البرد وانعدام الغاز يدفعان أسعار الدواجن الحية للارتفاع


استطلاع /أحمد الطيار –

دفعت موجة البرد القارس التي ضربت اليمن منذ أكثر من شهرين ومازالت مستمرة حتى الآن وترافقها مع انعدام مادة الغاز المنزلي التأثير السلبي على أسعار الدواجن للمستهلكين فلأول مرة سجلت الأسعار هذا الأسبوع رقما قياسيا جديداٍ عند 1500 ريال للدجاجة الحية ذات الحجم الكبير وهو رقم قياسي لم تبلغه إلا هذا الشتاء.

وتسبب انعدام أسطوانات الغاز في ارتفاع أسعاره على المزارع المنتجة للدواجن اللاحم وهذه المزارع تحتاج ما بين 10-15 أسطوانة في اليوم والليلة الواحدة لتدفئة القطيع وعلى مدار 34 يوميا على الأقل في المناطق الباردة وكان يتم شراؤها من 1200 ريال لكن الأيام الحالية باتت بأكثر من 2500 ريال مما زاد التكلفة على المنتجين وبالتالي رفع أسعار الدواجن بنسبة 30-20 %.
طلب
تأثر الطلب قليلا بعد ارتفاع الأسعار حسب ما يقول عبد المجيد غنام احد مالكي المسالخ بأمانة العاصمة ويشير إلى أن المستهلكين خفضوا من شرائهم للدواجن يوميا وربما بداء بعضهم في الشراء كل يومين فمثلا الذي كان يشتري حبة واحدة بسعر 800 ريال يوميا أصبح اليوم يشتريها بـ1200 ريال واحياناٍ يفضل الحصول على نصف حبة ب600 ريال وهكذا الذي كان يشتري أبو 1000 ريال يوميا يقوم الآن بشراء نصف واحدة ب800 ريال وغيرهم الكثير الذين تحولوا إلى المرتبة الأدنى حتى على مستوى نصف حبة ويشير الحاج صادق أبو هادي انه كان يشتري حبتين يوميا بسعر 1800 ريال واليوم يشتري حبتين بسعر 2400 ريال ووزن اقل أما المواطن صالح فرج فيقول انه يشتري دجاجة واحدة ويقوم بقسمتها إلى نصفين وسابقا كان السعر المحدد 1000 ريال واليوم بات يشتري نفس الوزن ب1400 ريال.
انخفاض
كنا نتوقع أن مزارعي الدواجن فرحين بارتفاع الأسعار مع استمرار الطلب على اللحوم البيضاء في هذه الأيام الباردة لكنهم يؤكدون أن الإنتاج لديهم انخفض بنحو 30% على الأقل وأكثر والسبب كما يشير علي القدسي صاحب مزارعة البركة بخولان إلى أن البرد اثر على مستوى النمو لدى الكتاكيت فلم يعد بمقدور المزرعة توفير كميات مناسبة كل أسبوع كما في الأيام العادية حيث يتأخر الإنتاج فترة تتجاوز أسبوعين وهو ما حدى بالكميات إلى التراجع وأدى ذلك لارتفاع الأسعار.
البرودة
تؤثر البرودة الشديدة على نمو الكتاكيت المخصصة للإنتاج اللاحم بشدة خصوصا في المناطق المرتفعة والوسطى كأمانة العاصمة وعمران وذمار والمحويت ومحافظة صنعاء وهذه تمثل حوالي 60% من الإنتاج في اليمن ويرافق البرودة أيضا مخاوف من أصحاب المزارع من أن تؤدي البرودة الشديدة للقضاء على القطيع الأمر الذي يجعل أصحاب المزارع يقللون من شراء الكتاكيت لإنتاج الدواجن اللاحم إلى النصف تقريبا ويقول محسن الهبل صاحب مزرعة دواجن في محافظة صنعاء إن البرد الشديد يجعل المزرعة بحاجة إلى 30 أسطوانة غاز للتدفئة يوميا وهذا طبعا يمثل إضافة إلى التكلفة المحسوبة لدينا والتي تزيد عن 60 ألف ريال في اليوم وهو رقم كبير نخاف خسارته ويبدي الهبل مخاوف أخرى شديد ة تجعله يقلل من الكتاكيت للإنتاج وتتمثل في الخوف من انعدام الغاز مثلا لمدة يوم فهذا يؤدي به لكارثة وسيقضي على القطاع فورا.
ارتفاع أسعار الغاز
يشير الهبل إلى نقطة مهمة جدا ظلت تلاحق منتجي الدواجن خلال العامين الماضيين وهي انعدام أسطوانات الغاز بسبب التقطعات والقلاقل الأمنية والتخريب في طريق مارب صنعاء وهو ما يؤدي لارتفاع أسعارها من جهة ونقصها من جهة أخرى وهو ما أدى إلى عدم تمكن أصحاب مزارع الدواجن من تأمين الأسطوانات اللازمة للتدفئة في المزارع وهذا كان يقودهم لفقدان القطيع وتسجيل خسارات كبيرة بالملايين مشيرا إلى أن البرودة تجعل من الضروري تشغيل 10-20 في اليوم وأكثر من ذلك في المزارع الكبيرة لكي تولد الحرارة اللازمة للقطيع .
ندرة
يسجل سوق الدواجن الحية معضلة في الحصول على الأنواع الصغيرة ذات الأسعار الأدنى والتي تتسم بأنها مطلوبة من الأسر ذات الأفراد القليلين وبجولة في السوق اكتشفنا اختفاء الدواجن الصغيرة ذات الأسعار 600 و700 ريال والتي كانت تمثل ملاذا للأسر محدودة الدخل حيث أنها الآن فوق 900 ريال وهذا يمثل تحديا جديداٍ للأسر المحدودة الدخل في الحصول على البروتين الحيواني بدلا عن اللحوم الحمراء غالية الثمن ويقول فضل الورد انه كان يشتري الحبة ب600 ريال وهي ذات وزن مناسب فيما اليوم أصبحت ب 900 ريال .

الإنتاج المحلي
رغم الطلب المتنامي على اللحوم البيضاء المنتجة من الدواجن فإن الإنتاج المحلي لايزال غير قادر على تغطية الاحتياج المحلي وبحسب بيانات رسمية استهلك اليمنيون في 2012م 265 ألف طن من اللحوم البيضاء تمكن الإنتاج المحلي من تغطية 60% منها على الأقل فيما تم تغطية الاحتياج الآخر من الاستيراد .
ووفقا للبيانات الإحصائية الرسمية فقد انتتجت اليمن من مزارعها المنتشرة في كافة المحافظات 153 ألفا و621 طنا بقيمة 109 مليارات و148 مليون ريال.
المستورد
بلغت كميات المستورد من لحوم الدواجن 112 ألف طن بقيمة 44 مليارا و441 مليون ريال وتعد البرازيل الشريك التجاري الأول لليمن في واردات الدواجن المبردة والطازجة حيث استوردت بلادنا منها 60 ألفا و818 طنا بقيمة 25مليارا و754 مليون ريال فيما بلغت الواردات من فرنسا 33 ألفا و404 أطنان بقيمة 12 مليارا و925 مليون ريال من مختلفة المنشأ بقيمة 3 مليارات و23 مليون ريال كما استوردت من السعودية ب904 ملايين ريال ثم الإمارات ب187 مليون ريال ثم الأردن ب140 مليون ريال ثم عمان ب105 ملايين ريال.

قد يعجبك ايضا