د. محمد معمر عبدالوهاب

 - استخدام وسائل الإعلام والتواصل للإساءة للأديان تعد واحدة من المشكلات شديدة التعقيد في عصرنا الراهن .. فقد أتاحت عملية التطور التقني المجال واسعا◌ٍ لهواة التجذيف عكس التيار مستفيدين من الإمكانات الكبي

استخدام وسائل الإعلام والتواصل للإساءة للأديان تعد واحدة من المشكلات شديدة التعقيد في عصرنا الراهن .. فقد أتاحت عملية التطور التقني المجال واسعا◌ٍ لهواة التجذيف عكس التيار مستفيدين من الإمكانات الكبيرة والممكنة لعرض مقطع فاضح أو صورة مسيئة أو عبارات تتعارض مع هذه الديانة أو تلك ..الأمر الذي يساهم في توسيع الهوة بين الأديان وزيادة حدة التوتر وخاصة في الدول التي تتعايش فيها أديان مختلفة ومتعددة وهذا يضرب التعايش السلمي في الصميم ويثير النعرات والحساسيات بين الناس في إطار المجتمع الواحد ولنا أمثلة كثيرة حدثت هنا وهناك وكادت تتسبب في شرخ اجتماعي من الصعب علاجه.
وعندما نتحدث عن حرية التعبير وإبداء الرأي وفقا للشرائع السماوية والقوانين الوضعية الدولية منها والمحلية فأننا نجد أنفسنا أحيانا◌ٍ أمام موقف معيب ضد هذا الدين أو تلك الملة ولكن التبرير يكون دائما بأن ذلك يدخل في إطار حرية الرأي والتعبير ولا تستطيع الحكومات أن تكمم الأفواه أو تمنع النشر أو البث لأي مادة إعلامية في وسائل الإعلام والاتصال .
ولأن الشيء بالشيء يذكر وعندما بدأت الحرب على الإرهاب في أفغانستان ثم احتلال العراق ..حددت الإدارة الأمريكية وقيادتها العسكرية الخطوط الحمراء لوسائل الإعلام المختلفة حول أخبار الحرب وسير العمليات الحربية للأمريكان وحلفائهم ..بل وأكد ذلك إلى إعداد مواد إعلامية خاصة مجازة من قبل الجيش ليتم نشرها وبثها إعلاميا◌ٍ في أمريكا وخارجها .
وبالطبع كان اتخاذ ذلك القرار ضمن ما يسمى المصلحة العليا لأمريكا والجيش الأمريكي وحتى لاتبث مواد محبطة للعزائم والهمم خاصة وان الجيش يخوض حربا على الإرهاب .
المشكلة اليوم هي المواد الفلمية سواء كانت عبر السينما أو التلفاز أو الفيديو أو الانترنت والتي تسيء للديانات والأنبياء ولا تستطيع الحكومات في الغرب بالذات السيطرة عليها أو التحكم في توجيهها بسبب قوانينها والتي تطبق بقوة المحاكم الدستورية العليا وفروعها في تلك الدول فإن العقل لابد وان يغلب في هكذا مواقف وتتدارك حكومات الغرب تلك المشكلات والحساسيات وحرصا على الأمن والسلام العالمي ولمنع الإرهاب وجماعاته التي ترتدي رداء الدين ومن مختلف الأديان لأن الإرهاب ليس حكرا على دين معين .. حتى تقطع الطريق أمام بعض الأغبياء ممن يدفعون بالأمور إلى اتجاه الصدام بين الأديان والعودة للقرون الوسطى .. كما يجب ضبط النفس وعدم الانجرار إلى العنف .. والله المستعان.
alshamiry1@hotmail.com

قد يعجبك ايضا