تفجيرات المساجد .. “استراتيجية ” الأعداء لخلق صراع مذهبي

ظاهرة خطيرة لم يسبق لها مثيل في بلاد تستهدف الدين الإسلامي برمته والنسيج الاجتماعي اليمني, إنها ظاهرة تفجير المساجد التي طالت هذا العام عددا من المساجد واستمرت وتيرتها حتى في شهر رمضان المبارك, وخلفت نحو (143) شهيدا و(355) جريحاٍ, إضافة إلى دمار كبير في الممتلكات.
وطبقاٍ لمراقبين ومختصين تعد هذه الظاهرة الأخطر على الدين وتنذر بكارثة كبيرة قد تتسبب بنشوب صراع مذهبي حاد يأكل الأخضر واليابس.
في الاستطلاع التالي نناقش خطرها على المجتمع اليمني الذي عاش حالة نموذجية من التسامح لقرون طويلة..والحلول الممكنة لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية..نتابع:

كان المنظر مرعباٍ للغاية أجسام متفحمة وأشلاء آدميين تتطاير في المكان ودماء تملأ المكان, هكذا يصف الدكتور مطهر المتوكل مشهد تفجير جامع الحشحوش مارس الماضي,  يقول : كنت أصلي في جامع الحشحوش بالجراف ووقع الانفجار الأول خارج المسجد بداية الخطبة الثانية ولم يهتم له المصلون وبعد انقضاء الصلاة بدقائق سمعنا انفجاراٍ كبيراٍ آخر ظننت أنه من خارج الجامع وأسرعت إلى داخل المسجد أنا وبعض المصلين الذين في باحة المسجد  لنجد مناظر تعجز الألسن عن وصفها.
ويضيف والدموع تملأ عينيه : رأيت أكواما من اللحم المتفحمة والدماء تملأ المكان وأصوات أنين تغص بالمكان, وقتها لم استطع تحمل الموقف.
جماعات لا دينية
الداعية حمود الشيخ يرى أن من يقوم بتفجير المساجد لا يتصل بديننا الإسلامي بصلة بل هو كافر في كل الأديان السماوية ومجرد من العقل والإنسانية وتابع : لم نسمع بأن أي مسيحي أو يهودي قد فجر كنيسته مكان عبادته لكن للأسف نرى هذا من الجماعات الجالبة لديننا الإسلامي العار والخزي تفجر بيوت الله وتحت شعار أنها تدافع عن الدين  وهي أشد الجماعات عداوة للدين لأنها تقدم صورة باهتة عن ديننا المتسامح المسالم وأنه دين إرهاب متخلف يعتمد على سفك الدماء وإزهاق الأرواح, داعياٍ الجهات المعنية في وزارة الأوقاف ورجال الدين الوقوف صفا واحداٍ لمحاربة هذا الخطر الذي يستهدف الدين بأكمله.
مدير مكتب التوعية والإرشاد بأمانة العاصمة إبراهيم البركاني  قال : إن الإسلام يتعرض لتحديات خطيرة, وقد عجز الغرب عن  تحقيق النتائج المرجوة من خلال محاولات التشويه عبر الوسائل الثقافية والفنون, فلجأ إلى وسيلة جديدة وهي إنشاء جماعات متشددة مجردة من العقل والمنطق تقوم بأعمال  عجز عن تحقيقها الغرب وللأسف فقد قامت هذه الجماعات بتحقيق ما عجز الأعداء عن تحقيقه, مشيرا إلى أن ظاهرة الاعتداء على المساجد تعد  الأخطر والأعنف على ديننا الحنيف لأن الاعتداء على ضيوف الرحمن يعد تحدياٍ  لله عز وجل  وللدين بأكمله وليس لطائفة أو مذهب.
جماعات مأجورة
أما مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة صنعاء صالح خميس فيؤكد أن هناك جماعات لا تتصل للدين بصلة ومأجورة تقوم بتلك الأعمال المسيئة للدين وتخدم أجندات مخطط لها  عجز عن تحقيقها أعداء الدين.
ويشير بالقول : للأسف لقد وجدت هذه الجماعات بعض المناخات والظروف المناسبة لكي تبث سمومها المتعفنة فيها عن طريق استقطاب أصحاب النفوس الضعيفة والأميين والفقراء وتربيتهم على الأفكار الهدامة للدين والأحقاد والكراهية من خلال تصفية من يعارضها في الأفكار والمعتقدات التي تراها هي صحيحة وتفسرها حسب هواها أنها لصالح الدين وأنها جاءت لتحمي الدين  وتدافع عنه لكنهم للأسف يضرون الدين لأن ديننا الحنيف لا يأمرنا   بقتل النفس وإزهاق الأرواح والإرهاب بل دعانا إلى التسامح والمحبة والإخاء.
صراع مذهبي
“هناك طرف ثالث يسعى إلى تشويه الدين وإحداث فتنة طائفية ومذهبية بين أبناء الوطن الواحد”, هذا ما يراه فؤاد شرحة الذي يضيف : إن هذا الطرف  طرف مأجور لم يأت للدفاع عن الدين بالعكس بل جاء ليهدم الدين عن طريق بث أفكاره الهدامة في الناس عن طريق التشدد والعنف.
وتابع  شرحة : هذه الجماعات تستهدف في الأساس كل المسلمين وقضية تفجير المساجد تعد الأعنف والأخطر على الدين الإسلامي ولها انعكاسات خطيرة على الدين وتنذر بصراع أزلي بين المذاهب, وقد لاحظنا ما يحدث في العراق ومؤخرا في السعودية والكويت كيف تستهدف هذه التفجيرات مذهب معين بغرض بث الفتنة الطائفية ة والصراع بين المسلمين.
تفعيل دور الأوقاف
من جهته دعا مدير أوقاف محافظة صنعاء صالح خميس إلى أهمية تفعيل دور وزارة الأوقاف والإرشاد لكي تقوم بإرسال الخطباء لتوعية الناس وتعليمهم الدين الصحيح الخالي من التعصب والعنف والكراهية وتطبيق كلام الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
كما لفت إلى دور الجهات الأمنية وأهميته وضرورة دعمها للقيام  بواجبها في ملاحقة المتشددين والإرهابيين ودعاة الفتنة والقتل ومحاسبتهم ودحر أوكارهم.
كما حمل خميس كل الفعاليات الوطنية المسئولية تجاه الدين عبر نبذ الأفكار الدخيلة والهدامة التي تسيء للإسلام والمسلمين والتحذير منها عبر الندوات وبرامج التوعية.

قد يعجبك ايضا