التفتيش تحت جلد الرئيس القادم!
عادل حمودة
عادل حمودة –
> في الدول الأوروبية يكشف المرشحون عن ثرواتهم وحياتهم العاطفية وصحتهم النفسية قبل الجسدية وأموال حملتهم الانتخابية.. فلا شىء يجب إخفاؤه عن الشعب
المصريون لا يعرفون شيئا عن سليم العوا سوى أنه محام ينتمى للتيار الإسلامى.. وأن حازم أبوإسماعيل ملتح ينحاز للتيار السلفي وأن أبوالفتوح طبيب وإخوانى سابق.. وحمدين صحفي وسياسي ناصري.. وشفيق تولى مناصب وزارية أيام مبارك
كيف لا نسأل عن صحة المرشحين وغالبيتهم تجاوزوا سن التقاعد.. ولا نسأل عن ثرواتهم ومعظمهم كان يعمل في نظام فاسد¿!
زوجة مرشح رئاسى تصغره بـ20 سنة هددته بالخلع إن لم يطلقها فهى لاتزال عذراء.. المرشح استجاب لها خوفا من الفضيحة
ما أن فكر في الترشح لرئاسة الجمهورية حتى وجد نفسه مجبرا على تطليق زوجته الثانية التى تصغره بعشرين سنة.. لقد تزوجها منذ أكثر من عشر سنوات.. لكنه.. لم يستطع الدخول بها.. وظلت في عصمته.. دون أن يمسسها.. كأنها بيت وقف.. أما هى فلم تجرؤ على رفع صوتها بالشكوى إلا لله.. فقد كان يهددها بالضرب.. حسب الشريعة كما يفهمها.. على أنها وجدت في ترشحه للرئاسة فرصة للخلاص من أنفاسه العاجزة.. فخيرته ما بين أن يسرحها بإحسان أو تفضحه على الهواء.. برفع قضية خلع.. فوافق بشرط أن تعيد له الشقة التي سجلها باسمها في عمارة على نيل الزمالك.
بل أن تستنكر نشر هذه القصة الشخصية وتعتبرها انتهاكا لحرمة الخصوصية.. أذكرك بقواعد اللعبة السياسية التي يجب أن يرتضيها ولو على مضض كل من قرر نزول سباق الانتخابات الرئاسية التي أصبحت على الأبواب .. لابد أن يكشف فيها كل مرشح عن طيب خاطر كل شىء عن حياته.. ما خفي منها وما ظهر.. وما يزهو به وما يخجل منه.. كما هو الحال في الدول التي سبقتنا للديمقراطية.. بعد أن تخلصت من أنصاف الآلهة الذين لا يجرؤ أحد على المساس بهم.. كما في النظم الديكتاتورية التي عاشرناها طويلا.
في الدول الديمقراطية.. ما أن يعلن أحد نيته في الترشح للرئاسة حتى تدور ماكينات الإعلام الشرسة ــ بجانب مكاتب التحريات الخاصة ــ لتنقب عن كل صغيرة وكبيرة في حياته.. الداية التي سحبته من بطن أمه.. المدرسة التي علمته القراءة والكتابة وضبطته يغش.. الصديقة التي هجرته بعد عملية الإجهاض التي أجبرت عليها.. سيجارة الماريجوانا التي دخنها هو وشلته في الجامعة.. تهربه من الخدمة العسكرية بنفوذ عائلته.. ذمته المالية والعقارية.. صحته النفسية قبل الجسدية.. أموال حملته الانتخابية.. وقبل ذلك كله علاقاته الغرامية الحالية والماضية.. فلا شىء يجب إخفاؤه عن الشعب.. ومن يرفض يخرج من المسرح قبل فتح الستار.
ولا يجرؤ أحد من المتنافسين أن يعترض على وضع حياته الخاصة قبل برامجه العامة تحت الأضواء الكاشفة.. فمصير دولة بأكملها سيكون بين يديه.. يستحيل أن يعتبر ما يكتب وينشر ويبث عنه جريمة مهما كانت التعديات والتجاوزات.. فمن لا يحتمل كدمات المصارعة لا ينزل إلى حلبتها.. ومن لا يقبل قرص النحلة لا ينتظر عسلها.
لقد رفض الأمريكيون (مثلا) إدوارد كيندى رئيسا لهم أكثر من مرة.. مرة بعد أن ثبت أنه «غش» في الامتحان وهو طالب في كلية الحقوق جامعة هارفارد.. وحرم بعد ضبطه متلبسا من الدراسة سنة.. ومرة لأنه حاول الهروب من شرطة المرور في مخالفة سرعة وعندما قبض عليه كان مختبئا في قاع السيارة.. ومرة بعد أن تقاعس عن إنقاذ سكرتيرته عندما سقطت بهما السيارة.. ولم يفكر سوى في إنقاذ نفسه.. بل ولم يفكر في إبلاغ الإسعاف أو البوليس.
ولو كان بيل كلينتون قد كشف عن قائمة النساء اللاتى تحرش بهن وهو شاب لما وجد نفسه مهددا بالطرد من البيت الأبيض والتنحى عن منصبه بعد أن توالت فضائحه.
ولم يجد باراك أوباما عيبا في أن يقول : «إن زوجته أغنى منه».. ولولاها لما عرف طعم الحياة الناعمة المترفة.
وفي فرنسا.. لم يكن مهما كشف الحالة العاطفية للرؤساء.. فهناك يتباهون بالعشق الحرام قبل الحب الحلال.. كان مهما كشف حالتهم الصحية.. وقد اختار الفرنسيون فاليرى جيسكار ديستان رئيسا لمجرد أنه تعهد بالكشف عن تقاريره الطبية التي أخفاها سلفه جورج بومبيدو قبل أن يموت بسرطان الدم.. ولم يكن يتذكر أرقام التفجير النووى فاضطر أن يكتبها ويحتفظ بها في سلسلة يعلقها في رقبته.. فكان من السهل معرفة هذه الأرقام وتعريض البلاد لكارثة نووية.
أما نحن في مصر.. فمثل الزوج المخدوع.. أول من يصفع.. وآخر من يعلم.. فلا نحن نعرف ماذا يملك حكامنا من عقارات وثروات¿.. ولا ما يرتكبون من حماقات ونزوات¿.. لا هم يقولون لنا كيف يصنعون قراراتهم السياسية ولا ما هى أمراضهم الصحية¿.. فكل شىء في حياتهم سر من أسرار الدولة العليا.. يعتقل من يقترب منها.. أو يطالب بكشفها.. منتهى الفاشية.
وكى لا نلدغ من نفس الجحر مرة أخرى.. يجب إجبار كل مرشحى الرئاسة بتوقيع