سلمان يطيح بمقرن والفيصل ويدفع بنجله محمد صوب عرش المملكة

مراقبون: التعيينات الأخيرة استمرار لانقلاب سلمان على نظام الملك الراحل عبدالله

في خطوة عكست حالة الاضطراب والخلافات التي تعيشها أسرة آل سعود التي تشن عدواناٍ ظالماٍ على اليمن أعفى الملك سلمان بن عبدالعزيز شقيقه مقرن بن عبدالعزيز من منصبه ولياٍ للعهد وتعيين ابن شقيقه محمد بن نايف ولياٍ للعهد ونجله محمد بن سلمان ولياٍ لولي العهد إلى جانب منصبه السابق وزيراٍ للحرب رغم أن عمر هذا الأخير لا يتجاوز الـ30 عاماٍ.
واعتبر مراقبون سياسيون هذه التغييرات داخل الأسرة الحاكمة بأنها استمرار لانقلاب يقوده الملك سلمان على نظام الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وتمهيداٍ لإيصال نجله المدلل محمد إلى عرش المملكة .
وأكد المراقبون أن الحرب الظالمة التي قادها وزير الحرب محمد بن سلمان على اليمن كانت بمثابة حملة دعاية وتلميع له من أجل تأكيد استحقاقه بهذا المنصب الذي يرمي إليه هو ووالده الملك على حساب دماء اليمنيين حسب تعبير عدد من السياسيين والإعلاميين.
وتوقع الكثيرون هذا السيناريو الخاص بتصعيد محمد بن نايف إلى ولاية العهد حتى قبل وفاة الملك عبدالله التي أعقبها تعيينه ولياٍ لولي العهد بدلاٍ من الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني الذي كان منافساٍ لبن نايف على هذا المنصب وبالتالي كان من المتوقع الإطاحة بالأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد السابق الذي كان أول من تقلد منصب وليْ ولي العهد طبقاٍ للتغير الذي أحدثه الملك عبد الله والذي كان يرجى منه إبقاء منصب ولاية العهد بعد وفاته.
لكن غير المتوقع في القرارات هو تصعيد محمد بن سلمان لمنصب وليْ ولي العهد الأمير صغير السن والخبرة كان رئيساٍ لديوان ولي العهد عندما كان والده الملك سلمان يشغل ذلك المنصب. وبعد أن تولى الأخير العرش صعد محمد بن سلمان إلى منصب رئيس الديوان الملكي المنصب الهام والخطير في منظومة الحكم السعوديخلفاٍ لخالد التويجري الشخص النافذ إبان أواخر عهد الملك عبدالله والذي أطلق عليه لقب صانع الملوك لما كان له من دور فاعل في تقريب الأمير متعب من العرش لولا وفاة عبدالله المفاجئة والانقلاب السديري على وصيته بتوافق من بن نايف وبن سلمان.
أيضاٍ لم يكتف الملك سلمان بإعطاء ابنه هذا المنصب فقط لكن عينه أيضاٍ وزيراٍ للدفاع وهو الذي لا يملك أي مؤهلات دراسية أو عسكرية أو خبرة ميدانية تجعله أهلاٍ لهذا المنصب الهام فكانت “عاصفة الحزم” بمثابة حملة دعاية وتلميع تؤكد على استحقاقه لهذا المنصب وربما لما هو أهم وهو ما ثبتت صحته منذ ساعات بتعيينه ولياٍ لولي العهد بالإضافة إلى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية واستمراره كوزير للدفاع.
ويرى العديد من المحللين أن قرار ما يسمى “عاصفة الحزم” كان وراءه بنسبة كبيرة محمد بن سلمان وحده دوناٍ عن بقية أمراء البيت السعودي المعنيين بمثل هذه القرارات أيد شن عدوان على اليمن يثبت فيه جدارته بالمنصب ويخطو نحو مزيد من تشبيك العلاقات مع نظرائه في المنطقة أي تقديم نفسه كرقم مهم في معادلة الحكم في السعودية على مستوى إقليمي ودولي وفي خطوات متسرعة شن الحرب ثم استدعاء حلفاء المملكة وتصدر في ما يشبه حمله ترويجية المشهد الإعلامي .
يذكر أن محمد بن سلمان قد عرف بفساده واستهتاره حيث دون المغرد السعودي الشهير “مجتهد” دون عقب تعيين محمد في منصب وزير الدفاع أن الأخير “متهور ومثال للامبالاة” وذكر مجتهد حوادث شهيرة لمحمد منذ نعومة أظافره تدل على مدى معاكسة الصورة التي أراد أن يصدرها للعامة عقب دخوله دائرة أضواء الحكم والسياسة وذكر أيضاٍ أن محمد متورط في عمليات فساد مالي سواء التي حدثت في الجمعيات الخيرية التي تولى رئاستها أو تلاعبه بالأسهم في البورصة السعودية أو عدد من المشاريع التي استولى من ورائها على الملايين وأراض تبرع بها رجال أعمال وتجار لصالح الجمعيات الخيرية التابعة لوالده مثل “جمعيتي البر” و”الإسكان الخيري” وأنه عند اكتشاف التلاعب والفساد في أموال وأراضي هذه الجمعيات أمر سلمان وقتها بفتح تحقيق انتهى إلى مسؤولية ابنه وعدد من المحتسبين العاملين تحت إدارته إلا أن سلمان اكتفى وقتها بعزل المحتسبين وإغلاق التحقيق فيما استمر المحتسبون بعد عزلهم بالعمل تحت ظل نفوذ محمد وهو ما تم استغلاله في صفقات بيع وسمسرة مشبوهة لعدد من المشروعات والأراضي أشهرها حادثة أرض عائلة عليان حيث يذكر مجتهد “وقع نظره على أرض تملكها عائلة العليان في شارع العليا العام خلف مركز الهرم التجاري في موقع يسيل اللعاب فقرر الاستيلاء عليها أرسل محمد بن سلمان مندوباٍ إلى القاضي وطلب منه كتابة صك للأرض باسمه على أساس أن الأرض ليست مملوكة. علم ملاك الأرض بالخبر فأطلعوا القاضي على صك شرعي يمتلك فيه الأرض والدهم فأرسل القاضي لمحمد بن سلمان يخبره أن لا مجال لإصدار صك آخر باسمه. فاستشاط ابن سلمان غضباٍ وذهب إلى المحكمة بسلاحه يريد إجبار القاضي على كتابة الصك تحت تهديد السلاح. وحين علم القاضي هرب من الباب الخلفي للمحكمة”.
وعن رد فعل والده الذي كان يشغل وقتها منصب ولي العهد يضيف مجتهد “القاضي توجه مع عمه رئيس المحكمة الشرعية بصحبة وزير العدل إلى الملك عبدالله فأحالهم إلى سلمان الذي اكتفى بالضحك متندراٍ مغلقاٍ ملف الحادثة” ويذهب مجتهد إلى أن بتعيين محمد بن سلمان وزيراٍ للدفاع فإن دائرة فساده اتسعت فيقول ” فبعد أن وصل بن سلمان إلى وزارة الدفاع تحرك كالملهوف يريد أن يلحق الفرص ولهذا كان إنفاق السلاح للعام الماضي 340 مليار ريال من دون أن نرى سلاحاٍ”.
ويعتقد على نطاق واسع أن منذ تدهور حالة الملك سلمان الصحية منذ سنوات واحتمالية اصابته بالزهايمر أو الخِرف -حسبما ذكر سايمون هندرسون الباحث ومدير برنامج الخليج في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- فإن محمد يتولى جميع شؤون والده ويْمنع مرور أو مرسوم أو قرار دون أن يمر عليه أولاٍ.
في هذا السياق يذكر الصحفي والمحلل البريطاني “بيل لو” في مقال له نشره موقع “ميدل إيست آي” عشية الإعلان عن توقف عاصفة الحزم أن “محمد بن سلمان الابن المفضل للملك أطلق حربه في السادس والعشرين من مارس احتاج لمبرر قوي يجعله يتصدر المشهد أمام الكاميرات لالتقاط الصور التذكارية الشاب صغير السن والخبرة ترك الأمر عند هذا الحد دون شرح لماذا جهزت حرب استفاد منها تنظيم القاعدة في اليمن الحرب كانت فكرة جيدة للأمير الصغير الطموح لإثبات نفسه في المنصب الذي تولاه حديثاٍ لكنه تجاهل أنه بذلك يجلب تهديدات كبرى.

قد يعجبك ايضا