صائمون .. فطورهم الحصول على حاجاتهم

مرت أربعة أيام منه, إلا أنه لم يبدأ بالنسبة للمجتمع اليمني كونهم لم يستعدوا لقدومه كعادتهم سنوياٍ لم يعيشوا طقوسه وروحانيته ككل عام وذلك بسبب غياب المشتقات النفطية والغاز المنزلي والمواد الغذائية الأساسية الناتج انعدامها عن الحصار المفروض من قبل العدوان السعودي.
يعيش اليمنيون شهر رمضان المبارك في أوساط طوابير عديدة امتلأت بها الشوارع بحثاٍ عن القليل من مادتي البنزين والغاز وكذا الماء ومعظم المواد الغذائية الرئيسية وذلك مغاير لطقوس هذا الشهر الكريم الذي تشهد فيه الأسر تبادل الزيارات وإقامة المآدب وكذا ممارسة الأعمال الدينية الروحانية.
(قضايا وناس) غاص في تلك الطوابير ونقل معاناة الصائمين وكيف يعيشون رمضان في ظل الوضع الراهن وغير المسبوق في حياتهم
وبمناسبة شهر رمضان المبارك , للأسف تزداد معاناة وهموم وقضايا واحتياجات المواطنين بانعدام المشتقات النفطية والغازية وارتفاع المواد التموينية وبشكل جنوني, دونما رقيب أو رادع خصوصاٍ بعد كل هذه الأحداث والظروف والحصار والحرب والمؤامرة التي عصفت بيمن الحكمة والإيمان وشعبه العظيم الصابر.
لكن وبرغم كل الأحداث التي حدثت باليمن, إلا أن في رمضان بالذات هناك شهوة ومسلسل متبع ودرامي في مناظر معاناة المواطنين عند محطات البترول وعند محطات ومحلات الغاز المنزلي, فالمشهد يتكرر ولكن في رمضان بشكل أكبر.
-وبالرغم من كل ذلك فإن اليمنيين يواصلون كسر الأزمة في التغلب على الاحتكارات والتلاعبات ومسألة الارتزاق من معاناة الناس والمغالطة, وأخيراٍ عملت شركة النفط بدورها في تخصيص محطات بالعاصمة وحددت ساعات لها وجدولتها كشكل أسبوعي أو يومي.
العقيد ناجي القطيلي- أحد المسربين في إحدى محطات العاصمة والذي تحدث قائلاٍ: للأسف أصبح المجتمع اليمني يعاني كثيراٍ للحصول على مادة البترول, ومنهم نحن رجال الأمن حيث لي أربعة أيام في المحطة بانتظار البترول وقد تركت عملي خلفي, وهناك انتهاكات ومعاناة ومؤامرة يتجرعها المواطنون أثناء طلبهم لهذه المادة, وهناك من بين المسربين من يتخذ معاناة المواطن مهنة للارتزاق حيث يسرب ويذهب إلى السوق السوداء ليبيعها بعد تخزينها .. دون خوف من الله.
الجندي محمد محمد عبدالله – من منتسبي وزارة الداخلية غير الزي العسكري وألتحق بزملاء العناء المساربين من المواطنين في المحطات من أجل الحصول على بترول لسيارته الخصوصي ليتواصل بها, فيقول: وجدنا تعمداٍ واضحاٍ في مواصلة تعذيب المواطنين خصوصاٍ في رمضان بتعذيبهم في حر الشمس وشدة الرياح والبرد, فقد عملت شركة النفط على تخصيص ثمان محطات بالعاصمة لتمون المواطنين وتزودهم باحتياجاتهم من المواد البترولية وكل حسب نوعها كمحطات للأجرة والخصوصي والنقل وحتى محطة للمرأة والموترات والمواطير .. اعتبرناها خطوة جيدة لكنها وبسبب الحرب حددت الشركة ساعات معينة للحصول على هذه المادة.
فكري غالب – من منتسبي إذاعة صنعاء يقول : لقد دخل رمضان وسيارتي بالمحطة لها أربعة أيام, وقد خرجت من سرب المحطة التي كل ما قلنا نعبي تنتهي الفترة المحددة للتعبئة وخصوصاٍ في بعض المحطات التي يستغل أصحابها هذه الظروف والقصف وسماسرة هذه المحطات الذين يتاجرون في حاجيات المواطن وكأن هناك تلاعباٍ رسمياٍ وتآمراٍ من أجل تطفيش المواطن البسيط لكي يتوجه إلى شراء هذه المادة من الأسواق السوداء, لعودة الشرعنة لها ولو على حساب المواطنين.
ذي يزن راجح سليمان – صاحب سيارة تاكسي يقول : كان معي قيمة البترول الذي كنت سأمول سيارتي به في اليوم الأول من تواجدي بالمحطة ولكن مع استمرار المكوث بالسرب للحصول على هذه المادة فقد خلصت الفلوس التي معي ولم أمول سيارتي, بعد بسبب تلاعب صاحب المحطة الذي يتعذر بنفاد الكمية وأحياناٍ بعدم وجود ديزل يشغل ماطور المحطة وأحياناٍ يتعذر بالقصف ويماطل الناس من يوم إلى آخر.. محملاٍ الجهات في اللعبة الجديدة التي أسماها التوزيع وتخصيص محطات معينة بالعاصمة.

إيجابيات الأسراب
أما من العجب فإن هناك أناساٍ مستفيدين من هذه الأسراب التي تتشكل في المحطات, فمنهم من يقول بأنه تضرر ومنهم من يستفيد .. فهناك أصحاب البوفيات والمطاعم والبقالات التي تتواجد بحدود المحطات فيقولون إن البيع والشراء يتضاعف عند مكوث هذه السيارات وأصحابها لأسابيع حيث يتم استغراق المواد الغذائية بسرعة من قبل السائقين الذين لهم أيام, أما أصحاب البنشر والمحلات التي لا يستفيد من هذه الطوابير في المحطات فأنهم يشكون من قطع أرزاقهم والوقوف أمام محلاتهم كحجر عثرة والتي تطير الزبائن الذين يرغبون في حاجة ما من هذه المحلات وغيرها.
ليست طوابير السيارات أمام محطات المشتقات النفطية هي وحدها بالعاصمة صنعاء, وإنما هناك طوابير عديدة تبحث عن مواد مختلفة وتعتبر من متطلبات العيش ومن أساسيات البقاء على قيد الحياة.
من تلك الطوابير نجدها وبدرجة ثانية بعد أسراب البنزين هي طوابير المواطنين لدى محطات الغاز المنزلي, وهي المادة الرئيسية التي تعتمد عليها الأسر لإعداد وجباتها الغذائية, لا سيما خلال شهر رمضان المبارك الذي تكثر فيه الأسر من إعداد أصناف الطعام وبذلك ترتفع نسبة استخدامهم لمادة الغاز.
ورغم حلول الشهر الكريم لم تقم شركة الغاز بالبحث والسعي لإيجاد حلول عاجلة وآنية لتوفير مادة الغاز وتغطية العجز الحاصل بالسوق, وتخفيف معاناة المواطن اليمني, بالإضافة إلى تحديد سعر رسمي لسعر الدبة وتفعيل دور الرقابة والإشراف على أصحاب المحطات بتجاهل وتغافل شركة الغاز يأتي بعكس ما قامت به شركة النفط , التي أكدت في بيان لها, استمرار جهودها ومساعيها لتوفير المشتقات النفطية خلال الأيام القادمة بأمانة العاصمة ومختلف محافظات الجمهورية.
في زاوية أخرى يقف العديد من اليمنيين في طوابير غير مسبوقة منذ عشرات السنوات, لاسيما في العاصمة صنعاء طوابير عديدة وطويلة يعبر عن مدى المعاناة والمأساة التي يعيشها الشعب اليمني خلال الوقت الراهن والذي أصبح فيه الحصول على الماء يشكل إنجازا كبيراٍ لأي أسرة.
مئات الأسر تظل لساعات طويلة في صفوف المساربة أمام حنفيات إرتوازات الماء وكذا خلف خزانات المياه المتنقلة والتي توزعها مؤسسة الصالح للحارات والمناطق والأحياء .. وبعض فاعلي الخير وهو أمر غير مسبوق في حياة اليمنيين.
إلى ذلك تستمر طوابير المواطنين للحصول على المواد الغذائية الأساسية أبرزها مادة الدقيق ليعيش المجتمع اليمني حياة أليمة ومأساوية بسبب الحصار الجوي والبحري والبري المفروض من قبل العدوان السعودي منذ ليلة الـ 26 من مارس 2015م, دون أي تحرك للأمم المتحدة ولمنظمات المجتمع اليمني .. إلا أن الشعب اليمني, كان وما يزال صامداٍ أمام هذا العدوان والحصار.

قد يعجبك ايضا