العدوان السعودي يجاهر بالإبادة

> قصف جامع الإمام الهادي و13 مستشفى ومركزاٍ صحياٍ ومصنع > الأكسجين بصعدة وقصف مطار صنعاء لمنع هبوط طائرات مساعدات إنسانية
> استمرار احتجاز 10 سفن مواد غذائية ودوائية وسفينتي مشتقات > نفطية وسفينة للأمم المتحدة منعت من دخول المياه اليمنية

الثورة / إبراهيم الحكيم
عشرات الشهداء والجرحى سقطوا خلال 12 ساعة بقصف مدفعي وصاروخي و60 غارة وحشية شنتها طائرات العدوان السعودي الأميركي المتواصل على اليمن في يومه الـ 45 على ست محافظات مدمراٍ مدرج مطار صنعاء الدولي بعد إصلاحه للمرة الرابعة ومنازل ومرافق مديريات محافظات صعدة وعمران وحجة وإب وشبوة وجامع الإمام الهادي التاريخي.
وبالتزامن مع استمرار العدوان السعودي في فرض الحصار الجوي والبحري والبري على اليمن ومواصلة احتجازه 10 سفن مواد غذائية ودوائية وسفينتي مشتقات نفطية وسفينة مساعدات تابعة للأمم المتحدةº يتوعد المتحدث باسم قوات تحالف العدوان ومستشار وزير الدفاع السعودي بما سمِاه “عمليات عسكرية أكبر”. مجاهراٍ بحرب إبادة لليمن واليمنيين.
إبادة علنية
وتنفيذا لوعيده الإعلامي العلني شن العدوان السعودي قصفاٍ مدفعياٍ وصاروخياٍ وجوياٍ وحشياٍ على محافظة صعدة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية مستخدما الصواريخ والقذائف والقنابل العنقودية المحرمة دولياٍ. بحسب مصادر محلية أكدت لـ “الثورة” أن الطيران السعودي شن نحو 30 غارة ليل الجمعة وصباح السبت استهدفت منازل ومرافق مديريات المحافظة.
ووفقاٍ للمصادر المحلية نفسها فقد “حلقت طائرات العدوان في سماء المحافظة بشكل متواصل على مستويات منخفضة مع فتح حاجز الصوت” للإمعان في بث الرعب في نفوس الأهالي وبخاصة النساء والأطفال وكبار السن الذين أكدت المصادر أن “قرابة 1600 أسرة منهم اضطرت للنزوح من منازلها أمام تهديدات ناطق العدوان” بما سماه “مسح صعدة من على الخارطة”.
تدمير شامل
وبعد أقل من 10 ساعات على تدمير العدوان السعودي أبراج الاتصالات في محافظة صعدة وضمان عزلها عن أعين الإعلام والعالم كثف العدوان شن غاراته الجوية وقصفه المدفعي والصاروخي على مدينة صعدة القديمة ومديريات شداء والظاهر وسحار ومجز وساقين وحيدان متعمداٍ استعراض طائراته في الجو وهي تلقي حمولتها من القنابل والقذائف المدمرة.
وأكدت مصادر محلية استهداف العدوان السعودي “الشارع العام في مدينة صعدة والجولات والمنشآت العامة والخاصة والمعالم التاريخية في المدينة مثل باب اليمن وسوق السربي اللذين دمرهما القصف كما قصف جامع الإمام الهادي المعلم الديني التاريخي مخلفاٍ استشهاد 4 مواطنين وإصابة أكثر من 10 آخرين” ضمن استهدافه هوية اليمن الحضارية وآثاره التاريخية.
ولم يكن جامع الإمام الهادي الذي يرجع تاريخ بنائه إلى العام 290 هـ وحده المستهدف من العدوان السعودي الأميركي بل مجمل مساجد محافظة صعدة فخلفت إحدى غاراته الغاشمة “استشهاد إمام وخطيب جامع نوح العلامة حسين إبراهيم أحمد مرق وقريبه أمين عبد الله حسين الأملحي بقصف استهدف منزله المجاور للجامع” حسب ما أعلنه مصدر محلي لوكالة “سبأ”.
قصف متوحش
واستهدفت طائرات العدوان السعودي على محافظة صعدة “منطقة آل حميدان في مديرية سحار بغارتين ومديرية مجز بسبع غارات منطقة مران في مديرية حيدان بـ 16 غارة ومدينة ضحيان وسوق منطقة المجازين في مديرية ساقين بنحو ثلاث غارات ومنطقة رازح بغارتين”. كما قصف العدوان “جبل ذي نمر وقرية المهدم بـ 23 صاروخاٍ وقذيفة بينها قنابل غازية”.
وأعلنت وزارة الصحة أن “الطيران السعودي استهدف بالقصف أكثر من 13 مستشفى ومركزاٍ صحياٍ في صعدة كما استهدف الطرقات ومصنع الأكسجين في المحافظة”. وأكدت الوزارة في بلاغ لها “عدم قدرتها على استيعاب حجم الكارثة الصحية في محافظة صعدة” داعية “المنظمات الدولية وبخاصة الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود إلى التدخل للمشاركة في تقديم الخدمات الصحية للضحايا”.
وبينما خلف العدوان السعودي الأميركي على محافظة صعدة يومي الجمعة والسبت دمار العشرات من المنازل والأسواق والأسوار والمواقع التاريخية تفيد مصادر محلية بـ “سقوط ما لا يقل عن 100 مواطن ما بين شهيد وجريح” لكن الحصيلة الإجمالية والنهائية لعدد الضحايا لم تعرف بعد حتى الآن “لتعذر دخول المناطق المستهدفة بعد تدمير الطرقات ورفع الأنقاض”.
نزوح اضطراري
في المقابل أوضحت مسؤولة عمليات النازحين في أمانة العاصمة صنعاء أمة الباري المهدي أنه “تم استقبال نحو 600 أسرة نازحة من محافظة صعدة تضم نحو 2000 من النساء والأطفال وكبار السن”. وأكدت أنه “رغم الصعوبات تم بفضل تكافل اليمنيين توفير المأوى والماء والبطانيات والأفرشة”.. في حين أفادت أنباء بـ “تخصيص مدينة الثورة الرياضية لإيواء نازحي صعدة”.
من جهته أفاد وكيل محافظة عمران عبد الرحمن الغولي أن المحافظة استقبلت نحو 1600 أسرة جلهم من النساء والأطفال والكهول نزحوا من محافظة صعدة”. وقال في تصريحات صحافية أنه “تم إيواء النازحين في المدارس والمرافق العامة والخاصة الفارغة في مديريتي خمر وريدة”. مؤكداٍ أن “العدوان السعودي طارد النازحين واستهدف مواقع قريبة من تجمعاتهم” .
وفي شاهد عملي جديد على استهداف العدوان السعودي المدنيين أفادت مصادر محلية لـ “الثورة” أن طيران العدوان السعودي الأميركي “شن أمس السبت غارة جوية استهدفت سيارة للنازحين في مديرية اليتمة ما أ دى لاستشهاد من كانوا على متنها” من دون أن تؤكد عدد الضحايا على وجه الدقة.
قصف عمران
وقريباٍ من صعدة شن العدوان السعودي غارات على محافظة عمران وقصف المجمع الحكومي بعمران ما أدى إلى إصابة ثلاثة أفراد من حراسة المجمع وأحداث أضرار بالغة في المبنى. بحسب ما أعلنه مصدر محلي في المحافظة أوضح أن “العدوان استهدف العديد من المواقع الخدمية والمنازل والبيوت في عدد من مديريات المحافظة”.
وبين المصدر في حديثه لوكالة “سبأ” أن “غارات الطيران السعودي استهدفت مدينة عمران عاصمة المحافظة وغولة عجيب بمديرية ريدة ومدينة حوث ووادي خيوان بمديرية حوث وعدد من المناطق بمديرية حرف سفيان ومفرق بني قيس وبيت شويط بمديرية بني صريم ومركز مديرية قفلة عذر وعيال سريح وجبل عيال يزيد وبعض المناطق بمديريات أخرى”.
.. وقصف حجة
وبعد أقل من 48 ساعة على ارتكاب العدوان السعودي مجزرة بشعة في منطقة سمنة بكيل المير في محافظة حجة باستهدافه منزل المواطن محمد ناصر وتسببه في استشهاد 13 مواطناٍ وإصابة 2 آخرين معظمهم نساء وأطفال من أسرة واحدة عاود طيران العدوان السعودي أمس السبت قصف مديريات المحافظة وبخاصة المناطق الواقعة على الشريط الحدودي.
وأفادت مصادر محلية في المحافظة لـ “الثورة” أن “الطيران السعودي ومدفعيته واصلا منذ ليل الجمعة شن قصف جوي ومدفعي هو الأعنف على قرية المبخرة والقرى الشرقية للشريط الحدودي من حرض ومديرية ميدي والخضراء وشعاب وبصورة أعنف القرى الحدودية في مديرية حرض”. وهي المديريات والمناطق التي اعلنت الخميس مناطق منكوبة.
مجزرة إب
وفي محافظة إب “استشهد مواطن وأصيب 34 آخرون بجروح جراء قصف طيران العدوان السعودي الغاشم على قرية سوادة في مديرية السدة” وفق ما أعلنه مدير غرفة العمليات بمحافظة إب محمد الشريف لوكالة (سبأ).. موضحاٍ إن العدوان السعودي الغاشم أطلق فجر اليوم (السبت) خمس صواريخ على هذه القرية الصغيرة بمديرية السدة خلال هذا العمل الإجرامي الوحشي”.
وأفاد الشريف أن “من بين الجرحى 11 طفلا وثلاث نساء وأن هناك تسع حالات من المصابين خطيرة وتستدعي نقلها لتلقي العلاج خارج المحافظة”.. لافتا إلى أن “العدوان السعودي على مديرية السدة نجم عنه أيضا تضرر 46 منزلا من منازل المواطنين منها 19 منزلا تعرض لتهدم كلي نتيجة العدوان”. والذي أوضحت مصادر لـ “الثورة” أن “المنطقة تعرضت لخمس غارات”.
استهداف شبوة
وبالانتقال إلى جنوب الوطن مد العدوان السعودي الأميركي غاراته لتشمل محافظة شبوة حيث شن الطيران السعودي غارات غاشمة عنيفة على مناطق عدة في مدينة عتق في سياق محاولته كبح تقدم قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية والسعي لتأمين مليشيات المستقيل هادي وعناصر تنظيم القاعدة بحسب ما أكدته لـ “الثورة” مصادر عسكرية وأمنية في المحافظة.
ووفقا لمصدر محلي في المحافظة فإن غارات العدوان السعودي الأميركي على شبوة “استهدفت كلية النفط والمعادن ومستشفى عتق المركزي ونقطة الجلفور في شبوة” ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا داخل مبنى مستشفى عتق لم يجر حصرهم بعد على وجه الدقة حتى ساعة كتابة هذاباستثناء أنباء عن إصابة مراسل قناة “المسيرة” في عتق طه حسين بجروح بالغه أثناء تغطيته لآثار القصف.
وقصف عدن
كما امتدت غارات العدوان السعودي الأميركي على اليمن يوم أمس إلى محافظة عدن حيث أفادت مصادر محلية لـ “الثورة” أن الطيران السعودي قصف ساحل خور مكسر وجزيرة العمال من دون أن تتمكن المصادر من تأكيد آثار الغارات أو تحصل على معلومات بشأن وقوع أضرار بشرية أو مادية. بقدر تأكيدها أنها استهدفت كبح تقدم قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية.
تحدُ سافر
وإمعاناٍ في إحكام حصار اليمن وخنق اليمنيين عاود طيران العدوان السعودي الأميركي صباح أمس السبت “قصف مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية بأربعة صواريخ بعد إصلاح ما ألحقه بمدرجي المطار من أضرار في مرات قصفه الثلاث السابقة لاستقبال المساعدات الإنسانية والإغاثية” حسبما أعلن رئيس هيئة الطيران المدني والأرصاد حامد فرج.
فرج كشف في حديث نقلته وكالة “سبأ” أن قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية “رفضت إعطاء تصاريح لطائرتي الصليب الأحمر الدولي ومنظمة أطباء بلا حدود اللتين كانتا تحملان مساعدات إغاثية وإنسانية لليمن ما أدى إلى إلغاء رحلتين إغاثيتين منحتهما الهيئة تصاريح وكان مقررا وصولهما اليوم (أمس السبت) إلى مطار صنعاء الدولي بصورة عاجلة.
إحكام الحصار
وبينما أكد العدوان السعودي مجدداٍ تصدره لمنع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن وإعادة نحو 20 ألف يمني ويمنية عالقين في مطارات مختلف عواصم العالم سجل العدوان السعودي تحدياٍ سافراٍ جديداٍ للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة وخطاب الأخيرة له رسمياٍ بـ “الكف عن استهداف المطارات والموانئ اليمنية وتسهيل وصول المساعدات والمشتقات النفطية”.
وعزز هذا التحدي بمواصلة قوات العدوان السعودي الأميركي إحكام الحظر على المياه الإقليمية والموانئ اليمنية. ونقلت وكالة رويتر البريطانية عن مصدر ملاحي دولي أن “10 سفن على الأقل تحمل مواد غذائية ودوائية لا تزال منذ شهر تنتظر من قوات التحالف الإذن لها بدخول المياه الإقليمية اليمنية وإفراغ حمولتها في ميناءي الحديدة والصليف”. بجانب سفينتي مشتقات نفطية استوردتها شركة النفط.
وقال منسق الأمم المتحدة في اليمن باولو لمبو في سياق حديثه أن “الوضع مأساوي ويتجه من سيئ إلى أسوأ مع مرور الوقت” أوضح لوكالة رويترز أن “سفينة استأجرتها الأمم المتحدة وتنقل شحنة ضخمة من الوقود تنتظر قبالة ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر في حين تستعد أخرى لنقل مواد الإغاثة والوقود من جيبوتي المجاورة”.

قد يعجبك ايضا