الدرونز آلة قتل عشوائي تثير انتقادات لاذعة في الولايات المتحدة

– ادى مقتل رهينتين ايطالي وأمريكي لدى القاعدة في غارة لطائرة أمريكية بلا طيار على الحدود الباكستانية الأفغانية إلى انتقادات جديدة لحملة الاغتيالات المحددة الأهداف التي تنفذها الولايات المتحدة بتلك الطائرات.
وقدم الرئيس الأمريكي باراك اوباما اعتذاراته أمس الأول لمقتل الرهينتين على الحدود الباكستانية الأفغانية في يناير.
واعتمد اوباما منذ توليه الرئاسة في 2009م إلى حد كبير على غارات الطائرات بلا طيار للقضاء على قياديي القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة سواء في المناطق القبلية في باكستان أو في الصومال أو اليمن.
كما كانت الاستخبارات الأمريكية تجهل وجود عنصرين أمريكيين في القاعدة قتل احدهما في الضربة نفسها والآخر في غارة مختلفة على ما اقر البيت الأبيض الخميس.
واعتبر سيث جونز المستشار السابق للقوات الخاصة الأمريكية الذي يعمل اليوم لصالح مجموعة راند كوربوريشن للأبحاث أن “النقاش حول فعالية الطائرات بلا طيار سيعود إلى الواجهة”.
وتندد منظمات حقوقية وبرلمانيون أميركيون منذ فترة طويلة بشرعية وأخلاقية استخدام هذه الطائرات متحدثين عن آلاف الضحايا المدنيين الذين سقطوا بسبب غاراتها بحسب بعض التوقعات.
ووعد البيت الأبيض بفتح تحقيق مفصل حول هذه الثغرة في معلومات الاستخبارات.
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن الغارة التي كشف عنها الليلة قبل الماضية راعت جميع القواعد التي حدثها اوباما قبل عامين أي ينبغي لإطلاق النار “التأكد بشكل شبه تام” من وجود عناصر من القاعدة وعدم تعريض مدنيين للخطر.
لكنه أضاف انه تبين أن “التأكيد شبه التام” كان غير صحيح ما أدى إلى “هذه الخاتمة الماساوية وغير المقصودة”.
وأضاف انه قبل الضربة أجريت “مئات الساعات من المراقبة” للموقع المستهدف إضافة إلى “مراقبة شبه متواصلة في الأيام التي سبقتها”.
وأكد برلمانيون أمريكيون ان الكونجرس سيدقق عن كثب في تسلسل الأحداث فيما دافعوا عن الضربات المحددة الأهداف.
وصرح الجمهوري ليندساي غراهام الذي يعتبر من الصقور “احمل إرهابيي القاعدة مسؤولية” مقتل الرهينتين “لا الحكومة الأمريكية”. وأضاف :إن “برنامج الطائرات بلا طيار شكل أداة تكتيكية جيدة في الحرب على الإرهاب وأؤيد الإبقاء عليه بالكامل”.
أما عضو مجلس الشيوخ الديمقراطية دايان فاينستين فدعت إلى مزيد من الشفافية معتبرة انه على الحكومة نشر تقرير سنوي حول عدد الناشطين المتشددين والمدنيين القتلى في عمليات تنفذها طائرات بلا طيار.
واعتبر ميكا زنكو العضو في مجموعة مجلس العلاقات الخارجية للأبحاث المعارض بشدة لتلك الغارات أن مقتل الرهينتين “يطرح تساؤلات” حول تطبيق مبدأ التأكد شبه التام.
ولم تحدد أسماء أهداف الغارة حسب ما أكد.
وأوضح أن اوباما وسلفه جورج بوش وافقا على ضربات استهدفت أفرادا لم تعلن أسماؤهم لكن هذه الممارسات التي تستهدف مجموعات عوضا عن أفراد محددي الهوية ينبغي أعادة النظر فيها بحسب زنكو.
وتراجعت وتيرة غارات الطائرات بلا طيار الأمريكية بشكل كبير بعد حد أقصى بلغ 117 ضربة في 2010م بحسب منظمة لونغ وار دجورنال ومنظمات أمريكية أخرى تحصيها. وتحدثت لونغ وار دجورنال عن 5 غارات هذا العام.
ويعتبر خبراء الاستخبارات أن مئات الضربات التي تنفذتها الطائرات بلا طيار فشلت في هزيمة بل حتى ألحاق ضرر فادح بقوات القاعدة. لكن إدارة اوباما تفضل هذا التكتيك على وجود قوات كبيرة على الأرض الذي اعتمدته إدارة بوش في العراق وأفغانستان.
واعتبر برايان كاتوليس من مجموعة مركز التطور الأمريكي للأبحاث انه “بعد حوالي 14 عاما على 11 سبتمبر يبدو أن كلا من النموذجين غير كاف لمكافحة شبكات الإرهاب وتبديل المعطيات” في مواجهتهم.

قد يعجبك ايضا