تستعد الوكالات الإنسانية التابعة للامم المتحدة للقيام بعملية إنسانية واسعة النطاق في اليمن .
وقالت الناطقة باسم برنامج الاغذية العالمي اليزابيث بيرز خلال مؤتمر صحافي في جنيف :إن المنظمة “مستعدة لتقديم حصص غذائية طارئة لأكثر من 750 ألف شخص في المناطق المتضررة من جراء النزاع”.
وسيستفيد برنامج الاغذية العالمي أيضا من الهدنة لكي يودع في البلاد مخزونات من المساعدة الغذائية. وحتى الآن كانت المعارك والقيود على الواردات تعرقل بشدة العمليات الإنسانية.
وكان برنامج الاغذية العالمي قد اعلن في 30 ابريل ان النقص في المحروقات ارغمه على ان يوقف تدريجيا عمليات توزع المواد الغذائية.
ومنذ ذلك الحين رست سفينة محملة بحوالي 250 ألف ليتر من المحروقات وتجهيزات السبت في ميناء الحديدة في غرب اليمن.
وهناك سفينة ثانية موجودة في المياه الدولية وتنقل 120 ألف ليتر من المحروقات في انتظار التمكن من ان ترسو في الميناء.
لكن برنامج الاغذية العالمي يقول انه بحاجة إلى مليون ليتر من المحروقات شهريا في اليمن.
ومن جهته قال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين ادريان ادواردز :ان الوكالة “تضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات” لكي تقيم “جسرا جويا كبيرا” على ان تنقل ثلاث طائرات في بادىء الأمر 300 طن من المساعدات.
وقال ادواردز :إن “مئات آلاف الأشخاص يواجهون صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية وهم بحاجة ماسة إلى المساعدة”.
وتعتزم المفوضية العليا الاستفادة من الهدنة لنقل وتخزين مساعدات في صنعاء وعمران وعدن.
وابدت منظمة الصحة العالمية ايضا استعدادها “لزيادة انشطتها” وارسال تجهيزات طبية الى المناطق المتضررة من جراء النزاع التي لم تتلق بعد مساعدات.
ونزح أكثر من 300 الف مدني داخل اليمن من جراء اعمال العنف فيما كان هناك اكثر من 330 الف نازح قبل بدء الازمة الحالية.
وتقول الامم المتحدة :ان 828 مدنيا قتلوا منذ بدء النزاع بينهم 182 طفلا و91 امرأة فيما اصيب 1511 بجروح.
وبحسب الأرقام التي نشرتها منظمة الهجرة الدولية أمس فإن أكثر من 14500 شخص بينهم يمنيون لكن أيضا من مواطني دول أخرى فروا منذ منتصف مارس وغالبيتهم عبر سفن نحو القرن الافريقي فيما وصل أكثر من 9700 إلى جيبوتي وأكثر من 4820 إلى الصومال.
يأتي هذا فيما وصلت سفينة محملة بالوقود قام باستئجارها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى اليمن وبذلك يفتح البرنامج شريانا جديدا للمساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين اليمن.
وقالت بورنيما كاشياب ممثلة برنامج الأغذية العالمي والمديرة القطرية في اليمن: “هذه الانفراجة في العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن سوف تسمح لنا بالوصول إلى مئات الآلاف من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة غذائية عاجلة.” وأضافت “من المتوقع وصول المزيد من شحنات الوقود والغذاء في الأيام القليلة المقبلة”.
وتمكن برنامج الأغذية العالمي من الوصول لأكثر من مليون شخص في اليمن في الأسابيع الثلاثة الماضية في ظل الصراع المتنامي الذي فاقم من انتشار الجوع حيث يقدر أن 12 مليون شخص يعانون للحصول على وجبتهم المقبلة. وأدى نقص الوقود إلى توقف برنامج الأغذية العالمي عن إرسال المواد الغذائية من مخازنه إلى المناطق المتضررة لبضعة أيام.
ووصلت السفينة إم. في. أمستردام إلى ميناء الحديدة السبت الماضي محملة بحوالي 300 ألف لتر من الوقود وبعض الإمدادات الأخرى للمنظمات الإنسانية. ويحتاج البرنامج إلى مليون لتر من الوقود شهريا في اليمن. وتقدر الاحتياجات الإجمالية للعمليات الإنسانية بحوالي خمسة ملايين لتر شهريا.
وسيتم توزيع الوقود على أكثر من 50 من الشركاء في المجال الإنساني في الحديدة والعاصمة صنعاء حتى يمكن استئناف إيصال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة.
ويستعد برنامج الأغذية العالمي لإيصال المساعدات الغذائية إلى بعض المناطق الأشد تضررا بمجرد أن تبدأ الهدنة لإنسانية مساء الثلاثاء ويقوم البرنامج بتجهيز سفينة ركاب صغيرة في جيبوتي لنقل العاملين في المجال الإنساني وكذلك البضائع إلى اليمن.ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى نحو 43 مليون دولار أمريكي كل شهر ليتمكن من إيصال الغذاء إلى نحو 2.5 مليون شخص خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وتعاني الأسواق في 19 محافظة من أصل 22 محافظة في اليمن من عدم توفر المواد الغذائية الأساسية. وقد ارتفعت أسعار حبوب القمح والدقيق –وهما من السلع الغذائية الأساسية في اليمن- بأكثر من 40 %في شهر أبريل مقارنة بتلك في شهر فبراير. وفي كثير من الأماكن لا يوجد مخزون من تلك السلع في السوق.
تصوير/ محمد حويس
قد يعجبك ايضا