عبدالملك السلال –
تسود حالة من التفاؤل الأوساط السياسية والإعلامية الخليجية حيال تحويل منظومة مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد يقوم على غرار الاتحاد الأوروبي.
وبحسب المعطيات المتوفرة فإن الاتحاد الخليجي المرتقب يحفظ لكل دولة استقلالها ولا يمس¡ سيادتها¡ أي أنه اتحاد سياسي – اقتصادي -عسكري أكثر كفاءة يستطيع الوقوف أمام التحديات الجامحة التي تحيط بدول المنطقة التي تبدو أنها على فوهة بركان.
وفي التفاصيل قامت السعودية بتطمين شقيقاتها الخمس على سلامة قرارها وسيادتها¡ مشددة¡ على أن المرحلة الراهنة والمستقبلية تتطلب الانتقال نحو الاتحاد¡ لأن المصير واحد¡ وأن ذلك سيزيد من العمل الخليجي المشترك¡ ولن يمسø◌ِ سيادة أية دولة¡ بقدر ما ي◌ْمكøن الأعضاء من تطويق المخاطر¡ وزيادة القدرة على التعامل مع المتغيرات وفق «الصيغة الاتحادية المتفق عليها».
قمة الرياض الخليجية التي عقدت قد تكون الخطوة الأولى في الإسهام بتسارع خطوات الانتقال من منظومة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الخليجي ككيان قوي يصمد أمام التحديات الإقليمية والدولية.
إذ تتوفر كافة المقومات التاريخية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعزز تنفيذ مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي طرحها في القمة الخليجية في ديسمبر الماضي بأن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة الاتحاد.
وبنظر الكثير من المراقبين فإن الدعوة للانتقال إلى مرحلة الاتحاد تفرضها تطورات إقليمية ودولية تشكل تحديات تهدد الأمن القومي الخليجي على المدى المتوسط والبعيد¡ لا سيما في ظل قلق دول الخليج من مطامع إيران التوسعية وإصرارها على المضي قدما في برنامجها النووي رغم المناشدات الخليجية والدولية بوقف هذه الخطوة التي من شأنها إدخال دول المنطقة في سباق تسلح نووي غير مرغوب فيه.
ويبدو أن التغييرات التي طرأت على المنطقة العربية خلال الفترة الماضية فيما عرف بثورات الربيع العربي وتزامنها مع أحداث عنف دامية شهدتها البحرين وهي دولة خليجية قد دفعت قادة دول مجلس التعاون للتفكير في بلورة رؤية جديدة لتقوية الكيان الخليجي في مواجهة المخاطر المحتملة وفقا لإستراتيجية مشتركة وبخاصة في المجال العسكري والأمني.
ومما يرجح احتمالات هذه الخطوة العملية باتجاه الاتحاد أنه من المتوقع تأسيس اتحاد سياسي أوثق يبدأ بدولتين أو ثلاث دول بينهم السعودية والبحرين”.
وتظل التكهنات قائمة بإمكانية إعلان خطوة عملية ما باتجاه الاتحاد الخليجي على الأقل بين السعودية والبحرين كمرحلة أولى بحسب توقعات مراقبين للشأن الخليجي ومن ثم تلحق بقية دول المجلس تباعا في مراحل أخرى مثلما حدث عند إعلان قيام الاتحاد النقدي الخليجي بانضمام أربع دول هي الكويت وقطر والسعودية والبحرين فيما ترك الباب مفتوحا للإمارات وعمان لحين توفيق أوضاعها.
إن الاتحاد هو الخيار الأفضل¡ بل في ذلك استشراف للمستقبل ومواجهة للصعوبات والتحديات¡ وهو ما يتطلب صياغة قرار يشكøل تماسكا◌ٍ للمنظومة الخليجية العربية على المستويين الرسمي والشعبي.
Ssalala99@gmail.com
Next Post
قد يعجبك ايضا