اقترب وقت الحصاد العلمي لطلبة الشهادة العامة والأساسية بعد انقطاع قسري عن المدرسة دام لعدة أشهر نتيجة العدوان السعودي الذي استهدف دور التعليم من جامعات وكليات ومدارس ومعاهد علمية وراح نتيجة ذلك العشرات من طلبة العلم الأبرياء وإيماناٍ بأهمية التعليم وحرصاٍ على مستقبل أبنائنا الطلاب أعلنت وزارة التربية والتعليم موعد امتحانات الشهادة العامة والأساسية في ظل هذه الظروف الأمنية والاقتصادية والنفسية الصعبة التي يمر بها الطلبة نهاية أغسطس القادم.. (الثورة) التقت بعدد من الطلبة والتربويين لمعرفة مدى استعدادهم لخوض العملية الامتحانية..وكيف يتغلبون على المعوقات الماثلة جراء العدوان الغاشم..
ندى محمد عبده الريمي – طالبة في مرحلة الشهادة الأساسية مدرسة شهداء الجوية بأمانة العاصمة تقول: ما قررته الوزارة وما تم دراسته في المنهج لا يشكل لنا أي صعوبة ..لذا سنتمكن من تجاوز العام الحالي بنجاح يالرغم من أن العدوان لم يستثن المدارس من القصف تحت مبرر وجود أسلحة.
وتدعو الطلبة إلى المزيد من الاستعداد لخوض الامتحانات لأنها مرحلة مصيرية وأي تقصير فيها لن يهدد سوى مستقبلهم.
أمل بتحقيق النجاح
ويتفق معها أحمد الزريقي – مدرسة الكبسي– طالب في الشهادة العامة مضيفاٍ إلى حديثها: سعدنا بإعلان موعد امتحانات الشهادة العامة رغم الأوضاع التي تمر بها اليمن فينا في مختلف النواحي والجوانب العلمية والأمنية والنفسية والاقتصادية.
وقال: لقد كان عاماٍ مأساوياٍ فقدنا فيه الكثير من زملائنا وذوينا وكل لحظة كنا نشعر بأننا سنستهدف ونموت ..لم يفكر هؤلاء المعتدون بحالنا ومستقبلنا.. لكن اليوم دق جرس الحصاد وسنمضي قدما.
وتساءل الزريقي: ما ذنبنا نحن حتى يستهدفون دور التعليم ويمنعوننا من إكمال عامنا الدراسي وبأي حق وذنب تزهق أرواح الأبرياء في صروح التعليم¿
لكن الطالب الزريقي وبرباطة جأش يقول: مع ذلك لن تخيفنا صواريخهم ولا ضرباتهم وغاراتهم ما دمنا ماضين في سبيل العلم وسنكمل تعليمنا وعامنا الدراسي وسنحقق بإذن الله نتائج ومعدلات مبهرة نبني بها مستقبلنا ومستقبل وطننا الحبيب.
انقطاعات الكهرباء
وأما الطالب محمد الروني– مدرسة أجيال الوحدة – شهادة عامة – فيرى أن الانقطاعات المتكررة للكهرباء زادت الأوضاع سوءاٍ خاصة مع شحة المشتقات النفطية وغلاء الطاقة البديلة في الإضاءة والإنارة خاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية.
ويقول: لمن نشتكي ومن المسئول والبلاد تعيش وضعاٍ متدهوراٍ لا مثيل له لا نملك إلا أن نصبر ونفوض أمرنا لله لا تعليم مثل الناس ولا عام دراسي أفادنا بشيء ولا مؤهلات نفسية أو مادية لخوض الامتحانات النهائية.
وبإحباط واضح يضيف: في الحقيقة نحن محبطون ونتمنى من الوزارة مراعاة وضعنا وإعطاءنا المحصلات النهائية لكل مادة المقدرة بعشرين درجة هذا أقل واجب إثر هذه الأوضاع المهزوزة.
استعدادات جيدة
التربوية إيمان أحمد النجدي – مدرسة العلوم والتكنولوجيا- تصف استعداد الطلاب لخوض امتحانات الشهادة العامة والأساسية بالجيد رغم الظروف المحيطة على مختلف الأصعدة والجوانب.
وتقول: كان هناك تخوف قبل إعلان موعد الامتحانات لكن اليوم لابد على الجميع أن يتحملوا مسئوليتهم الوطنية سواء الوزارة أو المدارس وكذا الأسر التي يقع على عاتقها عبئاٍ كبيراٍ من خلال توفير الأجواء المناسبة قدر الإمكان .
مطمئنة الطلاب بالقول: انتظموا في دروس المراجعة وإن شاء الله ستحققون نتائج طيبة ولا تلتفتوا للإشاعات التي تحاول إبعادكم عن مستقبلكم.
روح إيجابية
وهذا ما أكدته التربوية سمية أحمد ياسين – مدرسة أجيال السعيدة بمنطقة صرف التي تقول: الطلاب اليوم أمام مرحلة مفصلية..صحيح أنهم من أكثر الشرائح المتضررة من هذا الوضع ولكننا نحاول أن نخلق روحاٍ إيجابية ومتفائلة لتجاوز الأزمة النفسية كي يتجاوز الطلبة العملية الامتحانية.
الطلبة النازحون
من جانبها أوضحت التربوية أمل حيدر – مدرسة الرشيد أن هناك العديد من الطلاب النازحين ولابد من مد يد العون لهم كي يتمكنوا من تجاوز الصعوبات التي تواجههم.
وقالت: أثق بتعاون اليمنيين الذين يضربون أمثالا رائعة في التعاون والتكافل..والإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية بحق النازحين بالتأكيد ستساعد هؤلاء الطلبة على اجتياز الامتحانات بنجاح.
معالجات وحلول
ولمعالجة أوضاع الطلبة النازحين دعت وزارة التربية والتعليم طلاب وطالبات الشهادات العامة بمرحلتيها الأساسية والثانوية إلى سرعة التسجيل بأقرب مدرسة من أماكن نزوحهم ليتم إصدار أرقام جلوس لهم .
وقد صرح نائب مدير عام الاختبارات الأستاذ مرشد الجماعي بأن الاختبارات العامة للشهادة الأساسية ستبدأ 22 /8 / 2015م وستكون متتابعة يومياٍ والشهادة الثانوية 29 /8 /2015م وستكون اختبار يوم وراحة يوم ليتمكن الطلاب من مراجعة الدروس بشكل أفضل.
وبخصوص المحافظات والمديريات التي يتعذر إجراء الامتحانات فيها بسبب الحرب والصراعات المسلحة تم إقرار تأجيل امتحان طلابها وعمل دور ثان كاستثناء لهذا العام فقط وأن المقررات الدراسية التي سيمتحن بها الطالب هي المقررات حتى النصف الأول من العام الدراسي والشهر الأول من النصف الثاني للعام الدراسي إضافة إلى ما شمله البرنامج التعويضي.