–
فضاء واسع آسر بالجمال ومتحف مفتوح في حضرة السماء
الطريق ما يزال المشكلة الرئيسية لمديرية وصاب
مديرية وصاب بمحافظة ذمار واحدة من أبرز المديريات التي تمتاز بفضاء واسع وآسر بالجمال وبعلوها الشاهق من مستوى سطح الأرض حيث تشعر وانت في احدى جبالها الرواسي بأنك بلغت السماء وأن وصاب في حقيقة الأمر متحف مفتوح في حضرة السماء هكذا تشعر وهكذا تجد الحقيقة الساطعة ومع هذا لم تجد هذه الجوهرة (وصاب) الاهتمام اللازم والرعاية المطلوبة وفي الأسطر التالية نسلط الضوء على الواقع الذي تعيشه المديرية وما يتكبده ابناؤها من معاناة جراء هذا الواقع.
استطلاع/ حاتم علي
ولعل ابرز معاناة ابناء مديرية وصاب ناتجة عن المشقة التي يتكبدونها يومياٍ جراء استخدامهم لطرق وعرة (ذهابا وايابا) وهذا ما يلاحظه بل ويشاهده المرء بأم عينيه وهو على مشارف المديرية وحين يبلغ الطريق التي تربط وصاب بالمديريات المجاورة يعيش بعضاٍ من معاناة ابناء هذه المديرية ويمسك على قلبه خائفا مفزوعا من هول ما يرى ويكابد.. ومثلما هم سائقو السيارات في طريق وصاب يغامرون بحياتهم وسياراتهم كذلك هم ركاب هذه المركبات من ابناء وصاب يغامرون ايضا بأنفسهم وبما ينقلون من امتعة معهم ففي طريق المديرية تمر السيارة »أي سيارة« فيها ونصف اطاراها الأمامي والخلفي من يمين السائق عند الذهاب على الهواء ويتكرر ذلك عند الإياب لإطاري السيارة من يسار السائق من شدة ضيق ووعورة الطريق.
واضافة إلى المعاناة الأساس لأبناء وصاب المتمثلة في وعورة وضيق الطرقات بالمديرية تجد ان هنالك مشاريع اخرى تبعث وتخلف المعانات خاصة تلك المشاريع التي ظل العمل فيها سنوات طوال والمواطنون ينتظرون بفارغ الصبر انجازها وافتتاحها وفي نهاية المطاف لا يجدو غير هياكل آيلة للسقوط قبل ان يدشن العمل فيها الذي انشئت من أجله وخير مثال على ذلك المجمع التربوي بمخلاف كبود الذي يتكون من ثلاثة طوابق حيث تجد فصوله ممتلئة بمياه الأمطار التي تتسرب من اسطحها وتشاهد التشققات في أكثر من مكان في مبنى المجمع مع انه لم يمضي سوى فترة قصيرة على انشائه وهو ما يعني ان هذا المشروع ومشاريع اخرى مجرد مشاريع وهمية.
وفي نفس المكان يبرز المركز الصحي بالعقر بنفس المخلاف وهذا المشروع تستطيع ان تقول انه مركز صحي قائم ويقصده الناس وهو كسابقة بل أكثر ألماٍ وانت تشاهد التشققات تعلو ذلك المكان من كل جانب فلا رقابة ضميرية تمت ولا رقابة محلية كانت الجميع ساهم في تمكين المقاولين من إنشاء مشاريع خالية من كل المواصفات.
وفي مجالات التعليم والصحة ومشاريعها تجد العجائب التعليم في وصاب عبارة عن افراد من مجاميع بمعنى ان معلماٍ واحداٍ من اصل نحو عشرة معلمين هم من يعمل والباقي يمارسون نشاطاتهم المتعددة في رواق الحياة منهم مغتربون ومنهم مهاجرون خارج إطار المديرية وباتفاق مسبق مع مكتب التربية ومداراء المدارس كما يقول بعض اهالي الطلاب بالمديرية ونتيجة لتسيب معظم المدرسين اصبح التعليم شبه معطل وقلوب الناس تتألم لهذا الوضع والأخطاء مشتركة من قبل الجميع (معلمين ومجتمع محلي) والطلاب ضائعون تائهون لا يفقهون الا اليسير جدا وفي جوانب محدودة من المناهج الدراسية.
ظلام
في الفترة الأخيرة بدأت فكرة إيصال خدمة الكهرباء إلى وصاب تتحقق عن طريق مولدات تتناسب مع ظروف المنطقة فكانت في بني مسلم كهرباء الشابرة الا انه شابها الكثير من الاهمال حتى تعطلت تماما وتوقفت خدمتها وكانت تتكون من مولدين كهربائيين.
ضف إلى ذلك مشروع محطة كهرباء كل من مخلاف نقذ جعر كبود هذه المحطة العملاقة كلفت الدولة الملايين ولم يتم الاستفادة منها أو تشغيلها بحجة نقص اشياء من شأنها ان تشغل المحطة وهو ما يعني ان هنالك من يسعى لتحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب المصلحة العامة والوصول إلى خراب المحطة قبل ان تدخل في الخدمة وقد بدأت المؤشرات بذلك في تقطع الاسلاك المتدلية في كل قرية.
أما كهرباء مركز المديرية (الدن) فقد أفاد الأهالي المجاورن ان المحول المخصص لها محجوز في بيت احد المشائخ المتنفذين بالقرب من المديرية وانهم مازالوا في انتظار الافراج عنه.
فيما سبق تمت الاشارة إلى بعض الجوانب والبعض الآخر أحجمنا عن الإشارة إليها نتيجة لعدم توفر المعلومات الكافية حولها لهذا سنعرج مرة اخرى على التعليم في وصاب ولكن من زاوية اخرى هي زاوية تعليم الفتاة.
ففي مجال التعليم تكاد تختفي الفتاة عن التعليم من الصفوف الأولى خاصة عندما يشعر الأهالي بأن ملامحها الأنوثية بدأت تتشكل وبالمقابل أيضاٍ يتحمل الأهالي الوزر الأكبر في ترك ابنائهم للتعليم في سن مبكرة واتجاههم نحو المدن لغرض العمل.
دور المجلس المحلي
المجالس المحلية السابقة والحالية سبب رئيسي للاهمال وتأجيله عندما يحاورك مدير المديرية أو الأمين العام فإنه يقدم لك مشروعات وفقا لآلية التصاميم بمنظرها الجميل وهي ملونة في إطار الورق تلفها الحدائق من كل جانب كعمل مخرج بأوراق ملونة.
والحقيقة غير ذلك مشاريع مشوهة وطرقات متعثرة واخرى منجزة ولكنها لم تدخل في الخدمة بعد¿.
وكيل الشريعة
في مركز المديرية المسماة (الدن) تجد اناس مايزالون يخلفون الآهات والبؤس للبسطاء من المواطنين عن طريق مكايداتهم واصطناعهم لمشكلات بين الأهالي هذه الفئة الديناصورية التي لم تنقرض بعد اسمها وكلا الشريعة في كل شيء الزبون القادم اليهم من اقاصي وصاب لا يمكن ان يعود إلى منزله الا وهو حامل لامر بإرسال خمسة عسكر إلى خصمه وقد ينقص عدد العسكر أو يزيد عددهم قليل بحسب الديباجة المعهودة في ذلك المكان.
والوكيل أي وكيل الشريعة يحاول ان يربط علاقات مع كل من يشغل منصب في اطار المركز وبهذا يصبح هذا الوكيل رقماٍ لا يمكن تجاوزه فهو من يصنع المشكلات في بعض الأحيان وهو من بيده حلها بالطريقة التي يراها مناسبة له.
ترويض المستحيل
يأسرك اصرار اولئك الناس في قمم الجبال على الحياة كالصخور الصماء فهم من يعبدون الطرقات بايديهم ويعتلون القمم كما هي النسور في افياء من الصمت دون من على احد.
عندما يفكرون في الحصول على الماء فإنهم يدعون ربهم بان يمن بهذه النعمة وعليه يتم انشاء برك بطرق بدائية خاصة وبجهود أفراد العائلة.
انتظر الناس ان تقوم الدولة بالالتفات اليهم فلم يحصل فما كان منهم الا ان فكروا بإنشاء برك من شأنها حجز المياه وهذا العمل مكنهم من البقاء في تلك الطبيعة القاسية والخلابة.
فلو لم يفكر الناس بهذه الحلول العملية لحجز المياه لما استطاع الإنسان هناك ان يعيش مستقرا إلى اليوم.
مسؤولية كبيرة تقع على من يدير شؤون الحياة هناك ان يسعى جاهداٍ إلى توفير اسباب العيش وعمل حواجز مائية وبرك لكي يخفف عن المواطنين معاناة البحث عن الماء وجلبه من اماكن بعيدة.