
أشهر تأليف ابن بشكوال وأهمها وبه سار اسمه ولمع نجمه. ويمثل الحلقة الثانية من إحدى سلاسل تاريخ الأندلس وهي (سلسلة ابن الفرضي) المتوفى سنة 403هـ صاحب كتاب (تاريخ علماء الأندلس) الذي جعل ابن بشكوال كتابه (الصلة) ذيلا له وخلفه ابن الآبار المقتول سنة 658هـ فوضع كتابه (تكملة الصلة) وخلفه المراكشي المتوفى سنة 703هـ فوضع كتابه (الذيل والتكملة على الموصول والصلة). فرغ ابن بشكوال من تأليف الصلة سنة 534هـ قال ابن الأبار: (ألف ابن بشكوال خمسين تأليفا في أنواع مختلفة أجلها كتاب الصلة سلم له أكفاؤه كفايته فيه ولم ينازعه أهل صناعته الانفراد به ولا أنكروا مزية السبق إليه بل تشوقوا للوقوف عليه وأنصفوا في الاستفادة منه وحمله عنه ابن العريف ويعد في شيوخه) وقد ركز اهتمامه فيه على أصحاب الرحلة في طلب الفقه والحديث من أهل الأندلس ممن عاشوا فيها أو رحلوا عنها. واشتمل كتابه على نوادر كثيرة من أخبارهم كقوله في ترجمة سلمة بن سعيد الأنصاري: (وساق من المشرق ثمانية عشر حملا مشدودة من الكتب اضطرب لجمعها في المشرق سنين كثيرة فكان كلما اجتمع له من ذلك مقدار صالح نهض به إلى مصر ثم انزعج بالجميع إلى الأندلس) طبع كتاب الصلة قديما بمدريد سنة 1883م بعناية فرانسسكو كوديرا ثم طبع في القاهرة سنة (1955م) بتحقيق عزت العطار معتمدا على نسخة معهد المخطوطات في الجامعة العربية وهي مكتوبة سنة 560هـ ومقروءة على المؤلف وعليها سماعات لابن دحية الكلبي وغيره وما ينيف على 250 هامشا. وهي النشرة التي اعتمدها الوراق وهي تختلف عن النسخة التي اعتمدها كوديرا ففي هذه مجموعة تراجم لا وجود لها في طبعة (كوديرا) وقدأ عادت الدار المصرية 1966م نشر نسخة معهد المخطوطات واشتملت نشرتها على تصويبات جمة لنشرة العطار.