تأمل الكثير من المواطنين أن يأتي العيد محملاٍ بكل مسببات الفرح الممكنة وأن الجهات المختصة لم تدخر أي جهد يذكر للعمل صوب توفير ذلك نحن لا نتحدث عن المستحيل بل على ما هو موجود أقصد هنا الماء المتوفر أصلاٍ في بلادنا ولا يتم استيرادة من الخارج لنتحجج بالحصار الظالم على اليمن.. أزمة المياه والمشاهد المؤلمة التي نراها أمام خزانات مياه السبيل في أول أيام العيد وأثر ذلك نفسياٍ على المواطن وغيره من التفاصيل تجدونها في الاستطلاع التالي:
لم يكن أصحاب وايتات المياه أشد قسوة من غيرهم فقد سارع الكثير منهم لرفع سعر الوايت لأكثر من 12 ألف ريال خلال اليالي الأخيرة لأيام العيد ولو عدنا بالزمن لأقل من أسبوع لوجدنا أنه كان يباع بثمانية آلاف ريال هكذا وقع المواطن البسيط كضحية بين تهميش الجهات المختصة وطمع أصحاب الوايتات.
حتى يوم العيد
مؤسسة المياه منذْ أشهر وهي لم توفر لنا الماء فنضطر إلى الوقوف لساعات طويلة ونحن ننتظر دورنا لنملأ الدبيب من مياه السبيل التي تحملها الوايتات إلينا من فاعل الخير وحتى في العيد لم نتوقع الوقوف بهذه الأسراب الطويلة لساعات والتي أضاعت فرحة العيد هذا ما قاله حافظ الرميم وأضاف: مؤسسة المياه ترسل إلينا فواتير المياه على أي أساس لا أعلم أين الماء حتى تصلنا الفاتورة مع قيمة الاشتراك فحتى في الأعياد والشهر الكريم الماء منقطع ونحن نذهب للوقوف لساعات طويلة في رمضان ونحن جائعون وفي العيد ونحن نرتدي الملابس الجديدة حسبي الله ونعم الوكيل.
طوابير طويلة
تعبنا كثيراٍ من انقطاع المياه خلال الأشهر الماضية وكنا نتوقع من الدولة أن تقوم بمراعاتنا أيام العيد فقد أتى عيد الفطر المبارك وأنا وأولادي نقف في طوابير طويلة من أجل الحصول على الماء هذا ما استهلت به حديثها فاطمة الرماغة ربه منزل وأضافت: أولادي يرتدون ملابس العيد الجديدة وبدل الذهاب للنزهة نقف أنا وهم من أجل الحصول على الماء ويضيع نصف اليوم ونحن ننتظر دورنا في الحصول على الماء وكم يتقطع قلبي وأنا أرى أولادي ينتظرون دورهم للحصول على الماء بدلاٍ من اللعب مع أصدقائهم وحين أطلب منهم الذهاب للعب يرفضون تركي وحيدة في السرب الطويل أمام ماء السبيل فهم يعرفون أنني لا أقوى على حمل الماء.
وليد الجماعي 13 عاماٍ يقول: كنت أتمنى أن يأتي العيد وأنا ألعب مع أصدقائي لا للذهاب لأسرب للمياه لإيصاله لوالدتي لكي تعد لنا الطعام فلم أرتد ملابسي العيدية لأني أخاف عليها من الاتساخ جراء حمل دبات المياه لذا فضلت أن أذهب صوب خزانات المياه بملابسي القديمة برغم أن الساعة وقتها وصلت الثامنة صباحاٍ أحرجت كثيراٍ من منظري أمام الناس بقيت على هذا الحال لساعة ونصف حتى استطعت أن أملأ دبات المياه الخاصة بي والعودة مسرعاٍ وأنا مطأطئ الرأس كي لا يراني أصدقائي وهذا ما نغص علي فرحة العيد.. وختم حديثة بالقول الله ينتقم من شخص حرمنا الفرحة حتى في العيد.
أضعت صلاة العيد
للأسف لم أتمكن هذا العام من تأدية صلاة العيد حزنت كثيراٍ لكن الظروف أقوى منا فنحن نعاني من عدم وصول المياه إلينا منذْ أشهر عديدة وكل اعتمادنا على الأشخاص الذين يأتون للحارات بالوايتات ويوزعون المياه مجاناٍ وإذا لم أتمكن من اللحاق بالوايت فأني لن أحصل على الماء فالكل مستعد للحصول على الماء من الوايت وإذا لم أقف بجانبهم فلن أحصل على الماء ولهذا فإني أواصل البقاء في مكاني حتى اتمكن من تعبئة الدبيب وضاعت علي صلاة العيد هذا ما قاله وليد السامعي في آخر حديثة.
أما المواطن فارس محمود فقد تحدث إلينا غاضبا بوجه عبوس عن الوضع الحالي الذي وصلت إليه بلادنا جراء العدوان السعودي على اليمن وأكد أنه عانى كثيراٍ مثله مثل بقية اليمنيين جراء هذا العدوان وانعدام الماء ومن تلك المبالغ التي يدفعها شهرياٍ للبحث عن شخص يشاركه في شراء وايت كبير ليدفع النصف وهو يدفع النصف الباقي ذلك لارتفاع أسعار الوايتات فكل وايت – كما يقول – له سعر خاص وفي ليلة العيد ذهب فارس لجاره للاشتراك في شراء وايت بدلاٍ من انتظار مياه السبيل وبعد بحث طويل وجدوا وايت ماء بسعر مضاعف وصل إلى 17 ألف ريال فالوايت كبير وبعد جدال طويل بين فارس وصاحب الوايت تمكن من إقناع صاحب الوايت من تخفيض السعر إلى 15 ألف ريال فقمنا بدفع المبلغ على مضض فلا يوجد لدينا حلَ آخر غير ذلك كما قال فارس.
الخزانات الأرضية
فرح عبدالقادر كثيراٍ حين سمع أن خزان جاره يمتلئ بالماء صعد إلى سطح المنزل لكن للأسف لم تكتمل فرحته فالماء لم يصل لخزانه .. استغرب من الأمر فنزل لسؤال جاره اكشف أنه قام بتشغيل دينمو الشفط حتى يقوم بسحب الماء لخزانه دون أن يعطي أهمية لجيرانه أخبر عبدالقادر جاره أن هذا لا يجوز لكن جاره لم يصغ إليه فتشاجرا فقام عبدالقادر بقطع قصبة المياه لكي لا يصل الماء لجاره كما منع وصول الماء إليه وختم حديثه بقوله: الرحمة انتزعت من الجهات المختصة ومن الجيران والنتيجة ها أنا ذا أقف في سرب مياه السبيل في أول أيام العيد.
أما بالنسبة لمريم الخالدي فإنها تقول: لا بأس أن يحصل أصحاب الخزانات الأرضية على ماء يكفيهم فهذا من حقهم ولكن الكارثة أنهم يمنعون الماء من الوصول الينا فبعد تعبئتهم خزاناتهم الأرضية يشغلون الدينامو ليرفعوا الماء فور وصوله للأعلى ويعودون مرة أخرى لتعبئة خزاناتهم الأرضية وفوق هذا إذا أردنا أن نحصل منهم على الماء ولو بكميات قليلة يرفضون ذلك.. ولا نجد أمامنا سوى مياه السبيل.
ليست كل النماذج سيئة وترفض التعاون وتقديم العون إلى الجيران.. حسن أحمد مواطن يسكن في منطقة حزيز ويمتلك خزاناٍ أرضياٍ وعندما يأتي الماء فإنه يقوم بتعبئة خزانه حتى يمتلئ تماماٍ في نفس الوقت يقوم بإخبار جيرانه أن يتجهوا يتجهون إلى منزله للحصول على الماء ويقوم بمد “لي” “” “بيب” لجيرانه وهكذا طوال شهر رمضان ولكن في العيد لم يصل الماء إلى منزله لذا اضطر جيرانه للذهاب صوب خزانات مياه السبيل فهذا ما جعله مستاءٍ من رؤيتهم في الصفوف الطويلة يقفون منتظرين دورهم للحصول على الماء.
مؤسسة المياه.. لماذا¿
فيما يتساءل الكثيرون لماذا مؤسسة المياه توفر الماء لبعض الأحياء وبعض الحارات خاصة المناطق المرتفعة لا يصل إليها الماء منذْ بداية العدوان السعودي على اليمن هذا ما طرحه المواطن علي القباطي ويضيف: أتمنى من الجهات المختصة أن توفر المياه للمواطنين أقلها في أيام الأعياد حتى يتمكن الجميع من قضاء إجازة العيد بعيداٍ عن الوقوف في أسراب المياه وساعات الوقوف الشاقة يشاركه الرأي المواطن صالح الوصابي.. وقال: هذا العيد أتى بصورة لم يتوقعها المواطن للخوف والهلع مصاحباٍ من الأوضاع الراهنة في البلاد وانقطاع الكهرباء.. وفوق ذلك نجد صعوبة في الحصول على الماء في أيام العيد مما يضطرنا لقضاء العيد بين طوابير خزانات مياه السبيل.
ضحكت سعاد قائلة: هم يضحك وهم يبكي أنا طوال شهر رمضان أسارب للبحث عن الماء حتى أني كونت صداقات من خلال لحظات انتظاري للحصول على المياه وفي صباح يوم العيد التقينا أمام خزان مياه السبيل لتبادل التحية وسلام العيد أنا وصديقاتي اللاتي تعرفت عليهن من خلال هذه الأزمة وختمت بالدعاء على كل من أوصل المواطن اليمني العزيز إلى ما وصل إليه.
تصوير/عبدالله حويس