اسطنبول.. ملتقى الحضارات العريقة عبر العصور



> (15) ألف مسافر يمني ورحلات يومية تدشنها الخطوط التركية

في رحلة سياحية جمعتنا مع مدينة ذات حضارات متعاقبة وتاريخ موغل في القدم جعلها تحوي الكثير من المآثر التاريخية وساهمت الطبيعة الخلابة في هذه المدينة في جعلها مقصدا سياحيا للملايين من هواة السياحة حول العالم , فمهما تتعدد الزيارات لمدينة اسطنبول فهي لا تكفي أو تشبع عشاق هذه المدينة , وفي رحلتنا التي نظمتها الخطوط الجوية التركية زرنا أماكن سياحية جديدة لم نزرها من قبل في زياراتنا السابقة.

وبالرغم من أن هذه الزيارة كانت خارج الموسم السياحي إلا أن السياح كانوا متواجدين لاسيما من منطقة الخليج العربي في كل المناطق السياحية التي زرناها ولم يمنعهم البرد الفارس
من زيارة مدينة اسطنبول التي تكون أيام الصيف في حالة ازدحام كبير في المواقع والمعالم السياحية أبرزها على الإطلاق منقة السلطان احمد حيث المعالم التاريخية والسياحية الأبرز في اسطنبول بل وعلى مستوى تركيا ومنها متحف أيا صوفيا ومسجد السلطان احمد ومتحف التوب كابي وعلى مسافة قريبة يوجد مسجد وجامعة السليمانية والبازار المصري وجراند بازار وفي اسطنبول وبحسب المصادر يوجد 600 مسجد تاريخي .
طرق مشوقة لإبراز التاريخ
يجتهد الأتراك في إبراز تاريخهم وحضارتهم وتفننوا جدا في طرق العرض وإيصال هذا التاريخ للزوار فقد أقاموا المتاحف واستخدموا فيها أساليب حديثة جدا تقوم على عنصر الجذب والتشويق للمتلقين ومن المزارات الجديدة التي زرناها في هذه الرحلة وكانت في غاية الروعة والتشويق مكان أشبه بمتحف تقوم فكرته على إبراز فترة فتح اسطنبول من قبل محمد الفاتح من خلال القيام برحلة على متن قارب من الخشب يمر فوق المياه وعلى جنبات هذا الطريق البحري توجد مجسمات آدمية تبدأ بالقصة من البداية منذ التجهيز للمعركة وبناء التحصينات والاستعداد لصنع الأسلحة وكلها لمجسمات تتحرك سواء للبشر أو الخيول أو الأشياء الأخرى ترافقها مؤثرات صوتية وأشروحات على لسان تلك التماثيل للمعلومات التاريخية حول هذا الفتح الكبير وتمر السفينة وتواصل التقدم والتماثيل تشرح والأحداث تتوالى وتتطور وتدور الحرب ويتم النصر ويخرج السلطان محمد الفاتح بخيله ويلوح بيده تلويح المنتصر , طريقة رائعة وإبداع يحسب للأتراك في ابتكار أساليب ووسائل تروج لسياحتهم وتاريخهم دون ملل أو تعب .
تخفيض لليمنيين
كان الغرض من هذه الرحلة هو الالتقاء بالمسؤولين عن قسم الشرق الأوسط في الخطوط الجوية التركية والذين يريدون تطوير علاقتهم باليمن وتكثيف تواجدهم , وفي هذا اللقاء الذي جمعنا بالسيد ضياء طشقند نائب رئيس مجلس إدارة الخطوط التركية لشؤون الشرق الأوسط ورئيس قسم الشرق الشرق السيد آدم جيلان تم الإعلان عن قيام الخطوط التركية برحلات يومية من والى اليمن عبر مكتبيها في صنعاء وعدن ابتداء من الصيف المقبل , بالإضافة إلى منح المرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في مستشفيات تركيا تخفيض في سعر التذاكر بنسبة 50% , وقدم السيد ضياء شرحا موجزا معززا بالإحصائيات عن الخطوط التركية سواء من حيث عدد طائراتها البالغة 262 ورحلتها إلى 108 دول حول العالم وتوقعاتها بتحقيق إيرادات في العام الجاري تصل إلى 14 مليار دولار , كما تحدث عن أهمية المطار الجديد الذي يتم تجهيزه في اسطنبول والذي سيكون اكبر المطارات في العالم حيث سيتسع لـ(150) مليون مسافر يوميا .
من جهته قال السيد آدم إن إجمالي عدد المسافرين عبر الخطوط التركية من اليمنيين خلال العام الماضي بلغ أكثر من 15 ألف راكب , مشيرا إلى أن الخطوط التركية تدرس إمكانية فتح مكاتب لها في تعز والمكلا.
وقال إن الخطوط التركية تسعى أيضا إلى إدخال اللغة العربية كلغة تخاطب إضافة إلى الانجليزية والتركية في الرحلات من والى الدول العربية ومنها اليمن يتكلم بها المضيفون والمضيفات في الطائرة الأمر الذي يزيد الثقة بين المسافرين العرب والخطوط التركية .
ومن الأماكن التي زرناها ال(الدوكو) وهي المؤسسة المسؤولة عن تقديم الأطعمة والمشروبات والحلويات للمسافرين عبر الخوط التركية واستمعنا إلى شرح مفصل من مسؤولة العلاقات والاتصال في هذه المؤسسة عن طريقة العمل والنجاحات التي حققتها هذه المؤسسة والتي وصلت بها لتقديم خدماتها إلى نحو (60) شركة طيران من تركيا وخارجها وهي مملوكة منصفة بين رجل أعمال تركي والخطوط التركية وعمالها يصل عددهم إلى (8) آلاف عامل وعاملة يقدمون في اليوم الواحد (160) ألف وجبة لـ(900) طائرة, وتم التجول بين أقسام هذه المؤسسة واطلعنا على مراحل إعداد الأطعمة والمشروبات وكيفية تجهيزها وفحصها وشحنها إلى الطائرات وتقدم طازجة .
ومن الأشياء التي تلفت النظر وتثير أللاهتمام أن الخطوط التركية لديها أكاديمية للتدريب على الطيران وخدماته مزود بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة للتدريب بما فيها رؤوس لطائرات مختلفة الأنواع يتدرب عليها الطلاب ويعيشون فيها لحظات أشبه بالواقع حيث يحوي ذلك الرأس على كل ما تحويه الطائرة الحقيقية باستثناء انه مثبت إلى الأرض وبواسطة تحركات بسيطة وشاشات زجاجية تجعل التدريب على الطيران وكأنه حقيقة .
مواصلات ميسرة
وبالعودة إلى السياحة فقد كان اليوم الثالث من هذه الرحلة مخصصاٍ لزيارة أماكن السياحة والجمال بدءا من مضيق الفوسفور وانتهاء بمواقع الحضارة والتاريخ في منطقة السلطان احمد ومنطقة امينونو وهما أكثر الأماكن ارتيادا من السياح لاحتوائها على الكثير من المعالم التاريخية نسبة كبيرة منها ذات طابع اسلامي مميز وبنكهة تركية والرائع أن هذه الأماكن التاريخية تتعايش مع الحداثة وتستخدم الحداثة والتكنولوجيا لخدمة هذا التاريخ وزواره وما يعكسه بعد ذلك من اثر ايجابي على السياحة بشكل عام فالمواصلات مثلا متوفرة وبأنواع مختلفة منها المترو والحافلات الطويلة وأيضا المتوسطة والترام .

قد يعجبك ايضا