سائقو (الأجرة) ..شحة المشتقات النفطية لاتكسرهم

الوقوف لوقت طويل في الشارع وانتظار مرور باصات النقل والتاكسي التي يكافح سائقوها بكل الوسائل الممكنة للعثور على بنزين أو غاز لمزاولة أعمالهم بات أمراٍ طبيعيا خاصة مع اشتداد الحصار على اليمن من قبل العدوان الخارجي.. والغياب شبه التام للمشتقات النفطية التي لم تحد من إصرار المواطن اليمني على ممارسة حياته بصورة طبيعية والذهاب لعمله بالرغم من كل تلك العقبات …
 والأسئلة التي تبحث عن إجابة: كيف يكافح سائقو سيارات الأجرة في الحصول على المشتقات النفطية ..وماحجم معاناة الناس مع شحة حركة سيارات الأجرة في الشارع ..وكيف يصمد الناس أمام تلك المشكلات¿ :

لم يعد الهم الوحيد بالنسبة للعاملين في وسائل المواصلات هو كيفية العثور على زبائن فقد أصبح لهم همين خاصة مع صعوبة توفير المشتقات النفطية ومطالبة أصحاب المركبات  التي يعملون بها بالإيجار اليومي  لكن المواطن  قرر عدم الاستسلام لهذه الأزمة حتى لو ذهب مشياٍ على الأقدام لممارسة أعماله إن لزم الأمر ..
بوجه شاحب وعيون ناعسة وصوت أعياه الإرهاق حدثني ياسر منصور سائق تاكسي عن الصعوبات التي يتكبدها للحصول على بنزين يمكنه من العمل لتوفير قوت أسرته قائلاٍ : لم أعد إلى منزلي منذ ثلاثة أيام وألم ظهري ازداد بسبب النوم في مقعد السيارة الخلفي ولكن ما باليد حيلة خاصة وأن سيارتي باتت قريبة من محطة البنزين جداٍ قبل أن تْغلق بسبب انتهاء الغاز والبنزين الذي فيها قبل ثلاثة أيام لذا ما زلت هناك انتظر قدوم ناقلة بنزين جديدة خلال الأيام القادمة كما حدثنا مالك المحطة  لأتمكن من العودة للمنزل والعمل  مرة أخرى .
وفي نفس محطة الوقود تحدث الى المحرر نبيل اليافعي – مواطن –  عن الصعوبات التي يواجهها في طابور السيارات الطويل منذ ثلاثة أيام خاصة في الأكل والشرب وصعوبة وجود مكان لقضاء حاجته لذا فهو يتناوب  وابن أخيه لفترات حتى يتوفر البنزين مرة أخرى .
(إصرار)
لم أتوقف عن العمل بسبب أزمة المشتقات النفطية مهما حصل وهناك طرق كثيرة للذهاب للعمل حتى لو توقفت جميع وسائل المواصلات بهذه الكلمات الحماسية والرغبة الجامحة للعمل أكد وسيل العريقي موظف أن الأزمات الحالية لا تشكل أي عائق عن الذهاب للعمل إذا ما أراد الإنسان ذلك فهناك طرق كثيرة كما قال للمحرر منها النهوض قبل ساعتين من وقت العمل وانتظار باصات النقل أو الذهاب سيراٍ على الأقدام فالكثير من الموظفين لا يبعد منزلهم كثيراٍ عن أعمالهم.
هذا الإصرار على العمل الذي جسده العريقي لم يكن وحيداٍ فيه فحتى ياسر محمد سعيد عامل في إحدى المحلات بحدة هو الآخر يؤكد أن غياب المشتقات النفطية لم تمنعه من الذهاب لعمله ولا التأخر عن وقت الدوام لذا قام بشراء دراجة هوائية فهي تفي بالغرض على حد قوله  ووفرت عليه تكلفة المواصلات وأعادته لممارسة الرياضة كما يقول.
(موقف صعب)
عبدالله مسعود سائق باص يتحدث عن الصعوبات التي يتكبدها في رحلة البحث عن غاز لسيارته يقول : محطات التزويد بالغاز متوقفة ولا يوجد بها غاز لذا لجأت لشراء اسطوانات غاز منزلي بعد أن وقفت لساعة ونصف تقريباٍ في سرب طويل لتعبئة أسطوانتين بها غاز وقمت بتعبئتها لسيارتي واستمر بي الحال هكذا حتى وصلت أزمة المشتقات النفطية للغاز المنزلي أيضاٍ ..وأضاف : مازلت أكافح للحصول على الغاز بأي وسيلة للعمل خاصة وأن موقفي صعب بسبب مطالبة صاحب السيارة بالإيجار .
أسعى جاهداٍ للحصول على بنزين فالتوقف عن العمل يعني عدم قدرتي على توفير إيجار الشقة ومتطلبات العيش لأسرتي هذا ما أكده  سعدون عبدالوهاب سائق تاكسي.
وأضاف: هناك صعوبة شديدة للحصول على بنزين وإذا ما أردنا الحصول عليه لابد لنا من البقاء لأيام وربما أسبوع وأكثر وهذا ما يضاعف التكلفة المادية للبنزين في السوق السوداء حيث يصل سعر الدبة البنزين الى عشرين ألف ريال من قبل مرضى النفوس من المستغلين.
 (تأقلم )
في بداية العدوان والقصف الجوي على بلادنا كنت خائفة للغاية ولا استطيع التأقلم مع الأوضاع الحالية هذا ما أكدته  فاطمة بائعة في إحدى المولات  وأضافت: توقفت عن الذهاب لعملي بشكل يومي  وفي بداية الأمر كنت أعاني من عدم توفر وسائل المواصلات  بسبب أزمة المشتقات النفطية  ومن الزحام الذي يحدث فيها إن توفرت  وأزداد معدل غيابي عن العمل وهذا  سيؤدي في نهاية المطاف  إلى خصم في الراتب لذا  قررت أن أذهب لعملي مهما كانت الصعوبات فهو مصدر رزقي وبدأت  بالخروج مبكرة في وقت لا يوجد فيه زحام فوق الباصات وأحيانا آتي قبل الدوام بساعة ونصف وانتظر أمام المول حتى يفتح والآن أصبحت متعودة وتأقلمت على الوضع الحالي .
(معاناة)
 يبدو أن الحصول على القليل من البنزين أصبح أمراٍ في غاية الصعوبة هذا ما يقوله محمد ثابت اللحجي سائق دراجة نارية  ” أحيانا أبقى يوماٍ ونصف منتظراٍ أن يأتي دوري لتعبئة خزان دراجتي النارية بالوقود الذي لا يتسع سوى لأثني عشر لتراٍ من البنزين ولأجل ذلك أنام في الرصيف خلف الشجر وفي الجزر الوسطية متحملا البرد والغبار وراجع المضادات الأرضية .
(ابتكارات)
المعاناة التي يتكبدها سائقو الدراجات النارية دفعتهم لابتكار طريق جديد للتخلص من هذه الأزمة ومعاودة أعمالهم بصورة طبيعية وهذا ما أكده  أحمد العريقي سائق دراجة نارية حين قال : صعوبة الحصول على البنزين اضطرني لخلط كمية البنزين القليلة التي بخزان الوقود الخاص بالدراجة بالجاز واستمر بي الحال هكذا لمدة ثلاثة أيام لكني تفاجأت عندما توقفت دراجتي النارية عن العمل فجأة فاضطررت للذهاب الى المهندس الذي أخبرني أن خلط البنزين مع الجاز تسبب بعطل في بوستون الدراجة والشنابر الخاصة بها وطلب منى قرابة الأربعة آلاف ريال لإصلاحها مما زاد الطين بلة ولكني أصلحت الخلل وعدت مرة أخرى للعمل فلا شيء سيمنعني عن ذلك بإذن الله.
رغم كل الصعوبات التي يقاسيها أصحاب الباصات والتاكسي وحتى سائقو الدراجات النارية للعثور على المشتقات النفطية إلا أن غيابها  لم يحبط همتهم ورغبتهم في العمل لتوفير متطلبات حياتهم وكذلك المواطنون لم تفتر همتهم فهم أيضا عازمون على التغلب على هذه الأزمة  التي فرضتها علينا قوى العدوان الخارجي .

قد يعجبك ايضا