تقدم الوطن وازدهاره .. مسؤولية جميع أبنائه!!
–
مصلح صالح المرهبي
أصبح حال شوارعنا في المدن والعواصم بمحافظات الجمهورية اليوم لا يسر عدوا ولا صديقا بتكدس القمامة فيها والحفر المنتشرة هنا وهناك خاصة الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء مدينة سام أبن نوح التي صارت أحياؤها ومناطقها مليئة بمخلفات القمامة ما يدل على أن هناك إهمالا وتسيبا وتخاذلا من قبل المسؤولين في الجهة المعنية بالنظافة سواء بالعاصمة أو بقية المدن وعواصم المحافظات الأخرى وذلك بسبب الأزمة الطاحنة التي مرت بها بلادنا وعانى منها اليمنيون على مدى أكثر من عام حيث ألحقت الضرر البالغ بمؤسسات الدولة وأحدثت فوضى وخوفا وقلقا لدى المواطنين الذين تجرعوا مرارتها وما نجم عنها من انعدام الأمن والاستقرار وارتفاع الأسعار للمواد الغذائية الأساسية وقطع الطرقات الرئيسية من قبل الخارجين على النظام والقانون والمخربين ومنع وصول المشتقات النفطية من بنزين وديزل ومادة الغاز وتحمل الشعب اليمني المشقة والعناء الذي لا يستطيع أن يتحملها أي بشر ولكن بصبر وثبات شعبنا العظيم وقدرته على التعامل مع الظروف الصعبة في كل التحديات والمحطات وتجاوزها بحكمة وحنكة اليمنيين العقلاء والشرفاء من أبناء هذا الوطن لأن اليمنيين مهما تفرقوا واختلفت آراؤهم وأفكارهم ووجهات النظر لديهم لعارض ما أو عاصف فإنهم في النهاية أسرع ما يعودون إلى جادة الحق والصواب ويتفقون لما يتحلون به من رحابة صدر ومحبة واحترام وتقدير وتسامح.
وبالتالي فإن اليمنيين أكبر وأسمى من كل الاختلافات والانقسامات والمناكفات الحزبية والسياسية التي تؤدي إلى انهيار وتدمير الأوطان التي تمكنت منها الفوضى والانشقاق والممارسات والسلوكيات غير السوية التي تحدث في مجتمعاتها وعدم وجود قانون ودستور تلجأ إليه في تسيير شؤون حياة مواطنيها وإذا وجد القانون وطبق بشكل صحيح على الصغير والكبير في أي من بلدان العالم فإن العدل والمساواة والنظام سينتشر في أوساط المجتمعات وسيعم الأمن والاستقرار ويشعر الإنسان بالحرية والاطمئنان والسعادة وذلك لن يحدث إلا من خلال العمل وتضافر جهود أبناء هذا الوطن على النهوض به وتقدمه ورخائه وازدهاره ونمائه وجعل مصلحة الوطن العليا فوق كل المصالح الشخصية الذاتية والضيقة والحزبية باعتبار أن الوطن ملك لجميع أبنائه بمختلف انتماءاتهم الفكرية وشرائحهم الاجتماعية وتنظيماتهم السياسية وسواء كانوا في السلطة أو المعارضة أو مواطنين ودون استثناء لأحد ويجب عليهم أن يضطلعوا بدورهم ويقوموا بواجبهم في بناء وطنهم الذي نشأوا وترعرعوا على ترابه الطاهر.
ونحمد الله سبحانه وتعالى أن وطننا اليمنيين اليوم خرج من أزمته الطاحنة التي أثقلت كاهله على مدى أكثر من عام بأقل الخسائر الممكنة مقارنة بما هو حاصل في بعض البلدان العربية وتم أول انتقال سلمي للسلطة عبر الانتخابات الرئاسية المبكرة التي عبر فيها أبناء الشعب اليمني يوم الـ21 من فبراير الماضي بانتخاب الأخ عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية وتم أيضا تشكيل حكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار التي قامت مشكورة بالاضطلاع بدورها وقيامها بواجبها الملقى على عاتقها في إعادة الحياة بين أوساط المواطنين إلى ما قبل الأزمة وإزالة الحواجز والمظاهر المسلحة من شوارع العاصمة والمدن والعواصم في بعض المحافظات الأخرى.
إلا أن ما يثير الدهشة والإحباط والاشمئزاز هو عدم نظافة الشوارع من القمامة والمخلفات التي بمجرد مرورك من أي شارع أو حي أو منطقة فإن رائحتها تزكم الأنوف ومناظرها مشوهة وغير نظيفة لعدم معالجة أوضاع عمال النظافة الذين يعتبرون أنفسهم مهمشين حيث من الواجب على حكومة الوفاق الوطني أن تهتم بهذه الشريحة التي تعد من أهم الشرائح في أي بلد أو مجتمع من المجتمعات المتقدمة والحضارية لأن المدينة أو العاصمة إذا كان منظرها نظيفا وجميلا فإنها تجعل السكان يشعرون بسعادة وسرور واطمئنان وسكينة غير معهودة ويشعر الزائرون إلى هذه المدينة أو تلك بأن سكانها يعيشون حياة حرة وكريمة وأبناءها مثقفون وحضاريون إذا كان كل شخص فيها يتعاون ويقوم بدوره في المحافظة على نظافة مدينته ومحل سكنه والظهور أمام الآخرين بأننا شعب حضاري ومتقدم ومتحضر يتمتع بالمدنية الحديثة التي قل أن تجد في غيره من بلدان العالم.
ومن الواجب على أبناء الشعب اليمني جميعا أن يحافظوا على نظافة بلدهم وبيئته نظرا لما تسببه القمامة والمخلفات من أمراض ومشاكل صحية أخرى في حياة سكان اليمن بشكل عام التي تنتشر القمامة في أحيائهم ومناطقهم ولا يمكن الاعتماد على عامل النظافة فقط لكي يأتي ينظف ويرفع القاذورات والمخلفات من أمام كل منزل وبالتالي فلا بد أن كل واحد منا يحافظ على مظهره ونظافة بيته وحيه وشارعه ونقدم للعالم أجمع صورة رائعة وبديعة على أن اليمن بلد الحضارة والحكمة والتقدم والازدهار.