برغــم أن أجــواء مفاوضات مســقط كانــت تبــشر بإمكانيــة
التفاهم على وقــف إطلاق النار على وفي اليمن وتحريك عجلة الحلول السياســية إلا أن الرياض عطلت الفرصة السانحة بطرح اشتراطات متعنتة وتعجيزية تؤكد يوما بعد آخر أن حالة الغرور التي تصاحب العدوان الســعودي تدفع نظام الرياض إلى السير نحو حتفه ضاربا عرض الحائط بالتحذيرات والنصائحالعلنية أو تلك المسربة من تحت الطاولة وفي الكواليس. صبيحــة الأربعاء أفاقــت جيــزان عــلى وقــع انفجار كبــير أصــاب محطة كهربــاء المحافظة بفعل اطلاق الجيش اليمني صاروخ اســكود أصاب هدفه بدقة بالغة حســب تصريح الناطق الرســمي باســم القوات المســلحة الذي لــوح كذلك باســتهداف مطار مدينة أبهــا في العمق الســعودي في مؤشر بأن الخيارات الاســتراتيجية لمواجهة العــدوان غدت على ســكة التنفيذ بالفعلوأن عــلى الرياض مــن الآن وصاعدا أن تتحضر لمزيد مــن الضربات الموجعة والخسارات الكبرى. وقبل إطلاق الصاروخ الثالث من نوعه على أهداف ســعودية كان الجيش واللجــان الشــعبية اليمنيــة يواصلان التقدم على مشــارف جيــزان ونجران ويســيطران على مواقع عسكرية سعودية استراتيجية في الطريق إلى إسقاط المدينتين الحدوديتين وتهديد بقية المدن السعودية بما فيها جدة والرياض.
وهــذا يعني أن الرياض قد خسرت طوق النجاة الأخير بتفريطها في الحل السياسي لأن مرحلة الخيارات الاستراتيجية تختلف جذريا عما قبلها وفي ظلها فإن اســتمرار العدوان على اليمن لن يقابل بالدفاع وبالصمود فحسب وإنما بالهجوم والتوغل في العمق السعودي أيضا.
أمــا مرتزقة الريــاض فإن الخســارات المتوالية التي لحقــت بهم وبالغزاة في مختلــف الجبهات وإحجــام “حكومة هادي” عن العودة إلى عدن في ظل ســيطرة تنظيم القاعدة على معظم مناطقها كلها عوامل تنبئ جميعها بأن الوقائع على الأرض تصب لصالح الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
بالمــوازاة تتزايد مطالبة الشــارع اليمني بضرورة ملئ الفراغ الدســتوري وســد الباب على المتاجرين بدمــاء أبناء اليمن وتشــكيل حكومة وطنية من القوى السياســية المناهضة للعدوان كخطوة اســتراتيجية من شــأنها قطع الطريــق وتبديد أحلام من لا يزالون يعيشــون وهم العودة إلى الســلطة وإن على ظهر دبابة الاحتلال.