تعيش تونس حالة صدمة قوية بفعل العملية الإرهابية التي تبناها تنظيم داعش في متحف “باردو” السياحي والذي نفذها عبر أحد عناصره المتسلل من ليبيا ما يشير إلى الاختلال الحاصل في الأجهزة الأمنية التونسية الأمر الذي أدى إلى استدعاء قوات الجيش للتصدي لهذه الهجمات الإجرامية التي تنفذها وتمارسها من أجل نشر الرعب وزعزعة الأمن والاستقرار في معظم دول المنطقة حيث تأتي هذه الهجمات الإرهابية في بلد يعد الأكثر استقرارا بين الدول التي اندلعت فيها شرارة الاحتجاجات التي سميت بالربيع العربي في حين تواصل الحكومة التونسية مطاردة منفذي العملية الإرهابية التي أودت بحياة 23 شخصا.
وفي السياق نفسه أقر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بوجود خلل في الأجهزة الأمنية في بلاده ما أدى إلى سهولة القيام بالاعتداء على متحف باردو جاء ذلك في مقابلة صحافية نشرها الموقع الالكتروني لمجلة باري ماتش الفرنسية أمس.
وقال “هناك خلل” مضيفا ان “الشرطة والمخابرات لم ينسقا تماما من اجل فرض الأمن في متحف” تونس.
وأشار قائد السبسي مع ذلك إلى أن الأجهزة الأمنية “تحركت بطريقة فعالة جدا من أجل إنهاء الاعتداء على متحف باردو بسرعة وتحاشوا بالتأكيد سقوط عشرات القتلى الإضافيين في حال تمكن الإرهابيون من تفجير أحزمتهم الناسفة”.
وأكد من جهة أخرى أن “تونس لن تحكم أبدا من خلال الشريعة” وأنها “ستبقى ملاذا للديموقراطية”.
وقالت السلطات التونسية السبت إنها اعتقلت أكثر من 20 شخصا يشتبه أنهم متشددون بعد الاعتداء الذي نفذه مسلحان على المتحف.
وحضر مئات التونسيين قداسا في كاتدرائية تونس السبت وأضاءوا الشموع تكريما للضحايا وهم 20 سائحا أجنبيا وثلاثة تونسيين. وشارك وزراء في الحكومة في المراسم.
وانتشرت الشرطة بكثافة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس. لكن الهدوء ساد الشارع الرئيسي وكانت المقاهي والمتاجر مكتظة بينما تجري الاستعدادات لمواصلة أنشطة مهرجان الموسيقى في المسرح البلدي وفي الشارع حيث وضعت منصة كبرى لإقامة حفل في المساء.
ووقع الهجوم يوم الأربعاء وهو أعنف الهجمات التي تستهدف الأجانب في تونس منذ تفجير انتحاري عام 2002 بمدينة جربة.
وقالت الحكومة إن المسلحين اللذين نفذا الهجوم تدربا في معسكرات جهادية بليبيا. وقتل سياح يابانيون وفرنسيون وبولنديون وكولومبيون في الهجوم.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد تبنى الاعتداء الاربعاء على متحف باردو بتونس والذي أسفر عن مقتل 20 سائحا أجنبيا وتونسي واحد.
وبغض النظر عن المسؤولية فإن هجوم باردو يوضح أن الإسلاميين المتشددين حولوا انتباههم إلى شمال افريقيا خاصة في ليبيا حيث تتصارع حكومتان على السلطة.
ويتزايد قلق الولايات المتحدة بسبب تنامي وجود مقاتلي داعش في ليبيا.
وقال مسؤولون أميركيون إن موقع ليبيا الاستراتيجي جعلها منصة انطلاق مقاتلين من أنحاء متفرقة بشمال افريقيا يرغبون في الانضمام إلى داعش. ويمكن لهؤلاء السفر من ليبيا إلى سوريا لاكتساب خبرة قتالية.
وبعد أربع سنوات من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي استكملت تونس انتقالها إلى الديمقراطية وأجرت انتخابات حرة ووضعت دستورا جديدا وتمارس الأحزاب العلمانية والإسلامية السياسة.
ولكن هذه الهجمات تهدد الاقتصاد التونسي في بلد يعتمد على صناعة السياحة والسياح الأجانب الذين يزورون منتجعات ساحلية ويقومون برحلات في الصحراء.
وعززت السلطات إجراءاتها الأمنية حول الفنادق والمنشآت السياحية تحسبا لأي اعتداءات ووجهت رسالة طمأنة للسياح.
وقالت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي “لا شك الهجوم الذي يهدف لضرب الاقتصاد له انعكاس على القطاع السياحي ولكن حتى الآن لم نسجل الغاءات كثيرة للحجوزات بل بالعكس تلقينا دعما واسعا من عديد البلدان ووكالات السفر الغربية.. وهذا أمر إيجابي”.
قد يعجبك ايضا