التلفيق الإعلامي المفبرك محاولة لطمس معالم جريمة العدوان على اليمن

> الانحراف الإعلامي وتضليل الحقائق وصل إلى أبشع صوره الإنسانية بحق اليمن

> برغم صموده المستمر .. اليمن يعيش أبشع عمليات الإرهاب الدولية

إن الطرح المتناقض لبعض المحللين السياسيين في بعض الوسائل الإعلامية التابعة للعدوان من تبرير لما يحدث من قصف مستمر لليمن وواقع إعلامي مؤسف لبعض الوسائل الإعلامية داخلية وخارجية ما هو إلا تلفيق إعلامي مفبرك لمحاولة طمس معالم الجرائم البشعة بحق الإنسانية التي يشنها العدوان السعودي وحلفاؤه في أبشع عملياته الإرهابية الدولية بكل ما تعنيه الكلمة .. وفي هذا اللقاء مع الإعلامي والكاتب الصحفي عارف الشرجبي أمين عام منظمة كفاح لمناهضة العنف نقف أمام جملة من القضايا على الساحة المحلية والدولية وحملة التضليل التي تشنها بعض الوسائل الإعلامية التابعة للعدوان الغاشم على بلادنا, فإلى التفاصيل:

* بداية ما تقييمك لمجريات معظم وسائل الإعلام الداخلية والخارجية في محاولة بث الصراع¿
– علينا أولا أن ندرك حقيقة مرة وصادمة تتمثل في أن معظم وسائل الإعلام في بلادنا وغيرها من بلدان العالم قد انحرفت عن مسارها الصحيح وتحولت من ناقلة للخبر والأحداث الدائرة هنا أو هناك إلى صانعة لأخبار وأحداث ليس لها وجود في معظمها وذلك بهدف تضليل الرأي العام وتوجيهه نحو أهداف معينة تخدم توجهات وأهداف القائمين على تلك الوسائل الإعلامية سواء كانت دولاٍ أو أحزاباٍ أو أشخاصاٍ وهذا الأمر يعد خروجا عن رسالة الإعلام ونكوصا غير مقبول عن شرف مهنة الإعلام والصحافة وحرية التعبير عن الرأي.
واعتقد أن من الضرورة بمكان الاتفاق على ميثاق شرف إعلامي يحرم المساس بالثوابت وإذكاء روح المناطقية والمذهبية والسلالية والصراعات السياسية مهما كانت التباينات في وجهات النظر ولكي نرتقي بهذه المهنة لابد أولا أن نحصن العاملين في الحقل الإعلامي والصحفي بإعطائهم كامل الحقوق والامتيازات التي تمكنهم من الإبداع والتمسك بالقيم الأخلاقية والوطنية مهما تكن الإغراءات التي تجرف البعض وتخضعهم لاملاءات هذا الطرف أو ذاك أكان خارجياٍ أو داخلياٍ.
أخلاق مهنية متدنية
ولا شك أن بعض وسائل الإعلام في بلادنا – وخاصة الأهلي والحزبي – تمارس مهمتها بصورة منفلتة دون أدنى ضوابط مهنية أو أخلاقية أو حتى وطنية وأصبح أداة لزرع الفتنة والتحريض على العنف والانتقام السياسي والحزبي بل إن بعض الإعلاميين والصحفيين لا يتورعون عن طرح وتبني مواضيع خارج الإجماع الوطني ومنطق التاريخ كالدعوة للانفصال أو التماهي في مؤازرة العدوان السعودي على اليمن وأمثال هؤلاء لا أبالغ إذا قلت إن ضمائرهم وعقولهم قد تحولت إلى كتل خرسانية وأقلامهم إلى معاول هدم للقيم والثوابت الوطنية ولليمن بشكل عام.
تلفيقات مفبركة
* إلى أين وصل الانحراف الإعلامي لهذه القنوات الإعلامية في تضليل الحقائق¿
– هذا الانحراف نشاهده اليوم في أبشع صوره من قبل القنوات التابعة للعدوان الهمجي الغاشم على بلادنا كقناة الجزيرة والعربية والحدث وبي بي سي وغيرها من قنوات العهر السياسي التي كانت ولازالت سببا في ضرب اليمن والوطن العربي في مقتل قبل وأثناء ما عرف بالربيع (العبري) وحتى الآن وما يحز في النفس ويبعث على الأسى والأسف أن مراسلي هذه القنوات في اليمن هم من يعملون على خلق تلك التلفيقات الكاذبة والمفبركة عن اليمن ويطمسون معالم الجريمة التي يرتكبها حلف الشيطان السعودي الصهيو أمريكي ومن لف لفهم في تدمير اليمن وأمثال هؤلاء المحسوبين على اليمن وإعلامها يتحملون وزرا كبيرا في ما يحدث من خراب ودمار لليمن ومقدراته وجيشه وتاريخه وحاضره ومستقبله.
وهنا لابد من الحديث عن الإعلام المحلي بكل وسائله الذي لم يستطع كشف حقائق الأحداث وجرائم العدوان السعودي على اليمن وسد الفراغ الحاصل في إيصال المعلومة الحقيقية لما يدور على الأرض من خراب ودمار وعدوان وذلك للعديد من الأسباب لعل أهمها ندرة المعلومات الحقيقية من المصادر في الجهات الرسمية مما يضطر المشاهد أو المتابع والقارئ إلى اللجوء إلى تلك الوسائل الإعلامية المضللة سواء كانت خارجية أو داخلية ولو عدنا بالذاكرة قليلا لأحداث 2011م وما بعدها سنجد أن الكثير من المسؤولين اليمنيين يتجاوبون مع قنوات الفتنة ومراسليها وفي نفس الوقت يغلقون تلفوناتهم أمام الإعلام الداخلي بما فيه الإعلام الرسمي أو الذي ينتهج الصف الوطني لأسباب يعلمها الله.
تزييف للحقائق
* ما هي رؤيتكم للطرح المتناقض لبعض المحللين السياسيين في بعض الوسائل الإعلامية التابعة للعدوان من تبريرات لما يحدث من اعتداءات على اليمن ¿
– كثير من مراسلي الصحف والقنوات الفضائية العربية والأجنبية في اليمن وكذا المحللين السياسيين المحسوبين على الحقل الإعلامي والسياسي اليمني والذين تستضيفهم القنوات الخارجية نجدهم يزيفون حقيقة ما يدور في اليمن من عدوان سعودي همجي يستهدف البنى التحتية والجيش ويقتل الأبرياء والنساء والأطفال ويصورونه وهم قابعون في فنادق تركيا والقاهرة والدوحة على انه دفاع عن الشرعية المزعومة والمصالح اليمنية أو انه حربَ بين طرفين وليس عدوانا آثماٍ من طرف واحد هي المملكة السعودية دون رد حتى الآن.
وهذا ليس تناقضا في وجهات النظر وإنما معركة إعلامية حقيقية بين طرف وطني مستميت في الدفاع عن اليمن ومقدراته وثوابته يرفض العدوان ويدينه ويعكس حقيقة الممارسات العدوانية من قبل السعودية ومن تحالف معها وبين طرف أو أطراف أخرى يرتكزون في أدائهم الإعلامي على التدليس والكذب وتزييف للحقيقة وتضليل الرأي العام المحلي والعالمي ويشهدون الزور تحت مسمى مراسل إعلامي أو محلل سياسي بعد أن انعدمت لديهم أدنى مقومات الحس الوطني الرافض للعدوان مقابل حفنة من الدولارات التي ثمنها أوجاع وأنات شعب بكامله ولذا يتوجب على الجهات الرسمية في الدولة وضعهم تحت طائلة القانون لنحمي اليمن ونصون رسالة الإعلام السامي.
لا زالت هناك ضمائر
* وماذا عن الإعلاميين والمحللين السياسيين من غير اليمنيين¿
– هناك إعلاميون ومحللون سياسيون بعضهم يدافعون عن الحقيقة ويرفضون العدوان على اليمن وشعبه بدافع العروبة المحضة وفي طليعتهم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل والكاتب فيصل جلول وعبد الباري عطوان والإعلامي القدير إبراهيم عيسى وغيرهم من الباحثين عن الحقيقة والمدافعين عنها بضمائرهم الحية بعكس تلك الأبواق المأجورة أمثال إبراهيم آل مرعي والأنصاري وعبدالله النفيسي ومحمد آل زلفة وعائد المناع وغيرهم من الذين أصبحوا جزءا من آلة الحرب المدمرة على اليمن ووسيلة من وسائل الحرب النفسية التي تبدأ عادة قبل الحرب الميدانية العسكرية.
اليمن تحت أبشع عمليات الإرهاب
* باعتبارك أمين عام المنظمة الوطنية “كفاح” لمناهضة العنف والإرهاب كيف تلعب وسائل الإعلام في تنامي ثقافة العنف والإرهاب ¿
– على الرغم من الاختلاف الكبير بين دول العالم في تعريف الإرهاب وحدوده وأدواته ووسائل تنفيذه إلا أن هناك شبه إجماع بأن أي فعل أو قتل أو اعتداء منظم أو ابتزاز خارج القانون من قبل الأشخاص أو الدول يعد من الأشياء التي تندرج تحت مسمى الإرهاب ولعل من الأجدر ونحن نعيش هذه الأيام تحت القصف اليومي الإشارة الى أن ما يقوم به النظام السعودي من اعتداء جوي وبحري وبري على اليمن إنما هو من أكبر وأبشع عمليات الإرهاب الدولية العابر للحدود والذي تمارسه الدول ومثله تماما ما تفعله أمريكا والسعودية وقطر في سوريا والعراق وما تعمله إسرائيل في فلسطين المحتلة.
فقبل أن تعمل أمريكا ودول الخليج على تسليح وتدريب أسامة بن لادن لقتال روسيا في أفغانستان نيابة عن أمريكا لم يكن هناك شيء اسمه إرهاب أو قاعدة وقبل أن تقوم السعودية وقطر وأمريكا وإسرائيل والغرب بتسليح ودعم الإرهابيين والمرتزقة في سوريا والعراق لم يكن هناك شيء اسمه داعش وجيش النصرة والنجدات خاصة بعد تدمير جيوش تلك الدول وإضعافها ونفس السيناريو نشاهده اليوم يتكرر في اليمن خاصة بعد أن تم تدمير الجيش بما سمي بالهيكلة وأخيرا الاعتداء السعودي المستمر على الأمن والجيش للإجهاض على ما تبقى منه.
* كلمة أخيرة¿
– يؤسفني القول أنني اليوم في جلسة مقيل سمعت أحد المحامين وهو يقول – قبل أن أرد عليه – أن كافة الأحزاب عميلة وخائنة لليمن باستثناء حزب الإخوان (الإصلاح) الذي أيد العدوان لأنه وقف مع هادي متناسيا أن اليمن يدمر بفعل مطالبة هادي المنتهية فترة حكمه حتى قبل أن يستقيل وأصبح في كل الأحوال رئيساٍ سابقاٍ من وجهة نظر الدستور والواقع ناهيك عن طلبه التدخل الخارجي لضرب اليمن وتدميرها ليستحق خضوعه للمحاكمة وليس لحكم اليمن الجريح بفعل طائش أرعن من هادي وبعض السياسيين الذين تخلوا عن شرف الدفاع عن العرض والأرض وهذا اللبس الذي علق بفهم هذا الشخص يرجع الى أسباب عده لعل أهمها الدور السلبي للإعلام المضلل الذي يجب على الجهات الرسمية في البلد أن توقفه عند حده قبل فوات الأوان¿

قد يعجبك ايضا