إذا كان المراد من مؤتمر جنيف إعادة الشعب اليمني إلى التبعية فهو فاشل

– في حوار صحفي مواكب وصريح أكد عضو اللجنة الثورية العليا- رئيس اللجنة التحضيرية بحزب الأمة الأستاذ محمد أحمد مفتاح على ضرورة استمرار الحوار اليمني اليمني بعيداٍ عن التأثير الخارجي موضحاٍ أن مباحثات جنيف هي محطة جديدة لاستكمال ما كانت القوى السياسية اليمنية بدأته من حوارات وصلت إلى نتائج حاسمة تجاه ترتيب وضع مستقبل اليمن السياسي والسلطوي..
وقال مفتاح في حوار صحفي لـ (الثورة) : إذا كان المراد من مؤتمر جنيف هو إعادة الشعب اليمني إلى التبعية والهيمنة فهو فاشل ولن يحقق أي نجاح.. الشعب اليمني دفع ثمناٍ باهظاٍ وضحى تضحيات جسيمة لكي يصل إلى استقلال قراره السياسي والسيادي.. ويتخلص من الهيمنة والتبعية للخارج..
وتطرق مفتاح إلى مجمل ملفات المرحلة الراهنة المتصلة بانعكاس التجاذبات الإقليمية على مجريات مباحثات جنيف وتفاصيل حول جوهر لقاءات سلطة عمان والوضع العسكري في مأرب وخطر القاعدة في اليمن وبالذات في حضرموت وجهود اللجنة الثورية والجهات المختصة في إدارة الطوارئ وأعمال الإغاثة لمواجهة الأضرار والنتائج الكارثية التي خلفها عدوان التحالف الدولي بقيادة السعودية على اليمن.. وكذلك الوضع التمويني في رمضان.. وقضايا أخرى……… إلى التفاصيل..

* بداية أستاذ محمد ضعنا أمام صورة واضحة المعالم لما يجري من تحضيرات لمؤتمر جنيف.. ¿ وكيف تنظر اللجنة الثورية العليا لأفق هذا المؤتمر.. ¿
– التحضيرات جارية ولكن حتى اللحظة  ليست مستقرة على مسارات وأجندة بينة المعالم إذ لم تتضح بعد آفاق مجرياته والرؤى التي ستطرح على طاولته لنتحدث عن رؤانا كلجنة ثورية حول تلك الرؤى.. والمبعوث الأممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ لا زال متنقلاٍ بين الأمين العام للأمم المتحدة والأطراف اليمنية والأطراف الإقليمية والدولية  التي يلتقيها وكل هذا في طور  التحضير لهذا المؤتمر –حسب علمي..
ومن وجهة نظرنا كلجنة ثورية وكطرف سياسي يمني تجاه أفق هذا المؤتمر مرهون بما سيتمخض عن هذه التحضيرات من تصورات وأجندة.. بِيúد أن الأهم من ذلك هو إيماننا بأنه لا بد من الحوار اليمني اليمني على أساس أن يدور الحوار حول سبل ترتيب أوضاع مستقبل اليمن بعيدا عن أي املاءات خارجية وبناء مستقبل كريم لأبناء اليمن ويجب أن يناقش هذا بمنتهى الشفافية والوضوح..
* لكن – أستاذ محمد – من المعروف والمتداول حتى اللحظة هو أن أطرافاٍ خارجية تتصارع في اليمن وهي من يسير مجريات التحضير لهذا المؤتمر وفق رؤى هذه الأطراف.. فكيف سيتم الحوار اليمني اليمني إذا لم يكن برغبة وطنية من كافة القوى.. ¿!
– هناك حاجة ملحة وضرورية للحوار اليمني اليمني بعيدا عن التأثير الخارجي وجميع الأطراف اليمنية, بل والقوى الخارجية تدرك ذلك ولكن هذه القوى لم تع بعد أن الحل اليمني هو الأصل وليس الفرع في الخروج باليمن إلى فضاء السلام والاستقرار ولا زالت تحاول عبثاٍ التشبث بحلم الهيمنة والوصاية على اليمن ومن وجهة نظري يبدو أن الحوار محكوم عليه بالفشل ما دام والأطراف الخارجية تملي خياراتها على الشعب اليمني عبر أدواتها داخل وخارج اليمن.. الشعب اليمني دفع ثمناٍ باهظاٍ وضحى تضحيات جسيمة لكي يصل إلى استقلال قراره السياسي والسيادي .. ويتخلص من الهيمنة والتبعية للخارج.. وإذا كان المراد من مؤتمر جنيف هو إعادة الشعب اليمني إلى التبعية والهيمنة فهو فاشل ولن يحقق أي نجاح..
مباحثات عمان
* في نهاية مايو الماضي ذكرت تصريحات لأنصار الله أن مشاورات مع أطراف دولية جرت في مسقط.. فما جوهر مفاوضات عمان.. ¿! وهل كان لها علاقة بتحديد أطراف مؤتمر جنيف..¿
– لا يوجد مفاوضات ولم تجر في عمان أي مباحثات مع أطراف دولية أو اقليمية.. مع مِن نتفاوض¿!… الذي جرى في عمان هو استطلاع آراء واستشفاف مواقف من قبل الإخوة في عمان لكي يساعدوا في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف اليمنية وصولاٍ إلى تصورات مبدئية من شأنه تحديد خارطة طريق لهذه الأطراف لاستكمال مراحل الحوارات السابقة..
* مقاطعاٍ – لكن تناولات إعلامية أكدت أن المفاوضات جرت بسرية تامة بين أنصار الله وأطراف دولية إيرانية سعودية امريكية.. فماذا عن هذه التناولات..¿
– التناولات الاعلامية حول ما جرى في عمان يغلب عليها الكذب والكيد السياسي المتواصل بغية خلط الأوراق والتعتيم على ما يقترفه العدوان السعودي من مجازر بحق الشعب اليمني.. حتى التناولات المتصلة بمجريات العدوان والقصف البربري على الشعب اليمني معظمها أكاذيب لتضليل الرأي العام.. أدلل لك على ذلك.. بتناول صحف ومواقع الكترونية وقنوات فضائية قبل أيام لخبر استهداف منزل عضو اللجنة الثورية العليا محمد مفتاح في صنعاء في الوقت الذي لا يوجد مع محمد مفتاح منزل في صنعاء أصلاٍ.. لا زلت أسكن في منزل إيجار ومنذ بداية القصف وأسرتي خارج هذا المنزل عند بعض الأقارب والأهل وأنا أمارس أعمالي اليومية بشكل طبيعي وأزور أسرتي من وقت لآخر.. الإعلام المشترى بالمال السعودي يتحدث خارج سياقات الحقائق على الأرض السعودية كانت مهيمنة على اليمن وعلى إعلام اليمن وتريد أن تستمر هذه الهيمنة حتى لو دْمر اليمن بأسره وأْبيد شعبه..
أجندة جنيف
* بالعودة إلى مؤتمر جنيف.. أكد الرئيس هادي في حوار للعربية قبل أيام أن المؤتمر سيناقش محددات وآليات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 وهذا من مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة.. فهل هذه إحدى أجندة مفاوضات مؤتمر جنيف..¿
– لا يوجد تفاوض في جنيف.. كل ما يوجد هو استكمال لما كانت توصلت إليه القوى السياسية اليمنية من حوارات من شأنها ترتيب وضع مستقبل اليمن السياسي . والذين أرادوا أن يجبروا اليمنيين على الذهاب إلى الرياض لتقديم الولاء والخضوع للسعودية فشلوا في ذلك فطْرحت فكرة استكمال الحوار في جنيف برعاية أممية فلبت القوى اليمنية هذه الفكرة لاستكمال حوار كان قد جرى بينها وخرج بنتائج حاسمة.. أوقف سيرها نحو التنفيذ بسبب عدوان التحالف الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية…
* رئيس الجمهورية الأسبق- علي عبد الله صالح افترض في حوار تلفزيوني مع الميادين أن يكون الحوار في جنيف ذا شقين.. الشق الأول يمني يمني لاستكمال ما تبقى من الحوار الذي ذكرت والشق الثاني يمني سعودي لبحث أسباب العدوان ونتائجه الكارثية والمسؤولية الجنائية والقانونية لهذه النتائج.. ما هو رأيكم تجاه هذا الطرح..¿
– لا يوجد حاليا حوار بين اليمن والسعودية.. يوجد حرب أو بالأصح اعتداء همجي غادر تقود تحالفه المملكة السعودية.. ومتى ما أذعنت السعودية للسلم واعتذرت للشعب اليمني عن عدوانها وتحملت المسؤولية الجنائية والسياسية والقانونية والأخلاقية المترتبة على هذا العدوان.. عند ذلك يكون للشعب اليمني الرد في ما يرى وماذا يجب فعله.. أما وعائلة النحس الإجرامية لا تزال حتى اللحظة تعتدي على الشعب اليمني دون تمييز بين شيخ أو طفل بين مدرسة أو جامعة أو مصحة ومعسكر بين مصنع للأغذية وبين مخزن سلاح بين منزل وبين ثكنة عسكرية فلا يوجد أي حوار.. ليس بيننا وبين المملكة السعودية التي تقود التحالف الظالم إلا الرصاص..
وثقافة الاستنجاد
ونحن نتحدث عن صراع القوى الخارجية في اليمن.. هناك من يطرح أن لإيران دوراٍ في دعم أطراف معينة في اليمن كأنصار الله والمؤتمر وأنصار الرئيس الأسبق وفي المقابل تدعم المملكة العربية السعودية أطرافاٍ معينة كالتجمع اليمني للإصلاح وهادي وأنصاره ومليشيات أخرى.. كيف تفسرون هذا الطرح.. ¿ وما حقيقة….
مقاطعاٍ- تدخل إيران في اليمن كذبة كبرى يراد بها تبرير العدوان الظالم على كل مقومات اليمن البشرية والتنموية والسيادية والسياسية.. كذبة سخيفة لا يصدقها عقل ولا يليق أن تطرح هكذا سؤال من مؤسسة صحفية يمنية إذ أن الواقع يدحض كل هذه الأكاذيب والذرائع.. لا أنصار الله ولا المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ولا بعض الأحزاب الوطنية ولا غيرهم ولا حتى أجهزة الدولة في خطابها وتعاملها اليومي تْبِين أن هناك علاقة أو دوراٍ أو تدخلاٍ إيرانياٍ في الحالة اليمنية.. ليس سوى السعودية وأدواته تروج لهذا التدخل….
* مقاطعاٍ- ولكن مؤسسة صحفية معنية مهنياٍ بالإجابة على أسئلة الناس وتوضيح لغط هذا الواقع…
مقاطعا أيضاٍ- صحيح.. لكن هذا هو كلام وطرح الناس العملاء الذين لا يهمهم مصلحة الوطن أكثر من مصالحهم المادية ولا يريدون أن يستقل القرار اليمني سياديا وسياسيا …
– أستاذ محمد.. هذا سؤال التاريخ.. فالنخب الفكرية والثقافية والايدلوجية تطرح – على سبيل القراءة التاريخية- أن كل الأطراف اليمنية استندت إلى قوى خارجية في صراعها السلطوي على مر التاريخ.. والمقصود من هذا السؤال الثقافي هو استيضاح واقع العلاقات اليمنية الايرانية واليمنية السعودية  أو غيرها من القوى الخارجية المتصارعة اليوم.. وكيف يجب أن تْبúنى هذه العلاقات.. ¿
اليمن لها علاقات إنسانية ودبلوماسية تاريخية ومعاصرة مع الدول الإقليمية ومع دول العالم.. وعلاقة إيران باليمن مثلها مثل أي دولة من دول الجوار الإقليمي الخليجي وغير الخليجي.. وإيران تتعامل مع الملف اليمني كما تتعامل مع كل قضايا الإقليم من واقع كونها دولة فاعلة قوية ومؤثرة في السياسة الدولية…. إيران لم تتدخل في اليمن… مِن تدخل في اليمن هم من فرضوا على أطراف يمنية كثيرة اتفاقية المبادرة الخليجية وفرضوا مؤتمر الحوار ومخرجاته وفق ما يخدم مصالحهم ويكرس فكرة أن تظل اليمن تابعة لهم.. وهم مِن كان يعين المسئولين في اليمن وهم اليوم من يدمرون البنية التحتية ويدمرون كل شيء في اليمن أرضاٍ وإنسانا وموارد وبنية خدمية (صحية وتربوية وجامعية) وتنموية… وكل ما عملته إيران في ظل هذا التحالف الظالم هو أنها أرادت محاولة كسر الحصار الجائر على اليمن.. ونحن نشكرها على هذا المجهود ونشكر عْمان وكل دولة سعت لأن توقف هذا العدوان..
أما كيف يجب أن تكون علاقة اليمن بالدول الأخرى فيجب أن تقوم هذه العلاقات على الندية والتعاون والتكافؤ والاحترام المتبادل وليس التبعية التي تريدها السعودية وحلفاؤها في الشر والعدوان.. التعامل مع أي دولة إقليمية في الإطار الطبيعي لهذه المسارات شيء ضروري وطبيعي بين كل دول العالم أما قضية أن التعامل مع روسيا أو إيران أو سوريا محرم على اليمن أو غيرها لأن القوى التي تريد الهيمنة لا تريد هذه العلاقات مملية خياراتها على الآخرين فهذا غير مقبول ولا معقول ولا يحق لدولة أن تمارس ذلك على دولة أخرى.. فإقامة اليمن لعلاقات مختلفة مع الدول الأخرى يعد حقاٍ سياسياٍ وسيادياٍ لليمن فقط وليس للسعودية ولا أمريكا أن تفرض على اليمن أن تكون لها علاقات مع إيران من عدمها.. فأمريكا والسعودية وعمان والكويت والامارات وغيرها.. لها علاقات مع إيران وصفقات تجارية واقتصادية وتعاون دبلوماسي ويحق للشعب اليمني أن يكون لديه علاقات مع أي دولة شقيقة أو صديقة في العالم.. وبدون ذلك هم يريدون أن يكونوا أوصياء على اليمن لا غير.. وكأن الشعب اليمني مجموعة من القْصِر وهم العقلاء الأوصياء عليه..
* قلتِ أن لا حوار مع المملكة العربية السعودية كون الحرب قائمة والعدوان مستمراٍ.. وهناك مقاومة وتبادل للقصف من قبل الجانب اليمني فهلا وضعت القارئ أمام تفاصيل ما يجري في الحدود…¿
– في الحدود ظروف حرب وهذا التوصيف يغني عن التفاصيل.. في الحدود جرى الاعتداء على كل شبر من المناطق الحدودية أو ما وراء الحدودية.. اعتداءات همجية تطال كل شيء بما في ذلك المنازل الآمنة بأطفالها ونسائها في القرى والمدن الصغرى والكبرى والعاصمة أيضاٍ وطال القصف حتى المدارس والجامعات والمرافق الخدمية الصحية ومزارع الدواجن ومصانع الأغذية في عديد من المحافظات.. ترسانة هائلة من الصواريخ المحرمة دوليا تقصف كل شيء خصوصاٍ في محافظة صعدة وحجة الحدودية مع السعودية مما اضطر أبناء هذه المناطق أن يواجهوا العدوان ويقتحموا المواقع التي تعتدي على بيوتهم.. هذا ما يجري في الحدود..
* هل تم السيطرة على مواقع سعودية حتى الآن..¿
– نعم تم السيطرة على مواقع سعودية.. بل اقتحم اليمنيون من أبناء مناطق الحدود المتضررة كل ما أمامهم من ثكنات العدوان السعودي ومواقعهم التي قصفت القرى والمنازل الآمنة.. هذا من أبناء المناطق الحدودية فقط إذ لم تبدأ الجبهات الداخلية البعيدة من الحدود ردها على العدوان السعودي من خلال الالتحام بإخواننا اليمنيين في المناطق الحدودية..
أضرار القصف
* ذكرت أن صعدة وحجة تعرضتا لأكثر أنواع القصف الهمجي فتكا.. حتى الآن هل هناك نتائج أولية أو لجان حصر معنية بتقديم تقارير عن الأضرار التي لحقت بمناطق القصف في صعدة وحجة ..¿
– العدوان متواصل على مدار الدقيقة وأي لجنة حصر لن تسطيع أن تعمل في ظل هذا العدوان ولا حتى حصر الشهداء والجرحى.. وعلى سبيل المثال في وادي صبر بصعدة قصف العدوان بعض القرى أكثر من عشرين مرة وكلما جاء مواطنون من قرى مجاورة لإنقاذ الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض يتم قصفهم فوق المقصوفين فالحديث عن حصر وتقييم للأضرار في ظروف كهذه وفي حرب إبادة كهذه التي تجري.. هو كلام غير واقعي لأن الناس لم يستطيعوا حتى إنقاذ الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض.. فاللجان لا توجد إلا في الأطر القطاعية عبر الوزارات المختلفة كل وزارة تقدم تقارير أولية لما لحق بقطاعها من أضرار, فالتربية والتعليم مثلاٍ قدمت تقارير لما تعرضت له بنيتها التحتية من المدارس والمنشآت الإدارية وكل ما يدخل تحت إشرافها وموضحة أن حوالي ما يقرب من 120 مدرسة ومنشأة تربوية وإدارية تعرضت للتدمير إلى تاريخ التقرير.. والتعليم العالي نشرت تقاريرها لما تعرضت له الجامعات ومراكز البحوث ومنشآتها التعليمية العليا من أضرار لا يتسع المقام لسردها وكما هو الحال في وزارة الأشغال والصحة والسياحة والشباب والرياضة والأوقاف وغيرها..وكلها مجرد تقارير أولية.. 
* هل هناك خطة عمل للجنة الثورية في إدارة الطوارئ والعمل الإغاثي في هذه الظروف….¿! وما مدى التنسيق مع هذه الأجهزة الحكومية..¿
اللجنة الثورية تعمل مع أجهزة الدولة مع الوزارات مع المؤسسات مع المعنيين في كل مفاصل العمل الرسمي والمدني فخطة اللجنة الثورية هي خطة هذه الجهات.. فما أتت به واقترحته تلك الجهات على أساس أنه العلاج والعمل الكفيل بتخفيف معاناة الناس في هذه الظروف فاللجنة الثورية -بعد الدراسة والتشاور والنقاش وعرض الخطط على المختص القانوني- تبت فيه وتقره وتخول الجهات المعنية بتنفيذه وتعمل جاهدة على تسهيل الامكانات اللازمة لهذه الجهات..
* ماذا قدمت المنظمات المدنية سواء المحلية أو الخارجية.. ¿
– المنظمات المحلية الوطنية التي ليست عميلة أو أجيرة مع المال السعودي تعمل إلى جانب الشعب اليمني.. وقد بذلت ما في وسعها وهي محدودة وقليلة الحيلة والإمكانيات المادية.. وهي مشكورة على ذلك وقد سجلت بذلك أروع صور الصمود والتضحية والبذل في سبيل العمل الإغاثي والوطني والإنساني.. والمنظمات الخارجية لديهم كلام إعلامي  ولا يوجد لديهم فعل على الأرض.. إحدى الجهات الدولية أتت بما أسمته معونات طبية وهو عبارة عن قليل من المحاليل الطبية وقليل من الشاش.. وقليل من محاليل الإرواء قليل جداٍ… ومعظم المنظمات الدولية تحت ضغط المال السعودي والارهاب الخليجي تحاول تقديم نفسها للإعلام فقط وهي لم تقدم شيء.. وأي منظمة قدمت شيئاٍ فهو مدون لدى أجهزتنا الرسمية وهي مشكورة عليه .. ولها منا كل الشكر والتقدير ومن كافة الشعب اليمني..
* على ذكر المال السعودي .. مرت اليمن بظروف مشابهة لهذه الظروف في الستينيات من الحرب الأهلية التي امتدت سبع أو ثمان سنوات.. وكانت السعودية تدعم الملكيين فيما مصر تدعم الجمهوريين .. برأيكم أوجه الشبه بين تلك الحرب وبين ما يجري اليوم.. ¿
– الحاصل اليوم مختلف تماماٍ.. عدوان غاشم وكبير وحلف دولي تتزعمه مملكة الشر آل سعود على اليمن.. وما حصل خلال 62-70م من القرن الماضي وخلال ثمان سنوات .. كانت حرباٍ أهلية-كما ذكرت- مولتها السعودية ومصر دمرت بقدر محدود مقدرات اليمن وفعلت ما فعلت.. ما يجري اليوم حلف دولي يدمر ويبيد اليمن إبادة شاملة بأسلحة قاتلة وفتاكة من الجو.. في ذلك الزمن كانت الأسلحة متواضعة وبسيطة.. وكانت القيم لا تزال موجودة.. وكان التدخل غير مباشر من السعودية وإنما المال والسلاح يدعم أحد طرفي الصراع والطرف الآخر مدعوم بقوات عسكرية مصرية على الأرض.. وكان الصراع على السلطة يتركز حول من الذي سيحكم هل سلطة ما قبل 62م المدعومة من السعودية بالمال والسلاح أم سلطة ما بعدها والمدعومة من مصر … الصراع اليوم صراع هيمنة السعودية تريد إذلال واستعباد الشعب اليمني ومصادرة إنسانيته.. وحين أدركت أنها لم ولن تستطيع بأدواتها في الداخل عبر التنكيل والترويع والترهيب وإثارة الفتن والقلاقل أتت بهذا الحلف الدولي لتركيع الشعب اليمني أو إبادته..
الجبهة الداخلية
* ما يتعلق بالجبهة الداخلية يلاحظ أن هناك تماسكاٍ كبيراٍ في الأمن والحياة اليومية بشكل إيجابي كبير رغم مرور أكثر من شهرين على القصف المتواصل .. ما سر هذا التماسك .. ¿ وما هي استراتيجيات العمل للجنة الثورية في سبيل الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية..¿!
– سر هذا التماسك يكمن في أصالة وعراقة الشعب اليمني وإيمانه بالله وصبره على المحن  واستراتيجيات الجهات المختصة في الحكومة ومعهم اللجنة الثورية ومعهم كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن والقوى الفاعلة في المجتمع هي الصبر والصمود ومواجهة الدسائس والعدوان بكل ما أوتوا من قوة والوقوف أمام أي عمل تخريبي داخل اليمن.. وهذا ساهم في الحفاظ على الأمن الداخلي واستمرار إيقاع الحياة اليومية بشكل مرن يقاوم الظروف القاهرة..
فرغم كل الصعوبات ورغم ضخامة العمل الاستخباراتي الكبير الموجه للداخل اليمني والمليشيات العميلة الهائلة في الداخل.. إلا أن المجتمع اليمني هو الذي فرض حالة الاستقرار ..ليست اللجنة الثورية ولا أجهزة الدولة خصوصاٍ ومقوماتها تستهدف من الجو على مدار الساعة .. المجتمع هو صاحب الفضل في هذا .. فالشكر والتقدير لهذا الشعب العظيم الذي هو قادر على إدارة نفسه في أحلك الظروف وفي ظل فراغ سلطة كاملة وحصار مطبق على كل شيء. وفي حال عدوان يسعى لإبادة شاملة لكل ما على أرض اليمن …
خطر القاعدة
* يأتي هذا العدوان في ظل حرب مفتوحة يخوضها الجيش اليمني واللجان الشعبية ضد خطر تنظيم القاعدة والإرهاب بصفة عامة.. فما واقع الحرب على القاعدة في ظل هذا العدوان..¿ وماذا يعني هذا العدوان للقاعدة نفسها..¿!
– اليوم القاعدة والمليشيات التي تتبع الاستخبارات السعودية والامريكية جميعها حلف واحد.. الآن لا يوجد فصل بين عدوان التحالف والقاعدة بل القاعدة هي أداة العدوان على الأرض هي ومليشيات الإصلاح وأذناب هادي وأي عملاء يلتحقون بهم هم مجرد أدوات على الأرض لهذا العدوان الجوي الفتاك.. وقد انكسروا في المحافظات الشمالية والوسطى والجنوبية وبقي جزء بسيط في المحافظات الشرقية.. لقد خسروا آخر معاقلهم في الجوف بعد صعدة وحجة وعمران والبيضاء وإب وعمران وصنعاء وخسروا معظم معاقلهم في أبين والضالع وشبوة ويخسرون ما تبقى من معاقلهم في مأرب وعدن وتعز.. ولم يبق منهم سوى جيوب متخفية بين المناطق السكنية وهي محدودة.. هؤلاء تمولهم الطائرات السعودية وعناصر التهريب برا وبحرا بأموال كبيرة وأسلحة فتاكة وأسلحة محرمة.. بالإضافة إلى الأسلحة التي نهبها هادي وخزنها لصالح القاعدة.. هم خسروا في الداخل وأصبحوا في أجزاء من محافظة حضرموت والمجتمع الحضرمي متبرئ منهم وينتظر ساعة الخلاص منهم..
الوضع في مارب
* على ذكر مأرب في حال استمرت المواجهات بعد أن شلت الكهرباء على معظم محافظات الجمهورية ستكون كارثة على البلد.. ما هو وضع مأرب اليوم.. ¿! وهل هناك خطر يهدد مصفاة مارب وبعض المرافق الحيوية في حضرموت.. ¿!
– نؤمن بأن الشعب الذي حمى نفسه في معظم المناطق مستعد أن يحمي هذه المصالح الحيوية للمجتمع اليمني والجيش والأمن واللجان الشعبية سيقومون بواجبهم.. والجهد الأكبر سيكون على أبناء المنطقة وهم الذين لديهم وظائف في هذه المرافق ولديهم الحس الوطني الكبير وقد لاحظ الجميع صمودهم وتفانيهم في سبيل حماية وحفظ المصالح العامة من الانهيار.. وتمكنوا من دحر معسكرات ومليشيات التكفيريين والقاعدة سواء اليمنيين أو الأجانب.. ومن تبقى منهم سينكسرون إن شاء الله كما انكسروا في كثير من المناطق..
وبالنسبة لمصفاة مارب هي في مأمن بإذن الله بحماية أبناء مأرب أولاٍ والجيش والأمن المواجه والمقاوم للإرهاب المسنود بالمال والسلاح السعودي.. صحيح قد يحدث الإرهابيون أضراراٍ تحت غطاء تحالف العدوان لكنهم سيفشلون إن شاء الله.. ولدينا معلومات بأن بعض الجسور في حضرموت – مثلا- وبعض المرافق الحيوية ملغمة ولكنهم فشلوا في أماكن كثيرة.. كانوا قد عملوا فيها ذلك وعندما واجههم الرجال والابطال والشرفاء من رجال الجيش والأمن وأبناء المناطق نفسها فروا وتركوا حتى أغذيتهم وهي تغلي على النار..
الوضع التمويني
* والناس على أبواب شهر رمضان.. ماذا عن الوضع التمويني وما هي آلية عمل اللجان الثورية لحفظ الاستقرار التمويني في السلع والخدمات.. ¿
– الشعب اليمني قدم نموذجاٍ أسطورياٍ غير مسبوق في إدارة الشأن اليومي في أقسى الظروف وفي ظل هذا الحصار استطاع الشعب اليمني أن يتغلب على المعضلات والمحن والمآسي.. بما تعود عليه من الصبر والحكمة وحسن تدبير الأمور.. حوصر الناس في الغاز المنزلي ولم يعدموا الحيلة في مواصلة الحياة..  حوصروا في المشتقات النفطية والمواصلات ولم تتوقف حركتهم إذ واصلوا الحياة.. فالوضع التمويني مستقر وسيظل مستقراٍ في ظل هذا الصبر والصمود..
المشكلات الكبرى هي في الجانب الصحي.. مراكز علاج الفشل الكلوي ومواد الغسيل محتجزة منذ أكثر من شهرين في جدة وكذلك أدوية السرطان ولم يسمح تحالف الشر أن تدخل اليمن والناس تحت المعاناة والموت.. أيضا الأدوية الضرورية حتى أدوية السكري بدأت تنفد في اليمن.. ومع ذلك نثق بأن عناية الله ليست غائبة عن هذا الشعب الذي يواجه اعتداء حاقدا وهمجيا ويواجه آلة القتل السعودية والأمريكية ويواجه بغي الجار السيئ في كل شيء…
* هل كلفت اللجان الثورية لجان رقابة ميدانية لحفظ استقرار الوضع التمويني.. ¿
– كما ذكرت لك اللجان الثورية تعمل مع أجهزة الدولة المختلفة وسيتم تكليف لجان إذا اقتضت الضرورة.. وبالنسبة للسوق.. السوق محكوم بالعرض والطلب والسلع متوفرة.. والحركة الاستهلاكية تخف في رمضان.. كل ما يحصل هو أن الناس يحاولون في أول رمضان توفير السلع لما يكفي للشهر مرة واحدة ما يوحي للناس أن الحركة الاستهلاكية في تزايد.. وما يحصل في اليمن في الجانب التمويني بين الفينة والأخرى هي أعمال تخريبية يقوم بها العملاء السعودية تضخ أموالاٍ كبيرة لهم وهم يحاولون شراء كل شيء في السوق لإحداث أزمة  وبعض العملاء من التجار يخزنونها..وبالتالي على الناس أن لا يساعدوا في إثارة الهلع والخوف بأخذ كميات تفيض عن حاجاتهم فقد تنتهي في المخازن .. وقد تحقق مآرب العدوان.. صحيح هناك ارتفاع في الأسعار بعض الشيء لكن لا يوجد اختفاء في الجانب التمويني.. كانت قد حصلت صعوبات في عدم القدرة على نقل المنتجات الزراعية بسبب المحروقات لكن مع الانفراج الجزئي للأزمة عادت الأمور التموينية إلى مجراها..
توجد مشكلة في المياه والغاز المنزلي والديزل وجزء من مشكلة الغاز المنزلي والمياه هي بسبب غياب الديزل, لأن ناقلات الغاز ومضخات الماء تشتغل بالديزل.. والديزل ممنوع محاصر في البحر, كان لدينا ناقلة تحمل 65 ألف طن من الديزل احتجزتها قوى تحالف العدوان وبدأت تسمح لناقلات الخشب ومواد البناء وتحتجز الديزل الذي يشغل المستشفيات والأفران والحياة اليومية والنقل ويوفر الوقود لمضخات الزراعة لكن هذا كله لن يخضع الشعب اليمني.. والسوق محكوم بالإدارة الشعبية والعرض والطلب.. الشعب اليمني هو الذي يدير نفسه ويدير المقاومة ويدير المعركة ضد العدوان وهو الذي انتصر وسينتصر..
أخـــيراٍ
* في ختام هذا اللقاء هل من كلمة أخيرة تودون قولها.. ¿!
– أقول للإخوة التجار اغتنموا هذه الفرصة وأمنْوا على تجارتكم مع الله ففي ظل الحروب والمخاطر يذهب التجار لشركات التأمين لتبتزهم أعلى المبالغ ليؤمنوا على متاجرهم ومخازنهم وهذه فرصتكم لتعاملوا الله بضمائر حية.. ولا ترفعوا الأسعار ولا تخفوا السلع, بل أنصحهم أن لا يربحوا في هذه الظروف وأن يقفوا مواقف الشرف والبطولة مع شعبهم الذي لم يثروا إلا على حسابه..
وأقول للإخوة الموظفين في جهاز الدولة لا تتقاعسوا في أداء أعمالكم وترموا بأسباب ذلك على فراغ السلطة العليا.. فالفراغ السلطوي لا يعني توقف العمل الوظيفي.. وعليهم أن يحرصوا في هذه الظروف على أداء مهامهم وأن يقفوا موقف الوفاء مع شعبهم.. فمن خذل شعبه في هذه المرحلة فمتى سيخدم شعبه.. المرحلة اليوم مرحلة الأبطال الذين يضحون بمصالحهم مقابل إحياء وحماية مصالح المجتمع..
أدعوا الإخوة المواطنين في كل مناطق اليمن أن يقفوا في وجه عصابات التخريب التي ستدمر المجتمع اليمني لو وجدت أي فرصة…
ختاماٍ.. أؤكد أن الشعب اليمني قد انتصر وقد حسمت الحرب لصالح الشعب اليمني ولأول مرة في تاريخ اليمن تتشكل جبهة واحدة من الصحراء إلى البحر.. تطلق النار في وجه العدوان.. صحيح أن معظمها من المواطنين البسطاء لكنها جبهة تعبر -لأول مرة منذ نشأة دولة آل سعود- عن المجتمع اليمني المقاوم للهيمنة والطواغيت والاستعباد.. لقد انتصر الشعب وما بقي هو استكمال معركة, وما الهستيريا التي نراها للعدوان وهو يقصف المنازل والقرى والمصالح اليمنية ويصادر أمن وسكينة ونوم الأطفال والنساء والشيوخ.. إلا تعبير عن العجز والإفلاس والانهزام الذي يعيشه هذا التحالف الظالم.

 

https://www.althawranews.net/pdf/2015/06/14/06.pdf
https://www.althawranews.net/pdf/2015/06/14/07.pdf

قد يعجبك ايضا