الفهم الاستهلاكي .. وغياب دور الإعلام



لاشك ان الإسúراف في المأكل والمشرب والملبس والأثاث والسöلع الكمالية وغيرها.. يمثل مشكلة متعدöدة الجوانب وتلقي بظلالها على اقتصاديات أغلبية الأسر. والإسúراف في الغذاء لا يقتصر على الاستهلاك بل يمتد ليشمل بعض السلوكيات المرتبطة به.
وتشير دراسات أجريتú في اليمن وكذا في بعض الدول الخليجية أن ما يلúقى ويتلف مöن مواد غذائية ويوضع في براميل القمامة يصل إلى ما نسبته 45% من حجúم القمامة… ما يدلل على حجم الاسراف والبذخ لدى بعض الاسر المترفة التي لا تستشعر بأن هناك آلاف من الاسر الفقيرة والمعدمة والتي هي بحاجة ماسة للقوت الضروري وكان الاحرى بالاسر المقتدرة والمترفة ان تنفق هذا الفائض الذي يذهب الى القمامة على المحتاجين والفقراء في المجتمع . ولن نذهب بعيدا فلو ان كل اسرة مقتدرة نظرت الى من بجوارها وتلمست حالته وجادت عليه مما اعطاها الله وخصوصا في هذا الشهر الكريم شهر الانفاق والخير والبر والاحسان في اطار التكافل الاجتماعي لما وجدنا اسرة محتاجة للقوت الضروري سيما في ظل الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الحالية في بلادنا والتي لا تسر أحدا .. فهلا يستشعر المقتدرون والاغنياء فضيلة الصوم ودلالته وابعاده ويدركون ويلات الجوع والفقر ومآسيه .
وبالعودة الى موضوعنا نقول : من الانعكاسات المترتöبة على الإسúراف الغöذائي من الناحية الاقتصادية :أولا: بروز سلوكيات اقتصادية كثيرة في المجتمع تمثöل عöبئا اقتصاديا يمكن تخفيفه وتعد سلوكيات التخمة وإدúمان الشراء والاستهلاك الشره والإسراف الغذائي – أمثلة لتلك السلوكيات.
ثانيا: تعدد اوجه الصرúف غير الضروري لمختلف السلع والمنتجات .. ما يستدعي إعادة النظر فيها للتخلص من الأنماط البذخية والاستهلاكية المفرöطة المتمثöلة في مناسبات أفراح أو مآتم أو أعياد أو في نهار وليل رمضان المتخم بكلö أصúناف الطعام وألوان الغöذاء.
ثالثا : تعد ظاهرة الإسúراف الغöذائي وتخمة الاستهلاك وعادة الصرúف غير الموجه من العادات الخاطئة ساعد على انتشارها بروز العقلية الاستهلاكية في المجتمع وغياب الثقافة الاستهلاكية بيúن الأفراد إلى جانبö إغراق السوق بصنوف الكماليات والإعلان عنها بطرق مثيرة واستغلال تدني الوعي الاستهلاكي.
ولتحقيق التوازن الغöذائي أثناء الشراء وترشيد الانفاق في الموارد : فإنه ينبغي على كل مستهلك عدم الشراء أكثر من الحاجة أوالاقتصار على شراء كميات الغذاء اللازمة فقط لتجنبö التلف لöما يزيد على الحاجة كما ينبغي الشöراء من المحلات النظيفة التي تتبع التعليمات الصöحية في العرúض والتغليف والبيع. والتركيز على الأصناف التي تعطي قيمة غذائية أفúضل وبأقلö كلفة.
وأمام ظاهرة الإسراف والتبذير التي تصل إلى أوجها في شهر رمضان نتساءل: من المسؤول عن الأنماط الاستهلاكية الخاطئة في مجتمعنا أهي وسائل الإعلام التي تروج لعشرات السلع الجديدة يوميا أم أسلوب التربية الخاطئ في مجتمعاتنا أم ضعف القدرة الشرائية للمواطنين وسط تزايد متطلبات أفراد الأسرة .
وتبدو خطورة هذا الموضوع على الأسرة في حال غياب الوعي الاستهلاكي إذ تتحمل معظم الأسر الفقيرة أو المحدودة الدخل أكثر من طاقاتها ويتساءل الأبناء والبنات لماذا ولدنا ضمن اسرة فقيرة وهذا يؤدي إلى ضغوط نفسية على الوالدين وإلى نشوء خلافات بينهما وقد يؤدي إلى انحرافات خطيرة فإما الوالد نفسه ينحرف وإما الأولاد انفسهم الذين يريدون كل شيء وعندها تنهار القيم داخل المجتمع..
والأخطر أن الاعلان يحرض دائما على الاستهلاك النافع والضار معا ويستطيع أن يقنع المستهلك في كثير من الحالات خصوصا عند تكراره والشعور بالحاجة إليه دون الالتزام بأي معيار أخلاقي ما يولد الإحباط لدى المستهلكين محدودي الدخل أو المعدمين لعدم قدرتهم على الشراء.
ومع إدراكنا بأن الإعلان هو فن ورسالة قوية لالا إنه في اغلبه تضليل للمتلقي فهو في الوقت ذاته يمثل رسالة مهمة يترتب عليها ثقافة لدى الجمهور المستهلك .. وأمام هذا السيل الجارف من الاعلانات المغرية للمستهلكين فإنه ينبعي ان يكون هناك طرق ووسائل لتنظيم الاعلان ومراقبته وعدم السماح بنشر إعلانات مضللة وخادعة كما يحدث حاليا لكثير من انواع السلع والمنتجات الاستهلاكية والالكترونيات وغيرها.
وتتحمل وسائل الاعلام مسؤولية كبيرة في تكوين عادات شرائية خاطئة من خلال عملية الدعاية للتوفير التي يعمد المعلنون من خلال إعلاناتهم إلى فائدة التوفير والتخزين بحجة الحفاظ على الوقت والجهد والمال مستخدمين اساليب دعائية جذابة. كما ان التسهيلات في عملية البيع وايصال السلع الى المنزل والخدمة المجانية وأساليب الدفع بالأقساط وإغراء المستهلك عند الشر

قد يعجبك ايضا