أقدار الله مصحوبة بلطفـــه
هائل الصرمي
هائل الصرمي –
« من ظن انفكاك لطفه عن قدره فذلك لقصور نظره » ..
إن ألطاف الله تسري على الأبرار والفجار يستظل بلطفه الجميع نعمه وعطاءه ورزقه للجميع , فهو يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولكنه يعطي الآخرة من يحب فقط إن الأخطار من حولنا ومن فوقنا ومن تحتنا وعن أيماننا وشمائلنا .. لكن لطف الله يسرى فيحيطنا برعايته وحفظه ويكلؤنا في الليل والنهار . إذا كان اللطف يشمل الكافرين فمن باب أولى أن يكون مصاحبا وصديقا حميما وفيا للمؤمنين وهو كذلك فالآلام أمام الآلاء مثل قطرة في بحرö لا تحصى ولا تنقطع فالمصائب قليلة غير أن الإنسان كثير الشكوى كثير السخط إذا أصيب بشيء نسي فضل الله عليه وانكفأ يبكي حاله وبلاءه ويندب تعاسته وحظوظه ويعكر على نفسه صفوها وانشراحها وبهاءها وهذا من الارتكاس .
فسبحان من يقدöر ويلطف ويبتلي ويعافي جعل بعد الشدة فرج فالسجن ليوسف بعده سلطانا وتمكين وملكا عظيما .
فاحذر الجحود لنعمه ولفضله وداوم على ذكره وشكره وحسن عبادته وتمسك واستعصم بحبله واعلم أن لطفه مصاحب لعباده في كل حال يجعل من الهزيمة نصرا وبعد الذنب توبة ومن المرض تطهيرا ويجعل من المصائب تمحيصا واختبارا وتثبيتا ورفعة في الجنة ومقاما كريما في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
فمن لم يدرك هذا فلöنقúصö عöلúمöه وقصور نظره .
ما أروع البدر والنسمات سائرة
يا ليتني نسمة في الأفق أو قمر
نـمضي بأجنحة الألطاف أغنية
ويعتري شوق أقدار المنى قدر
نخشى البلاء ولا نرجو لطائفه
لولا المتاب لضاق السهل والوعر