الحلقة الأضعف

وديع العبسي –
> في مساحات◌ُ تضيق أحيانا وتتسع أخرى من جغرافية الثورات التي شهدتها بعض دولنا العربية ضمن ما عرف بالربيع العربي تحركت المرأة العربية.. رفعت الشعارات.. شكت¡ وقالت رأيها

فشكل حضورها باعثا قويا لما طمرته يوميات الحياة السياسية من حقوق لهذه الفئة.. واجتازت المرأة بفعلها المشهود ذاك تلك الحدود التي حاولت تضييق تحركها¡ وتعمدت تجميد طموحها عند

مستوى متخلف¡ ناجحة بذلك في إحداث تأثير إيجابي من جهة لفت النظر إلى الواقع الذي ترزح تحته وإلى حقها في التمكين السياسي بدرجة أساس.
على المستوى العربي عموما معلوم بأن المرأة لا تزال هي الحلقة الأضعف في منظومة العمل السياسي¡ ولا تزال مقولة «التمكين» رؤى لا أكثر في خطابات القوى السياسية وقادة الفعل تأبى أن

تنفك من قيود الرغبات الشخصية وتنطلق إلى أرض الحقيقة.
هي حقيقة مشهودة لليمن منها نصيب حيث الإقصاء الاجتماعي للمرأة ظل فعلا ملازما للتحولات السياسية قادما من مئات السنين¡ في ظل عجز السياسات المتلاحقة عن خلق وضع متغير فيه.
في فبراير من العام الماضي زحفت إلى اليمن ذات أحداث الشارع العربي¡ فكان لخروج المرأة ومشاركتها أثره الواضح¡ إذ أعاد هذا الخروج إلى الواجهة قضية حقوقها السياسية وتمكينها من

ممارسة دور في العمل الديمقراطي وفق المنظور الضامن لها ذلك في التشريعات المحلية والمواثيق الدولية الموقع عليها.. كما فرض ذلك تواجدا قويا لقضاياها في أجندة مطالب التغيير¡ ليصير مثل

هذا الأمر قواما لتناولات عديدة لنخب ثقافية باعتباره حاجة يستدعيها واقع التغيير.. وليصير من الطبيعي أن يشهد الواقع اليمني حضورا وبروزا لصوت المرأة في اتجاه تأكيد حقوق ظلت شعارات

تزايد بها مختلف القوى السياسية في الساحة¡ ومن ثم السعي إلى فرضها باعتبارها واحدة من المطالب التي تستدعيها تلك الحاجة في تحقيق الانتقال إلى بيئة متجددة تنتفي فيها المفاهيم التقليدية¡

وتتأكد مبادئ الحقوق.
ولذلك فهناك ما يلوح في الأفق اليوم لصالح إحداث تغيير إيجابي في تفاصيل هذه الحقيقة.. تنبئ عن ذلك تحركات¡ وتوقعات من استحقاقات قادمة تفرضها مضامين المبادرة الخليجية وآليتها

التنفيذية.. ومن المتفق عليه أن يكون هناك تمثيل مقنع للمرأة¡ ومساحات نقاش لقضاياها لا تخضع أرضيتها ولا ترضخ لذات المعوقات التي أبقت المرأة عند الحدود الدنيا من التمكين¡ واليمن إن

ترجمت ذلك واقعا فإنها ستبدو نموذجا يتحرر -أو هكذا يفترض- من تلك النمطية في التعاطي مع متطلبات هذه الفئة.

walabsi1@gmail.con

قد يعجبك ايضا