
أحمد عبدالله الشاوش –
بثت قناة روسيا اليوم ثاني أيام عيد الفطر المبارك فيلما◌ٍ وثائقيا◌ٍ مصورا◌ٍ عن اليمن قبل
الثورة اليمنية الخالدة¡ وقد تفرد الفريق الإعلامي الروسي برسالته الإعلامية المتميزة بكفاءة
عالية رغم المخاطر والصعوبات التي واجهتها بعثة التصوير للحياة المعيشية صوتا◌ٍ
وصورة¡ وباللون الأبيض والأسود كأول فريق إعلامي على مستوى العالم يفوز بسبق
صحفي عن اليمن (المجهول) رغم القوانين الصارمة التي تمنع التصوير أو البعثات
الإعلامية داخل اليمن لأداء رسالتها¡ وأسهمت العلاقات الروسية اليمنية المتميزة في إتاحة
الفرصة وأن تحظى البعثة الإعلامية الروسية بالموافقة على التصوير في نقل مشاهد من
الحياة اليومية لليمنيين وأسلوب حياتهم البسيطة¡ ومما ساعد على إنجاح مهمة البعثة
الروسية هو إرادتها ومصداقيتها وكذلك غض الطرف من قبل الأخير (سيف الإسلام محمد)
في الحديدة الذي ظل يلتزم الصمت أمام تحرك فريق روسيا الإعلامي وعدسته التصويرية
وتنقل الفريق من مكان إلى آخر.
وقد استطاع الفريق الإعلامي نقل صورة حية ومشاهد يومية صادقة ومعلومات مؤكدة من
عين الحدث ضاربين بتلك الأعمال الجليلة قمة المهنية رغم ما واجهوه من صعوبات
ومعوقات واعتراضات على التصوير لكون المجتمع اليمني في ذلك الوقت لا يؤمن بثقافة
التصوير ويعتبرها من المحرمات نتيجة التخلف وعدم مواكبة عجلة التطور. ورغم تلك
المعاناة للبعثة إلا أنها استمرت في أداء رسالتها الإعلامية بكل اقتدار وبأسلوبها الرائع
وحنكتها وتقديرها لبعض الأمور الحساسة وامتصاص غضب المعترضين واضطرارها
أحيانا إلى تنصيب آلتي تصوير إحداهما ظاهرة لا تصور¡ والأخرى بعيدة عن التجمعات
المعترضة تؤدي مهامها ورسالتها الإعلامية دون شعور المتجمهرين¡ وتنقل الفريق إلى
الأسواق الشعبية وغيرها من الأماكن مجسدا بساطة اليمنيين ومعاناتهم ورضائهم بواقعهم
الاجتماعي في تلك الفترة. وركزت الرسالة الإعلامية على الكثير من المشاهد وفي طليعتها
العاملات في نتف وتنظيف وفرز البن ذي الرائحة الزكية والعالي الجودة حتى يتم تطييره
إلى نيويورك. وكان لصوت ووصف المعلق الروسي (نعو مكين) صد◌ُ ووقع لدى المشاهد
اليمني وغير اليمني لقناة روسيا اليوم لتميزه ونبرة صوته الرائعة التي جسدت قوة الرسالة
الإعلامية وتأثيرها في مستقبل الرسالة الإعلامية وأداء دورها. ووضحت الرسالة كيف
استطاع صاحب معمل البن في الحديدة (الأجنبي) أن يأمر عاملات البن بنزع اللثام (
الشيمة) رغم رفضهن¡ وبعد صعوبة تم التصوير واستطاعت البعثة أن تنقل لنا صورة حية
من استعراض الأمير وجنوده ومرور وحدات المشاة النظامية والموسيقى العسكرية ومنظر
الخيالة والجنود والاستعراض العسكري والرقصات الرائعة المجسدة للقوة والأصالة¡ فتحية
للبعثة الإعلامية الروسية التي خاطرت بحياتها وجندت نفسها لتنقل للعالم صورة حية قمة
في المهنية وفي زمن التحجر والانغلاق .
Shawish22@Gmail.com
