بناء الإنسان الركيزة الأساسية للنهوض بالتنمية


لقاء/ محمد راجح –
يجـب أن يكــون لدينا إيمان عميق تجاه بلدنا وفي خدمة مجتمعنا

أكد الخبير الاقتصادي والتنموي أحمد بازرعة عضو مجلس إدارة نادي رجال الأعمال أن خدمة المجتمع لا تنفصل عن خدمة القطاع الخاص والعكس أيضا ويجب أن يكون هذا هو معيار توجهاتنا وارتباطنا ببيئتنا .
وأضاف: يجب أن ينبع ذلك من ضرورة أن يكون لدينا إيمان عميق تجاه بلدنا وفي خدمة مجتمعنا.
وقال بازرعة في حديث خاص لـ «تنمية بشرية» نادي رجال الأعمال لدية رؤية تنبع بأيمان عميق بأهمية خدمة المجتمع وخدمة القطاع الخاص ولهذا يساهم بدعم أي مبادرة لها أثر إيجابي على كافة شرائح المجتمع والشباب بشكل خاص بما يؤدي لإيجاد بيئة مناسبة ومحفزة للنهوض التنموي.

وشدد قائلا◌ٍ : يجب أن نهتم بشريحة الشباب باعتبارهم المكون الرئيسي للمجتمع والأداة الأولى للتغيير والبناء ولهذا لابد من دعم أي مبادرة شبابية تنموية مهما كان توجهها للارتقاء بالحياة العامة للمجتمع.
وأوضح أمين عام نادي رجال الأعمال أن النادي أعد مصفوفة إصلاحية تم تقديمها للحكومة حيث اشترك في إعدادها مجموعة من الباحثين ومنظمات المجتمع المدني والإعلام
وقال إن المصفوفة التي تم إعدادها من وجهه نظر القطاع الخاص تتضمن رؤية لاحتياجات المرحلة القادمة في مجال الإصلاحات المطلوبة والتشريعات الدستورية التي يجب العمل عليها.
وطبقا◌ٍ لبازرعة فإن المصفوفة نابعة من احتياجات المجتمع بعد مرحلة التغيير الحاصلة وظروف المرحلة الراهنة وأيضا من الحراك الذي تعيشه بلادنا من حوار وطني ومرحلة انتقالية سيعقبها انتخابات دستورية.
مشيرا◌ٍ إلى أن القطاع الخاص من أهم مكونات المجتمع وستزداد أهميته خلال المرحلة القادمة.
وفي نظر بازرعة فإن الإنسان اليمني أهمل بشكل كبير خلال الفترة الماضية وقد حان الوقت للاهتمام به وبنائه ولا يمكن أن تكون هناك تنمية بدون العناية والارتقاء بشخصية الإنسان اليمني بالدرجة الأولى باعتباره ركيزة التنمية .
ويدعو جميع مكونات المجتمع المدني والمنظمات المحلية والقطاع الخاص وكل الأطراف والجهات في البلاد التركيز على المجتمع والاهتمام بالإنسان اليمني والعمل على تأهيله والعناية به وتحفيزه وصقل قدراته ومهاراته لخلق مجتمع منتج يساهم بفعالية في خدمة وطنه والارتقاء به.
وفي هذا الخصوص عرض بازرعه مؤخرا◌ٍ رؤية لشخصية الإنسان اليمني التي يجب تشكيلها مستقبلا◌ٍ وتتحدد معالمها في عدد من الأمور من أهمها ضرورة أن تتحلى هذه الشخصية بواجباتها أمام خالقها وأمام مخلوقاته وتجسد القيم الإسلامية في جميع تعاملاتها وان تعتز بانتمائها لهذا الوطن وتحافظ عليه¡ وكذا أن تكون مسلحة بالعلم والمعرفة¡ والحد الأدنى من التعليم¡ إما أن يكون مهنيا◌ٍ أو تقنيا◌ٍ أو أكاديميا◌ٍ .
كما شدد بازرعة في رؤيته على أهمية اهتمام الإنسان اليمني بمظهره ولياقته البدنية والرياضية وربما العسكرية الطوعية¡ كأن تكون شهرا◌ٍ في كل سنة من سنوات الدراسة بعد سن الثامنة عشرة مثلا◌ٍ¡ والاهم احترام النظام والقانون.
بالإضافة إلى أن تكون شخصية الإنسان اليمني مؤهلة تأهيلا◌ٍ علميا◌ٍ وفنيا◌ٍ ومهنيا◌ٍ وفق أعلى المعايير لتنافس في سوق العمل العالمي.
وكان نادي رجال الأعمال قد قدم رؤية شاملة لإصلاح الاقتصاد اليمني تضمنت ثلاثة محاور أساسية « الإغاثة والتدخلات العاجلة والتشغيل والشباب والشراكة والحوكمة «¡ حيث تشمل الأهداف والمكونات لكل محور¡ والسياسات التي يفترض أن تتبع من الحكومة والقطاع الخاص وكافة شركاء التنمية.
وأشارت المصفوفة إلى أن الوضع الراهن وتحدياته يتمثل في انخفاض معدل خدمات الكهرباء وحجم الشبكة الوطنية والذي يتطلب توفير الطاقة الكهربائية في التجمعات السكانية بالأسلوب الأمثل وبأقل تكلفة¡ وكذلك الحد من استنزاف المياه الذي يهدد المجتمع بانخفاض مخزونه ¡ وضمان الاستغلال الأمثل للنفط والغاز والمعادن .
وطالبت المصفوفة بضمان سيادة القانون¡ ومكافحة الفساد¡ وتفعيل دور الدستور والحوار ¡ والحصول على المعلومات ¡ وتعزيز السلطة المحلية وتعزيز اللامركزية.
ويشير بازرعة إلى أن المصفوفة التي تركز على أولويات التنمية في اليمن جاءت ثمرة لنقاش كبير مع ممثلي القطاع الخاص في صنعاء وعدن وتعز والحديدة.
وتأتي تلك الأولويات كنتاج لاستطلاع للرأي جرى توزيعه في اللقاءات التشاورية مع ممثلي القطاع الخاص في المحافظات¡ وكانت نتائجه تحديد خمس أولويات تمثلت في البنى التحتية ¡ التشغيل والشباب ¡ الشراكة الفاعلة ¡ الأمن وسيادة القانون¡ الحوار والدستور.

قد يعجبك ايضا