–
شعر: الحارث بن الفضل
الإهداء: إلى أخي الحبيب الحاج أمين قائد البكيري
أنوار أسمائك الحسنى تنير دمي
أنا المعلِق بين البيت والحرم
أتيتْ نحوك عبدٍا يرتجي ملكٍا
عدلاٍ تنـزه لم يظلم ولم يضم
فما نقشت بقلبي غير أحرفه
(اللهْ) ينطقها قلبي كنطق فمي
} } } }
لبيك وحدك ربي لا شريك ولا
مِنú يستحقْ هْنا حمدٍا على النعم
يا مالك الملك يا قيومْ يا صمدَ
أتاك عبدك يا رحمن كالقزم
عبدَ فقيرَ حقيرَ جاهلَ نهمَ
نذلَ ذليلَ ضعيفَ غير محترم
محملاٍ سيئاتُ فوق طاقته
تنسابْ فوق صخور الروح كالحمم
} } } }
لبيكِ يا ربْ عبدَ آبقَ سِجدتú
روحي فجد سيدي بالعفو والكرم
وعافني واعفْ عني وأهدني وقني
من شر نفسي وحطم سيدي صنمي
} } } }
يا محبس الجن قيدي لا يزال على
ساقي وما زال جرحي غير ملتئم
ولا أزالْ أسير النفس تنـزل بي
أقسى العقوبات بعد الكيل للتْهِم
ولا يزال بقلبي لابن آمنةُ
حبـٍا يقولْ لمن قد لامِ لا تِلْم
حبٍا تسيلْ له وديانْ أوردتي
من مفرق الرأس حتى أخمص القدم
} } } }
غاراتْ حْبك يا طه تداهمني
يا سْعدِ من بسهام الحْب منك رْمي
وقد أصبتْ بها في مقتلُ فأنا
قتيلْ خير الورى في الأشهر الحْرْم
} } } }
قالت وما زال منها في الفؤاد صدىٍ
يسري فيشملْ لحمي في الهوى ودمي
إن كنت تعشق طه يا ابن فاطمةُ
فاثبتú على الملة السمحاء واستقم
فقلتْ يا نور مجلى الذات طف بدمي
واسكب على سفح قلبي وابل الديم
لو لم يكن سندي طه وسْنِتْهْ
في عالم اليوم زلِتú سيدي قدمي
} } } }
اللصْ لصان.. لصَ للقلوب فلا
تغفلْ ولصْ جيوب مجرمُ نهم
إذا غفلتِ أتى للقلب يفرغهْ
من نوره ليعش في قبضة السأم
إبليس فيروسه الملعون يصرعهْ
مكافح الذكر فاستيقظ ولا تنم
مِنú يكثر الذكر يسلمú من غوايته
ويسترح من هموم الذنب والندم
} } } }
فاذكر وصل على طه تكن علمٍا
متى ارتبطتِ بذاك الشامخ العلم
تكن مع الله والأملاك في عملُ
به عليك يصلي باعث الرمِم
ولا ينالْ صلاةِ الله خالصةٍ
إلاِ المصلي على المختار في القدِم
والعْمرْ موسمْ ذكرُ دائمُ فأدمú
ذكر الإله وهذا الموسم اغتنم
} } } }
ربي لك الحمدْ حمدٍا فوق ما حملتú
تلك الحروفْ وفوق اللفظ والكِلم
يا مِن كشفت انطواء الكائنات على
سرُ تراهْ عيونْ القلب في الظْلِم
} } } }
طه قصيدةْ شعرُ أنت كاتبها
بالنور من قبل خلق اللِوح والقلم
فكان نورٍا على نورُ تطير به
إرادة الله في الوديان والأكم
ولا تزالْ عيونْ الروح تبصرهْ
في يقظةُ من عيون القلب أو حْلْم
} } } }
روحي اسبقيني ونامي في منى وقفي
واسعي وطوفي بذاك البيت واستلمي
وارمي الجمار ونامي قبل رميتها
في سفح مزدلفُ والمشعر الحرم
وعانقي عرفات الله والتمسي
من ربها أن تزوري سيدِ الأمم
} } } }
يا ربْ هذي منى فكِتú ظفائرها
وازِيِنتú وارتدت حشدٍا من الحشم
من بعد ما اغتسلت شوقٍا لعاشقها
محمدُ مِنú بنى منظومة القيِم
} } } }
هذي منى وردةَ حنِتú لقاطفها
مذ أشعلتú عطرها الممزوج بالنغم
عروسةَ خاطبوها أقبلوا زْمِرٍا
من كل فجُ عميق الشوق مزدحم
يعانقونِ جبالاٍ عانقت جبلاٍ
يومـٍا فكان عناقٍا كامل الدِسِم
} } } }
وجهَ تقاطر بشúرٍا من ملامحه
كم لاح مبتسمٍا في ثغر مبتسم
مْحِمِديَ المرايا الضوء منعكسٍا
من سطح قلبُ بعمق الحْب متسم
} } } }
محمدَ كل ومضُ من بوارقه
يطوي المدى فيغطي شامخ القمم
محمدَ كل عطرُ من سحائبه
فيه الخلاص لماضينا من التْهِم
محمد كل لفظُ من جوامعه
ننجوا به من حبال الإثم واللِمِم
محمدَ شرِف المسعى ببعثته
فامتدِ أنصارهْ في الأفق كالنْجم
} } } }
يا سيدي ضاق بي قلبي وضقتْ به
ذرعٍا بفضح غرام فيه منكتم
وكان بئرٍا يغطي كل حادثةُ
حتى تغطى بنورُ عاليِ النْظْم
ففاح منه حنينَ لا يكابدهْ
غيرْ الرضيع الذي باليتم منفطم
} } } }
وأنت نهرْ ضياءُ كل دائرةُ
تنداحْ فيه بشكلُ جدْ منتظم
كم ضمِنا حين ألقى فيه أنفسنا
ضمِ الأمومة للأطفال في اليْتْم
فلا نرى فيه إلاِ كل عاطفةُ
بالحب تكشفْ سرِ الحرف والرقم
} } } }
محمدَ حبْهْ يْلقي الظلال على
قلبي الذي بسوى عينيه لم يهم
ولم يكن قبله بالعشق منسجمٍا
وغير طه حبيب القلب لم يِرْم
أوقفتْ ساحاته في عشقه فإذا
طه يوحد فيها كل منقسم
وأصبحتú نارْ حْبُ كان يوقدها
وقوده في الحشا تضرا وتضطرم
قالوا: أتعشقْ طه¿ قلتْ: أعشقْهْ
عشقٍا يقربْني من بارئ النِسِم
محمدَ برْهْ برَ وطاعتهْ
في حبه صلةَ للدين والرِحم
} } } }
يا سيد الخلق يا مِنú إن نظرتِ إلى
معوج أمرُ بإذن الله يستقم
انظر لمعوج حالي نظرةٍ حملتú
في طيها رحمةٍ تْنجي من النقِم
} } } }
روحي الفداءْ لنعلُ كنتِ تلبسهْ
وأنتِ تمشي على عرشُ من الشيم
عرش العظيم الذي ما أقسموا قسمٍا
إلاِ وكان اسمهْ في أول القسم
عرشَ على الماء منه الماءْ منسكبَ
كخاتم في فلاة الموج ملتطم
وكلهم واقفَ يلقي السلامِ على
مِن بالسلام يحييهم وبالسِلم
تمشي على العرش بالنعلين محترمٍا
وسار موسى بسينا حافيِ القدم
} } } }
يا كل شيءُ أتى اللاشيءْ يمدحكم
وفاقد الشيء لا يعطي سوى العدم
يا أكرم الخلق ضاق الشعر بي مددٍا
من نوركم يرتوي من فيه كل ضم
يا خيرِ مِن قال في عصر المقال ومِنú
بالجهل في مكةُ كنى أبا الحِكِم
فصاحةٍ في قصير اللفظ يطلقها
طه بأبلغ ما في القول من حكِم
} } } }
وقمتْ أمدحْ نفسي حين أمدحهْ
فكنتْ بين الورى كالنسر في الرْخِم
علوتْ حتى علا قدري بمدحكِ يا
مِنú قدرهْ فاق قدر المجد والشِمِم
ألبستني بردةٍ كحليةٍ نْسجتú
باسمي فكان كساءٍ بالغ العظِم
} } } }
يا سيدي شاعر المسعى يردد ما
بين العلامات شعرٍا صادق الألم
يلوذْ بالصادق المصدوق ملتمسٍا
منه الشفاعةِ لي في محشر الذمم
فقد أتيتْ بنفسُ كلما بِرئتú
من دائها جاءها إبليس بالسِقِم
} } } }
ناديتها يا ابنةِ المسعى على قلقُ
في الشعر كم أقعد الدنيا وكم أقم
وقد أتيتْ إلى المسعى وفي بلدي
شمسٍانْ يحمل أحقادٍا على نْقْم
وحوله أمةْ الإسلام عاجزةَ
والعجزْ قد لاحِ فيها بالغ الحْلْم
} } } }
حججتْ.. عدتْ كطفلُ غير أنِ يدي
حنت إلى بطنها المسكون بالبشم
فعدتْ أصنعْ زلاِتُ بلا خجلُ
كأنني واحدَ من سائر الغنم
أبني مع الله بنيانٍا أْشيدْهْ
ليلاٍ فيصبحْ ما أبني بمنهدم
} } } }
لكنني رغم هذا الجهد يبذلني
مستغفرَ وبحبل الله مْعتِصم
فكيف أجحدْ فضلاٍ ظلِ يشملني
ممن براني وسواني من العدم
وكنتْ طينٍا وماءٍ, ثم أخرجني
طفلاٍ ولا زال يرعاني إلى الهِرِم
} } } }
وكلما قال: عبدي, قلتْ: يا ملكي
لبيكِ.. ما زلتْ ربي غيرِ منهزم
أصارعْ النفسِ والشيطانِ, معتصمٍا
بحبل جودكِ من دنيا الهوى الوِخم
وجئتْ ملتزمٍا بالباب أعلنهْ
عجزي بلا لا أغطيه ولا نعم
} } } }
فاجعل مقام أبي إسحاق يشهدْ لي
كي لا يطولِ بباب البيت مْلتِزمي
واجعل على عرفات الله مغفرتي
واغفر لحجاج بيت الله كلهم
} } } }
فقد أتيتك يا ربي على وجِلُ
أنا المصابْ عن الطاعات بالعْقْم
فاطلقú بصيرة قلبي يا بصيرْ, وكن
أنت الشفاء لآذاني من الصِمِم
شحم المعاصي يغطي طاعتي, وأنا
أدعوك ربي اشفني منú أخبث الورم
} } } }
يا مِن على عاد سقت الريح شاحبةٍ
في يوم نحسُ فغطت جنِةِ الإرم
ومن فلقتِ لموسى البحر منتقمٍا
أغرقت فرعونِ باني قلعةِ الهِرِم
ومِن على سد بلقيسُ ومأربها
لما عصوا سقت ليلاٍ سيلك العرم
هداهمْ هدهدَ لما أردتِ بهم
خيرٍا وأخرس فأر الكفر كلِ فم
} } } }
ثم الصلاةْ على طه وعترته
تكونْ في بدء أشعاري ومختتمي
طه الذي طاف بالسبع الطباق على
ظهر البراق بلا سرجُ ولا لْجم
وأسألْ الله في الفردوس رفقتهْ
وأن أكون له من سائر الخدم
ما قمتْ أمدحْ طه حين أمدحْهْ
إلاِ وجدتْ بياني عالي الهمم
قصيدتي كعصا موسى ستلقفْ ما
في الشعر من سحر أهل الحرف والكِلم
} } } }
مكة المكرمة – ذو الحجة 1431هـ