الحوار الوطني الشامل.. والآمال المستقبلية

صولان صالح الصولاني

 - لم يأت حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عنا نحن أهل اليمن من فراغ حينما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم «إذا اشتدت بكم الفتن فعليكم باليمن» فقد أثبتنا نحن اليمنيين على مر الأزمنة والعصور أنه كلما اشتدت بنا المشاكل
صولان صالح الصولاني –
> لم يأت حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عنا نحن أهل اليمن من فراغ حينما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم «إذا اشتدت بكم الفتن فعليكم باليمن» فقد أثبتنا نحن اليمنيين على مر الأزمنة والعصور أنه كلما اشتدت بنا المشاكل والفتن زدنا قوة وتماسكا ووحدة وأقرب مثال على ذلك توصل الفرقاء السياسيين في بلادنا إلى تسوية للأزمة التي مرت بها بلادنا العام الماضي من خلال توقيعهم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وذلك برغم التوقعات السلبية التي اعتقد معها البعض أن اليمن يسير إلى نفق مظلم وهو على وشك الدخول في حرب أهلية لا محالة إلا أن الحكمة اليمانية تتجلى فينا نحن اليمنيين عندما يأتي دورها المتمثل في الوقوف بالمرصاد ضد أي مشاكل أو خلافات معقدة ووأدها مهما بلغت شدتها ونحمده تعالى الذي أعطانا هذه الحكمة التي خصنا بها أيضا رسوله الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله «الإيمان يمان والحكمة يمانية» وهذه ميزة يفتخر بها أي يمني.
وأنا أتحدث هنا عن الحكمة اليمانية يستحضرني تعليق حولها لأحد المواطنين «المتذمرين» الذي لا يسمع كلاما فيه إشادة بدور الحكمة اليمانية في تسوية أي خلاف أو مشكلة معقدة إلا ويردد بقوله «عندما تغيب المشاكل عن بلادنا والعالم من حولنا تغيب معها الحكمة اليمانية» ثم يبدأ بالتساؤل لماذا لم تكن الحكمة اليمانية حاضرة في الجانب التنموي الذي يأتي تصنيف بلادنا فيه ضمن الدول الأقل نموا على مستوى العالم¿ ولماذا.. ولماذا..¿¿ إلى أن يصل بـ«لماذا» خاصته حتى على مستوى كرة القدم.. ولماذا عادة ما تغيب الحكمة اليمانية عن لاعبي منتخباتنا الوطنية الذين دائما ما يجرون ذيول الخيبة عقب أي مشاركات خارجية أو بطولات كروية يخوضونها¿
ومن حسن حظ صاحبنا «المتذمر» أنه لم يلق سوى آذان صاغية ممن يستمعون لكلامه على اختلاف توجهاتهم الحزبية تسليما واعترافا من قبلهم بكل كلمة قالها في مشهد يؤكد على قبول أبناء مجتمعنا اليمني دون استثناء للنقد البناء خاصة في القضايا العامة للبلاد وليس لديهم سوى شرط بسيط إزاء ذلك يتمثل في ألا يكون هذا النقد مقتصرا على طرف بعينه من الأطراف السياسية في البلاد وترك بقية الأطراف ونفس الشيء إذا كان الأمر يتعلق بمصلحة الوطن اليمني أرضا وإنسانا تجد أبناء شعبنا اليمني موحدي الأهداف برغم الاختلاف في وجهات النظر في ما بينهم حول الطرق والاساليب التي يستطيعون من خلالها تحقيق هذه الأهداف.
ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الحوار الوطني الشامل الذي سيعقد في المستقبل القريب بين جميع مكونات الشعب اليمني مكتوب له النجاح مقدما إذا كان المتحاورون فيه همهم الأول والأخير هو الوطن ولا شيء سواه.. وما على المواطن البسيط الذي دائما ما يدفع ضريبة أي فشل من هذا القبيل سوى الدعاء إلى الله تعالى بأن يدخل جميع المتحاورين إلى الحوار مدخل صدق ويخرجهم مخرج صدق ومن ثم انتظار البشرى بحلحلة المشاكل والقضايا الوطنية العالقة بدءا باستتاب الأمن والاستقرار ومرورا برسم ملامح المستقبل المشرق للبلاد ووصولا إلى تحقيق الحياة المعيشية الآمنة والكريمة للمواطن اليمني.

قد يعجبك ايضا