الطلياني تفوز بجائزة البوكر للرواية العربية

فاز الروائي التونسي شكري المبخوت بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الثامنة 2015 عن روايته “الطلياني”.
وقد كشف مريد البرغوثي رئيس لجنة التحكيم عن اسم الفائز بالجائزة في حفل أقيم في مدينة أبوظبي مساء اليوم الأربعاء الماضي ويحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50,000 دولار أمريكي بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي.
رواية “الطلياني” التي تدور أحداثها في تونس هي قصة عبد الناصر بطلها ملقب بالطلياني بسبب وسامته. إلا أن الرواية ليست فقط قصة عبد الناصر إذ يستخدم الروائي تاريخ بطله في النضال السياسي ومغامراته العاطفية كخلفية لتأمل تاريخ تونس الحديث بكل تعقيداته وخاصة فترة الانقلاب الذي قام به زين العابدين بن علي على نظام الحبيب بورقيبه في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. وقد صرح شكري المبخوت في حوار أْجري معه مؤخرا أن فكرة الرواية جاءته من أحداث ثورات الربيع العربي: “بعد سنتين من الثورة تقريبا استعدت مرحلة قريبة من تاريخ تونس شبيهة بمخاوفها وتقلباتها وصراعاتها بما كنت أشاهد وأعايشº إنها فترة الانتقال من عهد الزعيم بورقيبة إلى عهد الرئيس بن علي إثر انقلاب 1987.”
وفازت رواية “الطلياني” باعتبارها أفضل عمل روائي نْشر خلال الاثني عشر شهرا الماضية وجرى اختيارها من بين 180 رواية مرشحة تتوزع على 15 بلداٍ عربياٍ. وقد علق مريد البرغوثي نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقوله:
“بداية شكري المبخوت كصاحب رواية أولى مدهشة كبداية روايته ذاتها. مشهد افتتاحي يثير الحيرة والفضول يسلمك عبر إضاءة تدريجية ماكرة وممتعة إلى كشف التاريخ المضطرب لأبطاله ولحقبة من تاريخ تونس. شخصية عبد الناصر بطل الرواية مركبة وغنية ومتعددة الأعماق حتى الشخصيات الثانوية منها مقنعة فيما تقول أو تفعل وفيما ترفض أو تقول لكن شخصية زينة تظل إنجازاٍ فنياٍ فريداٍ تمتزج فيها الثقة والارتباك والشراسة والشغف والتماسك والانهيار وبهذا حظينا بشخصية لانمطية لأنها مكتوبة أثناء عملية الكتابة لا قبلها. رحلة في عوالم الجسد والبلد الرغبة والمؤسسة والانتهاك والانتهازية وتناول بارع لارتباك العالم الصغير للأفراد والعالم الكبير للبلاد. وفي كشفها الغطاء عن ملامح مجتمعها التونسي تباغت الرواية معظم القراء العرب بما يجسد ملامح مجتمعاتنا أيضا. “الطلياني” عمل فني يضيف للمنجز الروائي التونسي والعربي ويتعلق به القارئ منذ سطره الأول حتى سطره الأخير.”
كما جرى خلال الحفل تكريم الروائيين الخمسة الآخرين المدرجين على القائمة القصيرة حيث ينال كل منهم مبلغ 10,000 دولار أمريكي بمن فيهم الفائز.
وكانت القائمة القصيرة المكونة من ست روايات قد أْعلنت في فبراير الماضي في مؤتمر صحفي عْقد في فندق رويال منصور في الدار البيضاء المغرب بحضور لجنة التحكيم المكونة من الشاعر والكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي رئيساٍ الشاعرة والناقدة والخبيرة الإعلامية البحرينية بروين حبيب والأكاديمي المصري وأستاذ الأدب المقارن في جامعة لندن أيمن الدسوقي والناقد والأكاديمي العراقي وأستاذ الأدب المقارن في جامعة بغداد نجم عبدالله كاظم والأكاديمية والمترجمة والباحثة اليابانية كاورو ياماموتو.
وعلق ياسر سليمان أستاذ كرسي الدراسات العربية بجامعة كمبريدج ورئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية بقوله:
“من مشهدها الافتتاحي إلى نهايتها تشدك رواية “الطلياني” لشكري المبخوت بحبكاتها المتداخلة وشخوصها المتنامية التي تتفاوض مع واقعها بانضباطية هلامية لا تتنكر لماضيها ولا تلتزم به كل الإلتزام. في الرواية محطات كثيرة جاذبة ومدهشة في ذبذباتها وتصويرها لمرحلة مهمة من تاريخ تونس في القرن العشرين. شكري المبخوت سارد متمكن من صنعة الكتابة الروائية يكتب بإيقاع لغوي أخاذ يطوع فيه العربية الفصيحة فيجعلها تعج بالحياة بكل أشكالها لا يستعصي عليها شيء. الشكر لشكري المبخوت على ما قدمه للرواية العربية فاللغة العربية تنساب بطواعية عذبة على صفحات “الطلياني”.”
تدعم الجائزة “مؤسسة جائزة بوكر” في لندن وتمولها “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة” في أبوظبي الإمارات العربية المتحدة.
يْذكر أنه قد تم حتى اليوم التعاقد على نشر سبع من الروايات الثماني الفائزة خلال السنوات الماضية في ترجمات إنجليزية وبصفة إجمالية فإن الروايات الفائزة أو المدرجة على القوائم القصيرة للجائزة منذ عام 2008 قد تمت ترجمتها إلى ما يربو على 20 لغة من لغات العالم.
تجدر الإشارة إلى أنه تم التعاقد على إصدار رواية “فرنكشتاين في بغداد” لأحمد سعداوي الفائزة بجائزة عام 2014 بالإنجليزية في خريف 2016 عن دار وون ورلد في المملكة المتحدة ودار بنجوين في الولايات المتحدة. وقد صدرت رواية “ساق البامبو” لسعود السنعوسي الفائزة بجائزة عام 2013 في بريطانيا في أبريل 2015 عن دار بلومزبري – مؤسسة قطر للنشر.
للمزيد من المعلومات حول الجائزة يْرجي زيارة موقع الجائزة www.arabicfiction.org أو متابعتها على “فيسبوك”.
الفائز
شكري المبخوت من مواليد تونس عام 1962. حاصل على دكتوراة الدولة في الآداب من كلية الآداب بمنوبة ويعمل رئيسا لجامعة منوبة. عضو في العديد من هيئات تحرير مجلات محكمة منها مجلة “إيلا” التي يصدرها معهد الآداب العربية بتونس ومجلة Romano Arabica التي يصدرها مركز الدراسات العربية التابع لجامعة بوخارست رومانيا. له العديد من الإصدرات في النقد الأدبي. “الطلياني” روايته الأولى.
الطلياني
يسيطر على أحداثِ رواية “الطلياني” لغزْ اعتداء في مقبرة استهدف به عبد الناصر الملقب بـ”الطلياني” من قبل جارِه إمام المسجد خلال دفن والده الحاج محمود أمام ذهول المعزين. فيتكفل الراوي بتقصي دوافع تلك الحادثة من خلال إعادة بناء الذاكرة الجريحة لـصديقه الطلياني مستعيدا وقائع تمتد من طفولته إلى ليلة الحادثة.
والظاهر من أحداث رواية “الطلياني” أنها رحلة في حياة طالب يساري كان فاعلاٍ وشاهداٍ في الجامعة التونسية وخارجها أواخر عهد بورقيبة وبداية عهد بن علي على أحلام جيل تنازعته طموحات وانتكاسات وخيبات في سياق صراع ضارُ بين الإسلاميين واليساريين ونظام سياسي ينهار وفي سياق تحولات قيِمية خلخلت بنيان المجتمع التونسي. فتكشف الرواية من خلال إطلالة الطلياني على عالم الصحافة آليات الهيمنة والرقابة بقدر ما تكشف من خلال علاقته بزينة طالبة الفلسفة الطموحة هشاشةِ الشخصيات وتواريخها السرية وجراحها الباطنية.
معرض أبو ظبي الدولي للكتاب
جرى الإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2015 عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب لعام 2015. وسوف يشارك الفائز شكري المبخوت في أول ظهور علني له بعد الفوز في المعرض يوم الخميس الموافق 7 مايو:

• القائمة القصيرة للعام 2015 كما يلي:
– حياة معلقة – عاطف أبو سيف – فلسطين.
• طابق 99 -جنى فواز الحسن – لبنان.
• ألماس ونساء – لينا هويان الحسن- سوريا.
•شوق الدرويش- حمور زيادة – السودان.
• الطلياني – شكري المبخوت- تونس.
•ممر الصفصاف- أحمد المديني- المغرب.

• أول سبعة فائزين في الجائزة هم:
2008 : واحة الغروب لبهاء طاهر (مصر)
2009 : عزازيل ليوسف زيدان (مصر)
2010 : ترمي بشرر لعبده خال (السعودية)
2011 : القوس والفراشة لمحمد الأشعري (المغرب) وطوق الحمام لرجاء عالم (السعودية)
2012: دروز بلغراد لربيع جابر (لبنان)
2013: ساق البامبو لسعود السنعوسي (الكويت)
2014: فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي (العراق)

• تختص الجائزة العالمية للرواية العربية بمجال الإبداع الروائي في اللغة العربية ويحصل كل من الكتاب المرشحين للقائمة القصيرة على جائزة تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار يْضاف إليها خمسون ألف دولار للفائز بالجائزة. للمزيد من المعلومات عن الجائزة يرجى زيارة www.arabicfiction.org أو متابعة أخبار الجائزة على موقع الفيسبوك.

قد يعجبك ايضا