كذبة الاحتراف!!
نايف الكلدي –
قبل سنوات وتقريبا◌ٍ ثلاث سنوات أقر الاتحاد العام لكرة القدم نظام الاحتراف للاعبين في الأندية اليمنية.. واستبشر اللاعبون خيرا◌ٍ بهذا النظام كونه يعطي اللاعبين الحرية ويحررهم من قيود الأندية التي تعتبرهم إدارات الأندية ملكا◌ٍ من أملاكها وهي صاحبة الحق الحصري.
وكانت الأندية تنظر إلى لاعبيها على أنهم من املاكها وإداراتها هي التي تتصرف باللاعبين داخل الأندية وليس لهم الحق بالحديث عن الانتقال للعب لأي ناد آخر أو المطالبة بأي امتيازات أو حقوق وعليهم أن يلعبوا فقط وإدارات النادي هي فقط صاحبة الرأي والقرار والتصرف باللاعبين بأنديتها كيفما تشاء.
وحين تضمن نظام الاحتراف أن اللاعب في أي ناد حين يبلغ من العمر 23 عاما◌ٍ يعتبر محترفا◌ٍ وحرا◌ٍ ولا يحق للنادي السيطرة عليه واللاعب له حق الاختيار في اللعب لأي ناد يراه مناسبا◌ٍ له ولا يحق لناديه الاعتراض عليه ومن حق اللاعب اللجوء إلى الاتحاد في حالة أن ناديه حاول أن يوقعه اللاعب بمشاكل بهذا الخصوص والاتحاد سيكون إلى جانب اللاعب وإنصافه.
وهذا الأمر يصب في مصلحة اللاعب بما يجعله يحسن من ظروفه المادية ويمنحه الحق في اللعب مع أي ناد يختاره ويكون بعقد يضمن حقوق اللاعب ويلزمه ويلزم النادي احترام العقد فيما بينهما وتطبيق شروطه وبالتالي في حالة إخلال أي طرف من الطرفين بشروط العقد فالاتحاد العام أو القضاء سيلزم الطرف المخل بما تم الاتفاق عليه بالعقد.
وقد عانى جميع اللاعبين في الأندية من ظلم الإدارات في حقوقهم سوء مرتبات أو مكافآت أو علاوات وعدم التزام الأندية بدفعها لهم وذاق اللاعبون المرارة من الأندية لأنها كانت هي صاحبة الحق بمصير اللاعبين ولا أحد يستطيع انصاف اللاعبين ولم يكن أمامهم أي خيار سوى الرضوخ والقبول بما تقره الإدارات¡ لأن الإدارة إذا لم يلتزم اللاعب في هذا النادي أو ذاك تستطيع أن توقفه عن اللعب وتنهي مستقبله بسهولة.
وللأسف هناك لاعبون كثر تركوا الرياضة وهم في قمة عطائهم ونجوميتهم وتألقهم ليس بسبب الإصابات أو لظروف أسرية قاهرة.. وإنما تركوا الرياضة بسبب تعسفات الإدارات بالأندية.. لأنه إذا دخل اللاعب بمشاكل مع إداري بناديه يقوم الإداري بمحاربة اللاعب ونسف مستقبله ببساطة.
و نأسف له هو أن فرحة اللاعب بنظام الاحتراف بالأندية الذي يحرر اللاعبين من عبودية وملكية أن يتهموا ويمنح اللاعب الحرية في اللعب للنادي الذي يرى فيه مصلحته و تحسين أوضاعه المادية… لكن اللاعبين صدموا بعدم تطبيق هذا النظام بالأندية وعدم قدرة الاتحاد العام للعبة على إلزام الأندية بتطبيقه ومحاسبة النادي الذي يخالفه.
السؤال هنا يطرح نفسه على طاولة الاتحاد العام للعبة.. لماذا الاتحاد ولجانه المختصة لم يقوموا بتطبيق هذا النظام رغم أنه أقرل قبل حوالي ثلاث سنوات ومتابعة الأندية بالتنفيذ ومحاسبة من لم يلتزم بذلك¿.. ومتى سيقوم الاتحاد بتنفيذ هذا القرار فعليا◌ٍ¿ وهل سيحمي أي لاعب في حالة اللجوء إليه عندما يتعرض للظلم من ناديه¿!!
alkaldi17 gmeil. com