علي الخضر…
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
{ بهدوء رحل الرجل المحترم كما توارى من سنوات – أيضا – احتراما للنفس فلم نسمع له جلبة ولا صراخا!! لم يدعö ولم يطلب ثمنا لشيء ما كأن يقول : أنا من مناضلي الثورة فهاتوا بل احترم نفسه ولف تاريخه تحت إبطه وظل يتابع ويتأمل حتى وافاه الأجل راضيا عن نفسه محبا للبلد وأهله.
كنت أظن – وبعض الظن إثم – أن وزارة الخارجية على الأقل ستقول كلمة بيانا مذيلا بسيرة ذاتية تذكيرا للناس بالسفير والدبلوماسي السابق نائب وزير الخارجية الأسبق أي شيء من هذا القبيل يؤسس لقاعدة مهنية ولن نقول وفاء إنسانيا نعلم به أجيالنا اللاحقة ومتأكد أن موقع الوزارة على النت والذي يحدث كل عامين خوفا من الخسارة لن تجد فيه ما يدل على الرجل مجرد إشارة!! وعلى كل حال فالأمر ليس بجديد فكلنا نلطم خدودنا ونسرف في الوعود عن كل راحل كريم ثم في زحمة الزحمة ننسى كل شيء حتى نقابة الفنانين من باب الوفاء على الأقل لحامل عود من باب الهواية توقعت أن تقول في بيان قصير كقصر الأخبار القصيرة أن الرجل كان ذا نفس فنانة!!
يبدو أن النقابة نائمة لا نريد أن نلعن منú سيوقظها فدعوها هي الأخرى نائمة وباستثناء برقية الأخ الرئيس لا تجد كلمة في أي صحيفة حتى صحيفتنا!! فالحي أفضل من الميت ولم نعد ندري منú هو حي ومنú قد مات وإن رأيته يمشي!!
علي الخضر أحد الرجال الذين لهم سيرة يفخر بها أبناؤه وأولهم أسامة الذي ألف كتابا عظيما بشهادة المهندس خليل قنصل رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الذي قال في التمهيد للكتاب المعنون «القرآن والكون … من الانفجار العظيم إلى الانسحاق العظيم» في العام 2001م : «قد بذل المؤلف فيه جهدا مشكورا للتوفيق بين حقائق العلوم الفيزيائية والفلكية والكونية وبين بعض الآيات الكونية المسطورة في المعجزة الكبرى (القرآن الكريم)» ومرورا بـ «سلوى» دمثة الأخلاق كأبيها وبعدهما كل إخوتهما والكتاب جدير بالقراءة.
وحده الزميل والصديق أنور العنسي ذكر الرجل وأشار إلى سيرته الذاتية الزاهية إذ دخلت الفيس بوك شجنا وراء إجابة على سؤال ذكر الخضر وجدت أنور هو الوحيد الذي تظل ذاكرته زاهية بتذكر أمثال الخضر علي – رحمه الله – وحقيقة لا أدري ماذا أقول سوى لا حول ولا قوة إلا بالله الله وهب الله أخذ ولا أدري ممن أطلب أن تحيا ندوة احتفائية سموها ما شئتم لتثبت ولو في الحدود الدنيا للإثبات أن الدنيا – برغم كل الزعيق – لا تزال تعيش بوحي من الخير والوفاء لا أدري منú أخاطب وليس من المعقول أن نقول لأسرته : اعملوا كل شيء ونحن حتى لن نحضر.
المعذرة يا صديقي الأكبر سنا ومقاما ولا يسعني إلا أن أدعو الله لك بالرحمة والمغفرة هو منú نلجأ إليه وقت الملمات والخطوب ووداعا هذا هو سلاح العاجز فلتعذر وأنت الكريم وليعذر أبناؤك فليس بيدي سوى قلمي ألوح به هنا وهناك ماذا أفعل إذا كانت الأبصار قد عميت ربما هذا هو قدرنا أن ننسى الأول فالأول ربما – أيضا – رحمة بالطيبين حقيقة لا أدري ماذا أضيف.