في كل الفعاليات الحكومية، والمجالس المجتمعية والأنشطة الثقافية والبرامج الإعلامية المرافقة لكل مظاهر الاحتفاء بذكرى المولد النبوي، لن تغب معاناة أبناء غزة في قلوب اليمنيين ومواقفهم بل كانت رفيقة لكل فعالية تم إحياؤها في هذه المناسبة مما يدل على عظمة الارتباط الإيماني بهذه القضية المركزية التي في نصرتها نصرة لسيرة ومنهج رسولنا العظيم،،
استطلاع/ أسماء البزاز
البداية مع محمد الرضي – مجلس الشورى حيث يقول من جهته: فلسطين هي قضية شعبنا الأولى ومثلما شاركنا غزة التضحيات والشهداء والجرحى والحصار والعدوان وشاركناهم أفراحهم في انتصاراتهم نشاركهم في أفراحنا بمولد سيد الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه واله.
وقال الرضي : تأتي ذكرى المولد النبوي الشريف وسط حراك شعبنا الشعبي والعسكري والتعبئة إلى جانب أهلنا في غزة وتندمج هذه الذكرى بين حراك شعبنا فالنبي محمد صلوات الله عليه وآله هو رمز للأمة في توحدها في مقارعة الظالمين في الجهاد في الدعوة إلى توحيد الأمة في ذكرى مولده كذكرى تخص الأمة جمعاء وتربطها برابط نبيها ورابط الإخوة اذا كان لايزال هناك رهان على شعوب الأمة لا قادتها.
وبين الرضي : إن دافع مساندة شعبنا لغزة هو مبدأ ديني أخلاقي إنساني ونحن شعب تربطه برسول الله محبة وعشق متبادل كما وصفنا بيمن الإيمان، فموقفنا هو إيماني ديني، واستغلال هذه المناسبة تقربا إلى الله بتعجيل الفرج والنصر بإذن الله وكما قال البويصري :
ومن تك برسول الله نصرته
إن تلقه الأسد في آجامها تجم
وتابع : فعاليات المولد النبوي الشريف اتخذها شعبنا كجزء من التعبئة والمساندة لغزة وعملياتنا العسكرية تشهد مراحل متقدمة منذ بداية إعلان فعاليات المولد وأخرها الصاروخ المتشظي الذي اربك العدو
فما من مناسبة الا وكانت غزة اهم ما ينطلق ويتحدث عنه القائد السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله، ونراه يسرد الأحداث والمآسي والإحصائيات ويتحدث عن عمليات المقاومة وكأنه حاضر في غزة كما قال ذلك قادة المقاومة وأبطالها .
لن تثنينا الأوجاع:
واستطردا قائلا : لن تثنينا الأهوال ولا الأوجاع ولا كل أفراحنا عن غزة ولن توقف عمليات إسنادنا كل المخاطر والأهوال والتبعات كما قال القائد. بل قدما نحو مراحل تصعيد بإذن الله تنكسر فيها كبرياء وغطرسة كيان العدو المؤقت. ومن المؤلم ان تأتي هذه الذكرى العظيمة، ذكرى مولد نبينا المنقذ العظيم وأمة محمد متخاذلة، بل لا تكتفي بالتخاذل بل تدعم العدو وتحاول فك الحصار اليمني عن موانئ فلسطين التي يسيطر عليها ويحتلها. لم يتبق من الإسلام الذي جاء به محمد لدى داعمي الكيان إلا وصمة النفاق على جبهات الداعمين فبأي وجه سيلقون به محمد يوم القيامة وما عذرهم؟
وختم حديثه: الحمد لله الذي شرفنا بهذا الموقف العظيم وشرفنا بهذا القائد الشجاع الذي يأبي الظلم والسكوت والخنوع، وشرفنا أن نكون من شعب اليمن العظيم وتحت قيادته.
غزة في كل مشهد:
من ناحيته يقول فضيلة العلامة الحسين السراجي: تعيش المناطق الحرة من يمن الإيمان أجواءً فرائحية بميلاد النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله . فهو زخم فريد لا مثيل له في العالم كما لم يسبق له مثيل في التأريخ القديم والحديث .
وتابع السراجي : حيث يحتل المولد الصدارة في قلوب اليمنيين باعتبار المناسبة صارت الأولى على بقية المناسبات الدينية والوطنية .فالزخم النبوي اليماني الأخضر سيطرت عليه معاناة غزة ومظلوميتها في جميع فعالياته .ففي الشعارات غزة وفي الفعاليات غزة وفي الكلمات غزة وفي مختلف الأناشيد غزة وفي الشعر والأهازيج والزوامل، الفلكور الشعبي عكست لوحات المناسبة والمظاهرات والمساجد وخطب الجمعة والبيوت والمدارس والجامعات والإعلام بكل ألوانه يعطي غزة حقها، سلاحنا يسند غزة، وجيشنا يهتف غزة، حتى الأطفال الصغار غزة في وجدانهم فالجو العام في اليمن كله غزة .
وبيّن السراجي أن المولد النبوي في اليمن ملاحم ففي كل مدينة ومنطقة وحارة ومؤسسة ملحمة إيمانية يمانية، غزة حاضرة في كل الملاحم، مظاهر احتفالية لا شبيه لها في العالم قديماً وحديثاً- بفرادة يمانية وارتباط وثيق يحكي عمق الأخوة واستشعار المسئولية ﴿وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾ .
مشروع ممتد
الإعلامية وفاء الكبسي تقول من ناحيتها: تأتي ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من عدوان صهيو-أمريكي كبير، خاصة أهلنا في قطاع غزة حيث يتعرضون لإبادة جماعية وحصار مُقيت وتجويع مُميت وسط صمت العالم أجمع أمام هذه المأساة المستمرة التي لم تحرك ضمائر العالم، أين عاصفة الحزم؟ أين الطائرات التي احتشدت في سماء اليمن لتقصف وتدمر وتحرق لسنوات؟ لو كانوا أعاروها للفلسطينيين لأسبوع واحد لتم القضاء على هذا الكيان المؤقت الغاصب ومحوه من الوجود.
وقالت الكبسي : برغم الألم والحصار الذي مازلنا نعيشه إلا أننا نجد في هذه الذكرى الجليلة ذكرى مولد الرسول الأعظم فرصة لتأكيد القيم التي جاء بها الإسلام المحمدي كالعدل والرحمة ونصرة المستضعفين، التي تمثل مشروعًا ممتدًا نترجمه اليوم في موقفنا المبدئي من قضية غزة نصرةً إسنادًا، فهذه المناسبة أصبحت بالنسبة لنا إعلانًا واضحًا أن محبة الرسول تعني الوقوف مع المستضعفين في غزة بكل ما أوتينا من قوة، وبرغم كل التحديات والصعوبات فإن موقفنا سيظل ثابتا نشاطرهم آلامهم وأوجاعهم وسنظل إلى جانبهم ولن نتركهم، وليسوا لوحدهم، فنحن معهم ما حيينا إلى آخر رمق وقطرة دم فينا.