تركيا ..تعظيم سلام! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبدالله حزام
أظن ظنا يقترب من المؤكد أننا لسنا وحدنا من يعشق النموذج التركي هذه القوة الناعمة حديثا في عهد حزب”العدالة والتنمية “وهذا البلد الصاعد بسرعة الصوت والذي صار يمتلك (مفاتيح) أهلته للعب أدوار مهمة في بلاد العرب والمسلمين بحكم الموقع والذاكرة التاريخية المشتركة.
* إذا تركيا المحترمة أضحت السيرة المفضلة لدى شرائح عربية وإسلامية واسعة وهذا الحب بالتأكيد ليس قفزا مظليا من سماء العاطفة بل هو الواقع بذاته وصفاته ..فتركيا نجحت في حل إشكالية الدين والدولة وإشكالية التداول السلمي للسلطة والى جانب ذلك حققت نجاحات اقتصادية يمكن قياسها بالأميال وفوق ذلك و(شوية) أصبحت عامل توازن إقليمي يخدم القضايا العربية والإسلامية ويمكنها من رسم بعض السياسات في المنطقة وفي أكثر من ملف (فلسطين إسرائيل -سوريا إسرائيل – العراق – والملف النووي الإيراني..)وهذا جزء من قائمة طويلة..تستحق معها حصد بطاقات الإشادة والحب حد الهيام!..
* والحق أن إخواننا الأتراك يطيرون فيما العرب يزحفون..يطيرون لأنهم ركبوا آلة الزمن الاقتصادية..والاقتصاد كما يقول واضعو أسسه :هو علم صنع الاختيارات.. وتركيا استطاعت أن تحدد اختياراتها بدقة..ونجحت..
* وللتأكيد تعالوا نقرأ الأرقام وإن كانت علاقتي بدروس الرياضيات في المدرسة هكذا:جبر+هندسة =هروب من المدرسة!..تركيا اقتصاديا اليوم رقم 16 عالميا ورقم 6 أوروبيا..
وبإرادة صاروخية قفز دخل الفرد من 3500$ في2002م الى10500$ في 2008م وحجم الإنتاج من 180ملياردولارفي 2002م إلى740ملياردولارفي 2008م..ولأنها عزيمة صناديد سجلت الشقيقة تركيا مرتبة ثاني الأوائل في العالم من خلال نمو مقداره 11.5% واستطاعت أن تحافظ على متوسط نموبين الأعوام 2002و2008م في حدود 6%. وهذا معدل استحقت عليه عشرة على عشرة من أساتذة وموجهي علم الاقتصاد وفوق ذلك يضعها في قائمة الصين والهند.
* لكن من باب جلد الذات أريدكم أن تسألوا أنفسكم بعد أن تأخذوا شهيقا عميقا عن قصة الـ6% التي استحقت الدرجة النهائية عليها.. لأنكم ستجدون أن هذا المعدل محترم وابن ناس لأنه جاء في ثنايا عاصفة الأزمة العالمية التي تداعت مصائبها منذ العام 2006م وقادت إلى هبوط حاد في أعتى اقتصاديات العالم الصناعي على وقع لطم الخدود وشق الجيوب جزعا بعد ارتفاع معدلات الادريالين عند كبار الاقتصاديين وصغارهم.!
* من حقنا أن ننبهر بذلك النموذج الفتي.. نموذج إسلام التنوير ..النموذج الذي يخطط تنمويا واقتصاديا إلى تحقيق صادرات تصل إلى 500مليار دولار ونفس القدر في الإيرادات ويخطط للدخول قائمة الدول العشر الأولى اقتصاديا على مستوى العالم.
* وللأهمية سأكمل اقتصاديا فهناك ما يستحق أن نرفع له القبعات وخذوا الأمثلة : تركيا الأولى أوروبيا في صناعة النسيج والثالثة عالميا في صناعة التلفاز والثالثة عالميا في تصنيع الباصات..وبين كل ألف سيارة تصنع في العالم 15سيارة صنعت في تركيا..واكتفي بهذا القدر من الأرقام.
* لكن المهم واللافت ونحن نحسب النجاح بالأرقام أن نعرف أن تركيا تستورد المحروقات والمواد الخام الأولية ثم تعيد تصنيعها وتصديرها للعالم. والسؤال الهابط من جو الإعجاب العربي ماذا لو كان لديها نفط وغاز ومواد أولية¿..المسألة لا تحتاج إلى عصر قشرة المخ المسئولة عن التفكير في أدمغتنا..لأن الجواب واضح من عنوانه.!
* أما خلاصة الشق السياسي في المسألة التركية.. تعالوا نضغط زر تحديث الذاكرة لنستذكر تخوفات الداخل العلماني في تركيا والخارج الغربي من صعود حزب العدالة والتنمية سدة السلطة قبل بضع سنوات ظنا منهم بأن الأصولية على الطريقة (الطالبانية)قد طرقت بابها في تركيا..لكن تبين العكس بعدها ولم يفتح الحزب -إلا باب التحديث والتواصل الخلاق بين مشروع التطور وقيم الإسلام وقوانينه وتشريعاته..
* والأدلة على ذلك كثيرة ومنها:التشريعات التركية المطبقة حاليا في ظل حزب العدالة والتنمية التي أصبحت تقريبا كلها متوافقة مع القانون الدولي الحديث..وهكذا تعلمنا تركيا دروسا جديدة في النهوض بالأوطان..وهذا ما ينبغي أن يحفظه العرب عن ظهر قلب.
* لأجل ذلك نحب تركيا في العلن لأن الحب من وراء الظهر نميمة! ..وفي علاقة اليمن وتركيا ثمة ما هو أعمق وقد لاحت بشائر نجاح زيارة عبد الله غل الأسبوع الفائت لليمن ليتأكد أن علاقة البلدين لم تكن صدفة..فالبلدان يتشابهان في كثير من قضايا الداخل كما أنه ليس خفيا أننا نحتاج تركيا كجسر لمرور المنتجات اليمنية إلى السوق الأوربية وبالمقابل لدينا النفط والغاز والمواد الخام الأولية التي تحتاجها تركيا. والواقع يقول أن الأرضية الصلبة لعلاقة شراكة متينة تتوافر في إرادة القيادة السياسية للبلدين وهذا المراد والمقصود والأهم.
* وفي الضفة الأخرى من علاقة البلدين هناك مزيج جميل من التواصل في الجانب

قد يعجبك ايضا