افتش وكلي حزن وأسف لما صار إليه الوضع السياحي المتدحرج نحو الهاوية والتدمير للموارد والخدمات السياحية برغم المحاولات التي لم يستجاب لها من قبل الحكومات اليمنية وبرغم نشاط الترويج السياحي محليا وخارجيا الذي يبذل ويستمر وتتضاعف كلفته مع زيادة أعداد الوفد والمختصين ورجال الأعمال من القطاع الخاص …الخ وقد حان الوقت لترشيد هذا النشاط والعمل على استمراره بالاكتفاء بالمختصين ولا حاجة للإداريين والقطاع الخاص العالة عدا القطاع الخاص الذي يشعر بمسؤوليته ويشارك على نفقته على أن يحول التمويل لعملية الترميم الداخلي والتأهيل والتدريب لبناء قدرات العاملين في المجلس أولا إلزاما والتوجه نحو إصلاح حال وحدة الشرطة السياحية لأن اليمن له أرض طيبة ومناخ متعدد بتعدد تضاريسه الطبيعية وجزره الكثيرة لكن شعبه الذي يشكل أهم عوامل الجذب فقد الثقة بمن حوله بسبب غياب الأمن والأمان وهو الركيزة الأساسية لنمو النشاط السياحي المحلي والدولي والإقليمي وسياحة المغتربين وسياحة الجذور وهذا مايفرض قبل أي عمل أو مشاريع العمل على تطوير وبناء قدرات الشرطة السياحية ووحدة الأمن السياحي وجمعهما في إطار قيادة واحدة مع استكمال العدد والعتاد والعدة وإيجاد المقرات اللائقة وتجهيزها التجهيز الفعلي المناسب لنشاطها والذي يمكنها من تحقيق التواصل السريع والعاجل مع أفرادها ومع الوحدات المساعدة والفروع المنتشرة في المحافظات والعمل على استغلال وتوظيف كوادرها من الضباط والصف والأفراد التوظيف الذي يخدم الغاية الأمنية السياحية ويحقق الاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم ويعزز الثقة بأهميتهم ضمن الوحدات الأمنية الأخرى ويتم توطيد علاقاتهم بالمواطنين وبالسياح ويساعدهم على أداء خدماتهم بكفاءة واقتدار وهذه الوحدة تضم شبابا يمنيا من خيرة الرجال الأوفياء للوطن والمخلصين في أداء واجبهم وهذا التطوير والبناء يمكن أن يتحقق من خلال التعاون بين وزارة السياحة والتي يتبعها مجلس الترويج السياحي ووزارة الثقافة والذي يتبعها صندوق التراث والتنمية ووزارة الداخلية التي تمتلك من القدرات المادية والمالية مايمكنها من المساهمة بقوة ووزارتي المالية والتخطيط والتعاون الدولي وبدون هذا التعاون والتنسيق بين هذه الجهات لن يتم إعادة بناء هذه الوحدة بالكيفية الدولية التي ستجعلها فخر اليمن فبعث الأمل بنمو النشاط السياحي وزيادة استثماراته لن يكون إلا بتحقيق الأمن والأمان والأمن السياحي جزء من حلقات الأمن المترابطة ببعضها فإذا ضعفت حلقة تسببت في خلل كبير في المنظومة الأمنية برمتها.
إن هذه الوحدة يرتبط نشاطها بالقطاع السياحي وقطاع الآثار والمتاحف والمدن التاريخية والمواقع السياحية الثقافية إضافة للمنشآت السياحية في الجمهورية ولاشك أن انطلاق هذا المشروع يبدأ من وزارتي السياحة والداخلية لتوفير احتياجات هذه الوحدة من الضباط والصف والأفراد وإعدادهم وتدريبهم وتأهيلهم وفقا لمنهج علمي دقيق يجمع بين الجانب العسكري المتكامل والجانب المدني والسياحي الفاعل والاستفادة من تجارب العالم وخبرات الدول الشقيقة والصديقة.
إن الاهتمام بهذه الوحدة يعني الاهتمام بالسياحة لأنها تمثل وجه اليمن فالصورة الجميلة والرائعة والكفاءة في رجل الشرطة السياحية تعني قدرات اليمن وتعني رقي تعامل الحكومة في إعدادها لخدمة السياحة والأمن السياحي وأنها جديرة باستحقاقها للتعاون وبذل المزيد لاكتمال أمن الزوار والسياح فهذه الحالة المهملة والمتراكن على إعدادها وتلبية متطلبات عملها سيجعلها كلما مضى الوقت وحدة خاملة بلا إعداد أو تجهيز وعرضة للامتهان.
نتمنى أن يؤخذ هذا لدى وزارة الداخلية ووزارة السياحة والجهات المعنية الأخرى موضع الرعاية والعناية ليوقف تراجع السياحة وتدهور الأمن السياحي والذي يبدأ بالارتقاء بالإنسان.