ذوو الإعاقة والاستغلال المادي

عبدالله أحمد بنيان‮ ‬ –
الأشخاص ذوو الإعاقة هم شريحة من شرائح ذوي‮ ‬الاحتياجات الخاصة بما معناه أنهم أصحاب احتياج خاص ولهم ظروف خاصة‮ ‬يجب التعامل معهم وفق تلك الاحتياجات‮ . ‬وللأسف الشديد أن هذا الاحتياج الخاص لا‮ ‬يتوفر بالشكل الذي‮ ‬يتوفر مع‮ ‬غير ذوي‮ ‬الإعاقة ولن نكون مبالغين إذا ما قلنا أن لا مقارنة تذكر في‮ ‬ذلك‮ .‬
فالأشخاص ذوو الإعاقة في‮ ‬بعض الحالات‮ ‬يتعرضون للاستغلال المادي‮ ‬إما بتكسب الجهة التي‮ ‬تزعم أنها ترعاهم والتي‮ ‬دائما ما تتسول بأسمائهم وبحجة رعايتهم وتأهيلهم أو بفرض رسوم باهضة على أهاليهم لتقوم حسب أهدافها الشكلية برعايتهم وتأهيلهم‮ ‬‭,‬وهذا الأمر نراه جليا في‮ ‬ما‮ ‬يخص بعض شرائح الإعاقة وخاصة الإعاقة الذهنية حيث تعالت أصوات الشاكين من أولياء أمور ذوي‮ ‬الإعاقة الذهنية بسبب استغلال بعض المدارس الخاصة بتدريس أبنائهم‮ .‬
‮ ‬قد‮ ‬يستغرب القارئ الكريم عندما‮ ‬يسمع أن هنالك طالب ذو إعاقة ذهنية تطلب منه مدرسته‮ ‬250‮ ‬ألف ريال‮ ‬هذا المبلغ‮ ‬يطلب من ولي‮ ‬الأمر رغم أن صندوق رعاية وتأهيل المعاقين قد تكفل بتمويل نفقات تدريس هذه الشريحة‮ .‬
هدفنا من هذا المقال ليس التشوية وإنما تصحيح الوضع ونناشد هذه الجهات أن تخاف ربها في‮ ‬التعامل مع الإعاقات الصعبة والتي‮ ‬تحتاج منا جميعا كل رعاية وحنان وتعاون‮ ‬لن ننظر‮ ‬إلى الكأس من الناحية الفارغة فقط وإنما لتحري‮ ‬الحقيقة سنتناول الموضوع‮ ‬من جميع الزوايا ولذلك فقد لزم علينا أن نشيد بدور بعض المنظمات والجمعيات العاملة مع ذوي‮ ‬الإعاقة الذهنية والتي‮ ‬تعمل بكل أخلاص وتفانى وهذه الجهات مشهود لها بالنجاح والتميز في‮ ‬عملها وهي‮ ‬تعتني‮ ‬بذوي‮ ‬الإعاقة الذهنية دون أي‮ ‬عوائد مادية تذكر هدفها في‮ ‬ذلك تحقيق أهدافها السامية والنبيلة‮ ‬غير أن العدد الكبير والمتزايد لهذه الإعاقة‮ ‬يشكل ضغطا◌ٍ‮ ‬كبيرا◌ٍ‮ ‬ولا تستطع هذه الجهات تغطية وخدمة كل المتقدمين‮ . ‬
ونظرا◌ٍ‮ ‬لذلك فإن الإعاقة الذهنية تحتاج من الدولة المزيد من الإهتمام بها وفتح مدارس حكومية تعنى بها وتخفف من معاناتها‮ ‬
‮ ‬يعتبر هذا واجب وطني‮ ‬وإنساني‮ ‬خاصة وان الشخص ذو الإعاقة الذهنية هو فرد من أفراد المجتمع وله حقوق‮ ‬يجب أن تصله دون عناء أو صعوبة‮ .‬

< ‬نائب رئيس المنظمة العربية للأشخاص ذوي‮ ‬الإعاقة

قد يعجبك ايضا