المعايير الافتراضية ليست محددا للممارسة الديمقراطية الشعبية

* تعد اليمن من الدول الناشئة ديمقراطيا حيث بدأت تجربة التعددية السياسية الحزبية كرديف للوحدة اليمنية في عام 1990م ومنذ ذلك التاريخ ينظر للأحزاب اليمنية كمدرسة أولى لمنتسبيها لممارسة الديمقراطية بكل أشكالها النظرية والتطبيقية غير أن البيئة السياسية والجاهزية الثقافية كما يطرح بعض السياسيين والحقوقيين لم تساعد على ترسيخ تجربة ديمقراطية تفاعلية شفافة داخل هذه الكيانات السياسية الأمر الذي يفسر غياب العلاقة التفاعلية المتبادلة بين مكونات الفئات الشعبية والأحزاب السياسية.

* البداية مع طارق مصطفى سلام – الحزب الاشتراكي – والذي استهل حديثه حول هذا الموضوع قائلا: إن الأحزاب هي كيانات ومؤسسات مجتمعية فاعلة ومتقدمة في تنظيم الأداء الجماعي وهي صورة راقية للعمل التضامني ولتعاضد أفراد المجتمع لتنفيذ رؤية محددة في تنمية اليمن وطنا ومجتمعا وإنسانا ليرتقي اليمن إلى مصاف الدول الأكثر تقدما وتنظيماٍ أو هكذا يفترض أن تكون الأحزاب في اليمن والعالم أجمع ومن خلال هذا المفهوم نحاول إظهار ضرورة وجود الأحزاب على أرض الواقع استنادا إلى فرضية أنها تعبر عن صورة من صور الديمقراطية ابتداء وأنها تساهم في التنمية الشاملة للمجتمع ثانيا لكونها تعمل ضمن جماعات بطرق منظمة وقانونية, ودلالة الهدف والسياق هنا يشير إلى القيام بعملية التنمية الشاملة للمجتمع بوجود الأحزاب ومشاركتها الفاعلة في التنمية والعكس صحيح أيضا . والتنمية الكاملة لأي مجتمع افتراضي لا تكون إلا بوجود الأحزاب وقناعة الحكومة والحكام بوجودها وليس من مبدأ إرضاء الرأي العام فقط بل لكونها جزءاٍ أساسياٍ مكوناٍ للمجتمع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتعمل الحكومة بعد تولد قناعتها حول ذلك على إزالة كل الصعوبات والمعيقات التي تعترض عمل الأحزاب لدمجها في آليات التنمية الشاملة.
معيار الديمقراطية
* موضحا أن العمل الحزبي تشارك وتشبيك وركيزة بناء ونماء وتفعيل للمشاركة الحية وتطبيق لإرادة جماعية تحقق حياة سياسية وديمقراطية رشيدة , غير أننا نجد أن معظم الأحزاب اليمنية التاريخية والكبيرة منها خاصة أصبحت مختزلة في قياداتها ولا تمارس الديمقراطية والشفافية في هيئاتها التنظيمية وفي ممارستها الداخلية وترفض تطلعات شبابها في تحديد بنيتها وتتجاهل القواعد الديمقراطية, كما باتت هذه الأحزاب التقليدية تمثل فقط بقياداتها وتجير مواقفها وتحتكر قراراتها لصالح فئة محددة في قيادة الحزب والأكثر من ذلك فإن بعض هذه القيادات تفرض مصالحها الخاصة وتفرض نزواتها الطارئة على قرارات ومواقف أحزابها المتخذة في الشأن العام وفي القضايا الوطنية المصيرية وإزاء السياسات الخارجية للدولة..
معيار الشرعية
* من جانبه يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور .أحمد عبدالملك حميد الدين إن الدستور اليمني شرع للمجتمع أن ينظم نفسه مهنيا واجتماعيا وسياسيا والتنظيم السياسي معناه أنه كيان سياسي شعبي وليس كيانا نخبويا.
فالحزب يكون شعبيا حينما تكون قيادته منتخبة من القاعدة وتكون أعماله تعبيراٍ عن قاعدته حيث تكون مرجعية قيادته في قراراتها مستوحاة من القاعدة وبإشراك مختلف منتسبي الكيان السياسي.
مبينا أنه إذا وجدت أحزاب سياسية لم تكن قيادتها منتخبة وقراراتها بإرادة منفردة فلا شرعية لمثل هذه الأحزاب وتظل كيانات نخبوية عن مسمى الأحزاب حسب القانون.
الحضور الفاعل
* فيما يرى رئيس مركز إسناد لتعزيز استقلال القضاء وسيادة القانون فيصل المجيدي أن العلاقة بين قيادات الأحزاب ومنتسبيها يعتمد على مدى التواصل والاتصال بين قيادة تلك الأحزاب ومنتسبيها فبعض الأحزاب تجد التزاماٍ كبيراٍ من قبل منتسبيها لقرارات قياداتها وبعض الأحزاب شبه ديكورية تجد القيادة بواد ومنتسبيها بواد آخر , وهناك أحزاب منظمة تنظيماٍ دقيقاٍ وبالتالي تجد الحضور الكبير في الانتخابات إنما الحضور الفاعل في المشاركة في البناء غير موجود فكل حزب يترصد هفوات الآخر وإصدار البيانات فقط…
وأضاف: إن بناء الوطن والمساهمة في حلحلة القضايا التي تظهر هنا وهناك أصبحت ليس حكرا على حزب بعينه ولابد على قيادات الدولة بدءاٍ من قيادات المحافظات بحيث يكون المحافظ هو ربان للكل ويستدعي جميع الأحزاب ومشاركتهم فيما يهم المحافظة وإشراكهم في القرار في كل المجالات وكذلك الأمر بالنسبة للقيادة السياسية من حيث إشراك التنظيمات السياسية والمدنية في القرارات المتعلقة بالمصلحة العامة والوطنية.
إشكالية الرؤية
* الدكتور أحمد المخلافي – جامعة صنعاء : مشكلة الأحزاب والقوى السياسية في بلادنا أنها لا تتبنى في الحقيقة مطالب ورؤية الطبقات الشعبية.. ولا تقود منتسبيها وجماهيرها إلى تغيير حقيقي والإتيان بسلطة تحقق هذه المطالب.. ولا تحمل البديل الحقيقي لسلطة الجماهير.. هذا الوضع بلور تصوراٍ حول أن كل ما أحدثته هو فوضى وميل أصولي للسيطرة على السلطة.. لأننا نلحظ أنه لم يتحقق شيء من مطالب الشعب وأن الوضع مازال مزرياٍ وأن الاحتقان الاجتماعي مازال قائماٍ..
علاقة موسمية
* سعد السوائي – الحزب الناصري – يقول: إن علاقة قيادات الأحزاب مع منتسبيها موسمية مقتصرة على أيام الانتخابات مما خلق حالة من عدم الانسجام بين قيادة تلك الأحزاب وقواعدها وبالتالي التأثير السلبي على مستوى تلك العلاقة لذلك نجد أن طموحات الجماهير في جهة ومخرجات الأحزاب في جهة أخرى.

قد يعجبك ايضا