تراجعت أسعار البيض في الأسواق اليمنية لمستوى قياسي هذا الأسبوع مع نزول سعر الطبق( 30 )حبة إلى 250 ريالا مما يجعل سعر البيضة الواحدة اقل من 10 ريالات وهو أمر لم يحصل منذ عقود خلت ومصداقا لتأكيدات المسوقين هذه الأيام وهم يجوبون الشوارع ليل نهار بمكبرات الصوت المزعجة “البيض ارخص من الرومي”.
ويبدو أن انخفاض الأسعار يعود بشكل أساسي للآثار المباشرة وغير المباشرة للعدوان السعودي على اليمن وقصفه الهمجي للمنشآت الصناعية والتسويقية وقطع الطرقات أمام حركة النقل والتسويق الداخلي وهو ما أدى لانعدام المشتقات النفطية في البلد وتوقف عدد كبير من المطاعم والفنادق والمخابز عن العمل والتي تعتبر المستهلك الأول لسلعة البيض دون منافس.
الأسعار
في أسواق الجملة بالعاصمة صنعاء تراجع سعر الكرتون 12 طبقا من 5500 ريال هذا الأسبوع إلى 3000 ريال ويحتوى الكرتون على 12طبقا أي ان الطبق بـ 250 ريالا اما في المولات التجارية فقد تصدر البيض رأس قائمة التخفيضات واصبح مثالا للدعاية لجذب المتسوقين قبيل رمضان كما هو دأب تلك المولات بانتظام وسجل سعر الطبق 250 ريالا مع ميزات الحصول على اكثر من طبق طالما تم الشراء بمبلغ اكثر من 5000 ريال.
المتجولون
منذ الصباح الباكر وهم يجوبون شوارع العاصمة صنعاء وينادون بميكرفوناتهم للإسراع باقتناء طبق من البيض وعلى غير العادة يقدم هؤلاء الباعة المتجولون بسيارات نقل خفيف الطبق للمستهلك بـ 250 ريالا فقط ويدعمون حججهم بفكاهات وتندر عن البيض وان انخفاض أسعاره نوع من البركة لليمنيين على صمودهم ومجابهتهم للعدوان السعودي طوال ثلاثة اشهر كما يقول مهدي الريمي وهو يمر بشارع فرعي في الحصبة وينادي “البيض البيض” ”ياعظيم الرجاء صاحب البيض جاء”
استبشار
يجد المستهلكون فرحة غامرة وهم يشترون البيض بهذه الأسعار خصوصا وأن أسعار البيض لم تكن طيلة العامين الماضيين مستقرة إذ شهدت تذبذبات بين الانخفاض والصعود لكنها لم تتراجع في يوم ما عن 700 ريال للطبق فيما قفزت اكثر من مرة ليتعدى سعر الكرتون 10000 ريال كحد اعلى خلال 2014م وكان الكثير من المواطنين عاجزين عن شراء طبق بأكمله يقول الحاج عامر الوصابي إنه سعيد بالانخفاض للبيض لأنه يمكنه من إعداد وجبات لذيذة في موائد الأسرة حسب قوله اما ام محمد فقد اشترت طبقين وقالت انهما بأقل من سعر طبق سابقا حيث اشتريت الطبق بـ600 ريال من تجار الجملة .
المنتجون يخسرون
عزت شركات الإنتاج الانخفاض الحالي في أسعار البيض لعاملين رئيسيين أولهما وفرة الإنتاج من مزارع قطاع الدواجن البياض في محافظات ذمار وصنعاء وعمران نظرا للطقس الصيفي المعتدل والذي يجعل الملايين من الدواجن في بداية مرحلة فصل جديد من الإنتاج فيما تمثل الأمر الثاني في الآثار المباشرة وغير المباشرة للعدوان والحصار الاقتصادي على اليمن والتي أدت لتوقف قطاع النقل والتسويق عن نشاطه نظرا لانعدام المشتقات النفطية ومنعها من دخول اليمن من موانه البحرية مما أدى لتكدس كميات كبيرة من إنتاج المزارع والعجز عن تسويقها لمستهلكيها الرئيسين كالمطاعم والفنادق ومصانع الحلويات والمخابز والتي توقفت هي أصلا عن مزاولة نشاطها .
الاستهلاك
رغم أن اليمنيين وفقا لتقرير وكالة الأغذية العالمية من الأقل استهلاكا للبيض على مستوى العالم إذ لم تتجاوز حجم المخصص للفرد 350 بيضة في العام وهي دون الاستهلاك الأدنى عالميا بنسبة 30 % فإن حجم الاستهلاك المحلي سنويا من البيض يبلغ اكثر من مليار و250 مليون بيضة وهذه تمثل حجم الإنتاج ككل وحسب إحصاءات وزارة الزراعة والري بلغ حجم الإنتاج المحلي ككل في 2013م 1296 مليون بيضة ارتفاعا من 1222 مليون بيضة في 2012م وتأتي كلها من المزارع المحلية الممتدة في كافة محافظات الجمهورية.
مشكلة الطبخ
رغم الفرح بإنخفاض اسعار البيض فإن اعداده للأكل داخل المنازل يبدو صعبا هذه الايام فمع ارتفاع اسعار اسطوانات الغاز الى 4500 ريال يجد الاسر نفسها محرجة من الطهي بالغاز لفترات طويلة خوفا من انتهائها بسرعة كما تقول احدى ربات البيوت وتشير الى ان البيض المسلوق عادة ياخذ 15 دقيقة للنضج وهي فترة يمكنها ان تؤدي بكمية الغاز من الاسطوانة في وقت قياسي وهذا مالا تفضله ربات البيوت ولهذا يؤكل البيض عجة اسهل ولايستهلك غاز بكمية كبيرة.
الاستثمارات
يوجد في اليمن اِلاف المزارع المنتجة للبيض والدواجن اللاحم وقد نشأت اغلب هذه المزارع بجهود ذاتية من قبل أصحابها حين وجدوا أن السوق اليمني واعد ولديه طلب متزايد لهذه السلعة بسبب النمو السكاني وهكذا نشأت المئات من المزارع في قاع جهران بذمار وقاع البون وخمر بعمران والمحويت ومحافظة صنعاء ومأرب وصعدة كما تساهم شركات كبيرة بنصيب في هذا السوق من عدة أماكن ويقول محمد الخياري من مستثمري منطقة الحبلة بمديرية عيال سريح أن الكثير من الناس أقاموا مزارع لإنتاج البيض خلال الخمس السنوات الماضية وحققوا أرباحا جيدة واسهموا بفاعلية في استقرار السوق لكن المشكلة أن هناك عقبات تواجههم بين الحين والآخر تتمثل في اجتياح الأوبئة التي تضرب القطيع وتؤدي لخسارته كاملا كما يواجه المستثمرون مشكلة ارتفاع أسعار الديزل والغاز واللازمان لتشغيل المولدات للإنارة والتدفئة للمزارع في الشتاء .
