في حضرة الـمرúمرú

عبدالمجيد التركي


عبدالمجيد التركي –
الحب يجعلنا ننصت لمطرب تافه لم يكن يعجبنا
نتمايل معه يمنة ويسرة
ونتأوه مع تأوهاته التجارية إلى حدö الضيق والبكاء..
يجعلنا نتحسس قلوبنا كل صباح
فنحس بها مثقوبة كحصالة نقود.
يجعلنا نرى الماضي مثل كرت خدش تم استخدامه.

ها أنا أضع منديلكö المعطر على أنفي
أستنشقه بشراهة كما يفعل المدمنون
فأتذكر كل حالات الاختطاف
التي تتم بواسطة مناديل التخدير

كان هناك يد واحدة
وفم واحد
وعيون مرتبكة تتحاشى الاصطدام ببعضها
وسيارة ثملة تستنجد بشارع فرعي علها تجد فيه بعض العتمة.

أحتاج رائحتكö
كما يحتاج مريض الربو قنينة الأوكسجين
سأتدبر أمري بالمنديل
وستأتين قبل أن تبرد أيدينا
وقبل أن تستفيق السيارة.

إلى الآن لم أستوعب شيئا ..
كل ما أتذكره:
أن القناديل كانت تنزف ضوءها بسخاء ..
أن المارة كانوا مبتهجين على غير عادتهم..
أن الإسفلت كان ناعما كالقطيفة
أن جسر الصداقة كان مبتسما
بالرغم من احتضانه لمقبرة خزيمة..

قد يعجبك ايضا