تعز ومرضى الكلى.. «الفشل» والغسيل!!

أمين الوائلي

 - تأخذ «هناء» رحلتها الأسبوعية في تعز إلى صنعاء تقصد مستشفى الثورة العام حيث تخضع لجلسة «غسيل كلوي» ولما تزل الصغيرة في عمر الورد غير أنها تختصر في وجهها الضامر براءة الطفولة وحزن الكهول.
أمين الوائلي –
تأخذ «هناء» رحلتها الأسبوعية في تعز إلى صنعاء تقصد مستشفى الثورة العام حيث تخضع لجلسة «غسيل كلوي» ولما تزل الصغيرة في عمر الورد غير أنها تختصر في وجهها الضامر براءة الطفولة وحزن الكهول.
> رفقة والدتها تحصل «هناء» على تحويل من مستشفى الثورة بتعز إلى نظيره بالعاصمة صنعاء مع توصية طبية بضرورة تمكين الصغيرة من جلسة الغسيل الكلوي في الموعد المحدد دون إبطاء ومع أن «هناء» أضعف وأصغر من أن تحتمل هكذا مشقة وعناء إلا أن الأطباء هناك في تعز ينصحون والدتها دائما «إذا كنت مهتمة بصحة ابنتك فليس أمامك إلا أن تأخذيها إلى صنعاء» وهكذا قطعت الصغيرة وأمها مئات الكيلومترات أسبوعيا من تعز إلى صنعاء والعودة ولسان الحال يلهج بالدعاء متضرعا إلى الله «اللهم لا تجمع بين عسرين وبلاءين ومشقتين».
> ولكن ما هي حكاية مرضى الفشل الكلوي ومستشفى الثورة بتعز¿ عشرات الحالات المرضية يتم تحويلها يوميا من تعز إلى مستشفيات «الثورة» الحكومية في كل من إب وصنعاء لاجراء جلسات الغسيل الكلوي يقال إن مركز الغسيل أو قسم الكلى بثورة تعز لا يقدر على مواجهة العدد الكبير من المرضى وطاقته الاستيعابية أقل بكثير من أن تستوعب مرضى الفشل الكلوي – صغارا أو كبارا- ومن الجنسين ويقال أيضا وزيادة في البلاء أن مركز الكلى هناك عانى من إضرابات وإشكالات على صلة بخلافات ومشاحنات بين إدارة المستشفى وإدارة المركز والعاملين من أطباء وممرضين والنتيجة هي أن تقصد «هناء» وعشرات المرضى مشافي إب وصنعاء ذهابا إيابا.
> طبعا لا الإعلام ولا المنظمات الأهلية ولا المجالس المحلية ولا الوزارات ولا أحد على الاطلاق سيجد من واجبه الالتفات لهكذا مشكلة خطيرة وتعبئة الرأي العام والجهود الرسمية والشعبية باتجاه الحد من النزيف الصحي والإنساني ووضع جدول زمني بمعالجات واقعية بصدد الوصول إلى حل نهائي ولو بعد حين. الجميع منشغل بالسياسة والصراع السياسي والتنابز بالالقاب وبطولات التخوين المتبادل وإهدار السلامة المعنوية والصحة العامة والسلم الأهلي.
> بدلا من خطة معقولة لتوسعة مركز الكلى بتعز وإدخال أقسام مشابهة إلى مستشفيات أخرى أو التوجه إلى المانحين والمنظمات الإنسانية بخطط برامجية متكاملة لاستحداث مركز غسيل كلوي متخصص في المحافظة بدلا من ذلك استسلم الجميع لواقع الحال وراحوا يصدرون المرضى بجرة قلم إلى محافظات أخرى هي أيضا تعاني من نفس المشكلة مع تزايد مرعب لأعداد مرضى الفشل الكلوي كما هو الحال مع مرضى السرطان والكبد والضغط والسكر…. إلخ.
> سأعتبر هذا بلاغا بين يدي محافظ تعز الأستاذ شوقي أحمد هائل بالمقام الأول وهو وبلاغ على طاولة رئاسة الحكومة ووزارة الصحة العامة والسكان هنا سكان بلا رعاية وصحة عامة بلا عناية وتذكروا أن «هناء» بنت الأعوام العشرة كان يمكن أن تكون طفلة لأحدكم وساعتها كيف كنتم تتصرفون يا ترى¿!
٭ هناء هو الاسم الرمزي للطفلة المريضة نزولا عند رغبة والدتها في عدم ذكر اسمها الحقيقي حيث ألحت «سكهنا المشاكل»
Ameenone101@gmail.com

قد يعجبك ايضا