¶اللجان الامتحانية: ظروف الطلاب الصعبة تستدعي مراعاتهم
امتحان مادة الكيمياء للثالث ثانوي علمي .. أثار عدد من الأسئلة ومعها بدت حالة تذمر واسعة من الطلبة تجاه بعض الأسئلة حيث يقول معظم الطلبة إن الأسئلة المطروحة ضمت في محتواها ثمان وحدات من كتاب الكيمياء فيما يؤكدون أنهم لم يدرسوا خلال العام الدراسي سوى وحدتين فقط وبمجرد اطلاعهم على ورقة الأسئلة أصيبوا بالدهشة والإحباط º وفي نفس الوقت عكست الحالة النفسية نوعا من الاضطراب لدى الطلاب فقبل بدء الامتحان بنصف ساعة داهمت طائرات العدوان قاعدة الديلمي بأكثر من أربعة صواريخ ..وبالقرب من هناك يوجد أكبر المراكز الامتحانية بالأمانة وهذا الأمر ألقى بظلاله على أداء الطلاب لكنه لم يثنهم عن الذهاب وحضور الامتحان في الوقت المحدد.. نتابع الحصيلة:
عقب وصولنا إلى مركز عمر بن عبد العزيز الامتحاني بمديرية بني الحارث والذي يعد من أكبر المراكز في الأمانة قمنا بالدخول إلى قاعات الامتحان والتقينا بعدد من الطلاب ..الطالب منير حسن بدا متذمراٍ وقال: للأسف فوجئنا بورقة الامتحان والمكونة من ثمانية أسئلة ومعظمها من خارج الوحدات التي تم تدريسنا إياها فنحن لم نكمل طوال العام الدراسي سوى وحدتين فقط كما أن الدروس تم ضغطها في مدة زمنية قصيرة جدا والمشكلة أن مادة الكيمياء كانت بلا مدرس متخصص بسبب سفر المعلمين وعدم استطاعتهم الرجوع كونهم من سكان محافظة تعز.
وللاطلاع أكثر وجهنا أسئلتنا إلى طلاب آخرين من أجل التأكد من صحة هذه المعلومات فوجدنا أن هناك تفاوتا في عدد الوحدات التي تم تدريسها من مدرسة لأخرى.
خارج المقرر
الطالب معاذ الحشف المتواجد في نفس المركز والذي يدرس في مدرسة خاصة أكد أنهم أتموا أربع وحدات من كتاب الكيمياء إلا أن هناك ثلاثة أسئلة جاءت من الوحدتين الأخيرتين والتي لم يسعفهم الوقت بأن يدرسوها خلال العام الدراسي ويأمل معاذ أن تقدر وزارة التربية هذا الوضع كون ما تعرضت له البلاد من عدوان ألقى بتأثيره المباشر على سير العملية التعليمية فيما لا يخفي معاذ حقيقة أن الأسئلة المطروحة ليست صعبة فهي بالكاد راعت ظروف الطالب والمشكلة الوحيدة هي تفاوت ما تلقاه الطالب مع ما تم وضعه من أسئلة من بين وحدات كتاب مادة الكيمياء.
إيجاد الحلول
الطالب محمد العريض استعرض أمامنا أسئلة الامتحان وأمام مدير المركز طالب بضرورة اطلاع الجهات المسؤولة بهذه المشكلة وإيجاد الحل العادل الذي يلائم ظروف الطلاب وفي نفس الوقت يحفظ للطالب المتفوق حقه في الانفراد بدرجة مرتفعة عن باقي زملائه كونه يستحقها بجدارة فيما أشار بقلمه إلى السؤال الثاني والرابع والخامس بأنه قد ترك إجابتها فارغة كونه لم يتم تدريسها لهم أبداٍ أما عن ما تم تدريسه لهم فقد قال أخذنا شرح ثلاث وحدات من الكتاب في ثلاث حصص دراسية كل حصة ساعتين ولكم أن تتخيلوا كيف سيستوعب الطالب كل الدروس بهذا الشكل.
أما عن وضع الطلاب النازحين في المركز الامتحاني فقد ضم عشرة طلاب قادمين من حضرموت وتعز وعدن وصعدة وبحسب رأي كل منهم فإنهم راضون عن كل ما قدمته وزارة التعليم من خدمات لهم آملين تقديرها لظروفهم الاستثنائية.
ويقول الطالب عبدالله الحضرمي أنهم تقدموا للامتحانات بعد أن اعتمدوا على أنفسهم في فهم الدروس ومن استطاع تحمل التكاليف اعتمد على الدروس الخصوصية.
تلافي الإشكالات
عبدالغفور العراسي – مدير المركز الامتحاني بمركز عمر بن عبدالعزيز أكد أن الأمور طبيعية وقد جرت عملية الامتحان بشكل سلسل جداٍ وفي ما يخص شكاوى الطلاب قال: نحن نعرف حق المعرفة أن ظروف الطلاب خلال هذا العام كانت صعبة للغاية بسبب العدوان السعودي على اليمن كما أن فترة الدراسة كانت قصيرة جدا لذلك لم يتم تدريس كامل المنهج فهناك نقص في كل مادة ونحن نشاهد اليوم صدمة الطلاب بوجود أسئلة لم تكن ضمن المقرر أو أن هناك مدارس لم تستكمل تدريس المقرر بسبب الحرب على اليمن لكننا نطمئن أبناءنا الطلاب بأن كل هذا الأمور ستراعيها الوزارة والمهم هو أننا سننجح في استكمال إجراء الامتحانات وهذا الشيء يعد إنجازاٍ لبلد يتعرض للقصف ليلاٍ ونهاراٍ ويضيف: للأسف عند بدء العدوان هناك من المعلمين من ذهب إلى قريته وهناك من الطلاب من نزحوا من محافظة إلى أخرى وهذا الشيء أصاب العملية التعليمية بنوع من الإرباك غير أنه تم تلافي المشكلة بشكل سريع وكما ترون يشارك في الامتحانات هنا عدد من أبنائنا الطلاب النازحين إلى الأمانة وبالنسبة للمعلمين غيابهم أثر على الطلاب فهناك عجز في المدرسين لبعض المواد ورغم ذلك استطعنا تغطية الحصص الدراسية والدخول في الامتحانات.
فيما استعرض جمال القباطي نائب مدير المركز عدداٍ من الرسائل المرفوعة من الطلاب إلى المسؤولين في الوزارة وأشار إلى أنها ستوضح الكثير من المشاكل التي واجهت الطالب خلال العام الدراسي وفي الامتحانات وسيتم وضعها في الحسبان.
تصوير / عبدالله حويس