تعز.. الصراع السياسي الوجه الآخر للدمار

قضى عدد من الأسر والعوائل تحت الأنقاض وحطام المنازل التي سقطت على رؤوس ساكنيها , نساء أطفال وشباب, ورجال, البعض من هذه الأسر ظل تحت أنقاض المنازل حتى قضى جميع من فيها .. نتيجة قصف العدوان السعودي على المدينة وكذا المواجهات بين الجيش واللجان والمسلحين.
روت لنا في اتصال هاتفي مع الصحيفة الحجة الطاعنة في السن 82 عاما أم علي غالب وهي من سكان حي الحصب بمدينة تعز أن القصف السعودي للبحث الجنائي والمرور والمدرسة الفنية “التدريب المهني” تسبب في تهدم عدد كبير من المنازل المحيطة بهذه المنشآت الحكومية التي استهدفها العدوان السعودي بالإضافة إلى المواجهات التي تتجدد من وقت إلى آخر بين الجيش واللجان الشعبية والمسلحين للمقاومة الشعبية.
وقالت خلال حديثها معنا عبر الهاتف وهي تجهش بالبكاء للحالة الإنسانية التي عاشتها ويعيشها أبناء الكثير من الأحياء في مدينة تعز-  : هناك أسر قضت بالكامل بعد أن تهدمت وسقطت منازلنا على الساكنين ولم يسلم من هذه الأسر أحد.
وتروي قصة هاني عبده مهيوب الذي استشهد وأولاده الثلاثة وزوجته حيث تقول: كان والد هاني قد زار ابنه وطلب منه مغادرة منزله والنزوح معه إلى القرية إلا أن الابن رفض وقال لوالده الذي روى ذلك عند حضوره لمواراتهم الثرى “إن ابنه قال له إن المكتوب أو الموت سيأتيه ولو كان خارج الوطن وأنه مؤمن بقضاء الله وقدره”.
تقول “أم علي” .. استشهد هاني وأسرته بقذيفة “أر- بي- جي” اخترقت نافذة المنزل وقتلت الأسرة بالكامل في تلك الغرفة التي كانوا يتجمعون فيها.
الأخ محمد الأسودي من نفس الحي يقول “لم يبق في البيوت أو العمارات إلا أصحابها أما المستأجرون فقد خرجوا جميعهم ونزحوا إلى قراهم”.. ما عدا أسرة معوزة وفقيرة قضت في أحد الدكاكين الذي تتخذه سكنا لها ويبدو أنها قضت نتيجة الجوع ولعدم توفر الطعام فجميع من كان في الحي غادر وأغلقت المحلات التجارية والحصار الذي أطبق على الشارع والحي بسبب المواجهات العنيفة بين الأطراف وقصف الطائرات لأكثر من 20 يوما والتي ما تزال إلى اليوم.
العدوان السعودي قصف مدرسة 26 سبتمبر – بحي الحصب – وثلاث عمارات تابعة للمدرسة الفنية سكن لطلاب المدرسة ” وبسبب ذلك القصف وتهدم المنازل قتلت العديد من الأسر تحت الأنقاض بالإضافة إلى وفاة عدد من المصابين الذين ظلوا لفترة طويلة دون إسعاف. لم يكن حي الحصب والأهالي من الساكنين فيه عاشوا تلك الأوقات والظروف الصعبة وانتظروا الموت في أية لحظة بل هناك أحياء كثيرة ومواطنون آخرون عاشوا نفس تلك اللحظات المرعبة في بير باشا وشارع الستين ووادي القاضي وشارع 26 سبتمبر وعقبة مفرح وسوق الصميل وصالة وكلابة وصينة والمسبح والروضة وجبل صبر والعروس وغيرها من الأحياء.
مدينة تعز الشبه خاوية من السكان تحولت تلك العمارات الكبيرة والصغيرة إلى ركام بعد عين وحطام بعد تشييد لعقود من الزمن.. الحالمة تعز مدينة العلم والثقافة أضحت اليوم وبعد ذلك الاحتراب والقصف الهمجي مدينة أشباح لا ينطق فيها سوى فوهات الهاونات والمدافع والرصاص والقتل والدمار .. سكتت فيها الأقلام والغناء والعلم والأدب والثقافة وقلت الحركة البشرية والتجارية وضجيج العمل الدؤوب الذي لايهدأ في أي وقت من الأوقات لتنال نصيبها من الصراع السياسي البغيض الذي أوصل ليس مدينة تعز ولكن كل محافظات ومدن وقرى اليمن عموما.
أخيرا:  الفرقاء السياسيين وأصحاب الطموح والارتباطات لا يمكن أن تحكمونا بهذه الطريقة بالدماء والتدمير عليكم التحلي بالحكمة والعقل والعودة قليلا إلى المنطق إن كنتم تفكرون لأن الحكم والسلطة لا يمكن أن تكون دون مواطن تحترمون حقوقه وحرمته وماله وعرضه تدمرون كل شيء من أجل إرضاء هذا أو ذاك .. أتمنى إيقاف كل هذه المآسي والمواجهات التي يتضرر منها في الأول والأخير أبناؤكم وإخوانكم وأبناء شعبكم .. كفى مهازل وقتل وتدمير ودعوا  شهر الرحمة والخير “رمضان” يهل علينا بالسلام والخير والمحبة والتآلف والإخاء .. اللهم بلغنا رمضان بالأمن والإيمان والسلام .. اللهم آمين.

قد يعجبك ايضا