إيقاعات إعلامية
أحمد عبدالله الشاوش –
جربت الدول العظمى وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من الإيقاعات والأدوات¡ وفنون الحرب الظالمة التي تخوضها من أجل مصالحها¡ وتحت ذرائع واهية كحقوق الإنسان¡ وحقوق الأقليات والطوائف¡ وتحرير الأوطان¡ ومعاداة الكثير من الاتجاهات السياسية التي لا تدور في فلكها أو تسبح بحمدها¡ مستغلة في ذلك قوتها العسكرية وعنفوانها الاقتصادي لإسقاط بعض الأنظمة والحكام بالرغم من الفشل الذريع في تحقيق مآربها وتكبدها خسائر فادحة في الجنود¡ والعتاد وترنح اقتصادها نتيجة تورطها واستنزافها في حروب عديدة خاسرة¡ كما في افغانستان والعراق¡ وصناعتها لأكثر من بؤر التوتر خصوصا◌ٍ في المنطقة العربية¡ وما رافق ذلك من دمار ودماء وقتلى ومآس ونهب ثروات وآثار البلدان المسالمة¡ ورغم الفشل الذريع لتلك الأدوات إلا أنها رأت في الإعلام الوسيلة المثلى لتنفيذ برامجها وخططها الماكرة لما له من تأثير في الشعوب¡ وقولبة الرأي العام¡ واستطاعت تلك الدول بما تملكه من وسائل الإعلام الدولي المتطورة أن تهيئ لدق طبول الحرب وشنها بطرق احترافية غاية في البشاعة باتباعها أساليب رخيصة تمثلت في إنشاء غرف عمليات خاصة بأحدث التكنولوجيا لتزوير الحقائق¡ وقلب الأحداث وكيل التهم وفبركة الأخبار والمعلومات والتحليلات¡ وإجراء الحوارات مع شخصيات تؤمن برؤية واحدة مسبقا◌ٍ بعيدا◌ٍ عن المصداقية وأخلاقيات المهنة, وصار الإعلام العربي (كامبرس) تابعا◌ٍ يردد كالببغاء ما يردده الإعلام الدولي دون تحري الدقة والمصداقية وبعيدا◌ٍ عن أي استقلالية¡ بل تجاوز كل القيم النبيلة مع العلم بأن هناك بعض الهامات الإعلامية الشامخة في سماء الإعلام ما تزال تجاهد ليل نهار وتناضل من أجل إيصال رسالتها السامية التي تجسد عين الحقيقة والنبأ اليقين إلى المشاهد والقارئ رغم السيل الجرار من الأخبار الزائفة والمدبلجة.
لقد مثل الإعلام في عام 2011م أسوأ حالاته على المستوى الدولي والعربي وتعرø◌ٍت الكثير من مشاريعه الهدامة المتمثلة في القنوات الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية وما رافق نشراتها من أخبارها وتحليلاتها المضللة¡ وعدم احترام عقلية المتلقي وإنسانية الإنسان وتركيزها على زعزعة الأمن والاستقرار ونشر ثقافة الكراهية والفجور وتبني مشاريع التجزئة والإضرار بالوحدة الوطنية بقنوات وصحف ومواقع خليجية وعربية ولمصلحة الغرب مع الأسف الشديد¡ ورغم هذا الزلزال إلا أن الرسالة الإعلامية الصادقة هي الإيقاع الحقيقي الناجح في سماء الإعلام مهما حاول المضللون فهي ساطعة كالشمس.
Shawish22@gmail.com