخين على غير العادة والمشاهد من حولنا كثيرة سواء في الشوارع أو مجالس القات أو المقاهي والأسواق أو وسائل المواصلات..الخ.
وبالتالي نذكر المدخنين عموما بأنهم محاسبون أمام الله عن الإضرار بأنفسهم وبغيرهم ومادام أنهم استطاعوا طيلة فترة الصيام الإقلاع عن هذه العادة بعزيمة متينة فلماذا يتركون عزيمتهم لتنهار وقت الإفطار فهذا رمضان عامر بعطائه في جمح وكسر الرغبات والعادات الضارة بالصحة وفي صيامه فرصة للإقلاع عن التدخين.
أما الشمة وأشباهها وما أدراك ما الشمة وما شابهها¿
إنها ذات طابع خاص ورواجها واسعا بين شريحة الفقراء وليس الرجال فقط بل ثمة نساء وأطفال مدمنين عليها.
في حين يمكن وصف تهديدها للصحة بالأسوأ فتأثيرها موضعيا عل