موسكو تمهل باريس أسبوعين لتسليم أول سفينة ميسترال
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة أمس بتقويض المؤسسات التجارية التي عملت على اقامتها بفرض عقوبات على روسيا وهو “خطأ” يأمل أن يتم تجاوزه في نهاية المطاف.
وفي حديث له مع وكالة الأنباء الروسية الرسمية قبل اجتماع مجموعة العشرين التي تضم الاقتصاديات الكبرى والنامية قال بوتين: إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على موسكو بسبب أوكرانيا لم تضر روسيا وحدها بل الاقتصاد العالمي أيضا كما صرح بأن العقوبات تخالف أيضا اتفاقات تجارية منها الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفة الجمركية.
وأضاف أن “الولايات المتحدة نفسها هي التي أنشأت هذه المنظمة في مرحلة ما والآن هي تنتهك مبادئها بشكل فج.. آمل… أن يسود هذا الفهم في نهاية المطاف ويصبح ما فات قد فات.”
وصرح الرئيس الروسي بأنه لن يثير مسألة العقوبات خلال اجتماع مجموعة العشرين الذي يبدأ اليوم في استراليا “لأنه لا طائل” من وراء ذلك.
إلا أن قمة زعماء مجموعة العشرين تهيئ الأجواء لمواجهة بين زعماء غربيين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن وردت تقارير جديدة تفيد أن جنودا روس دخلوا شرق أوكرانيا.
واتهمت أوكرانيا روسيا بإرسال جنود وأسلحة لمساعدة الانفصاليين في شرق أوكرانيا على شن هجوم جديد في الصراع الذي قتل فيه أكثر من أربعة آلاف شخص.
وانتقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أفعال روسيا بوصفها غير مقبولة الجمعة وحذر من أنها قد تؤدي لفرض عقوبات أكبر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال كاميرون للصحفيين في كانبيرا “مازلت أتمنى أن يعود الروس لصوابهم ويدركوا أنه ينبغي أن يدعوا أوكرانيا تتطور كبلد مستقل وحر .. حر في تحديد خياراته.”
وتابع قوله “إذا اتخذت روسيا نهجا إيجابيا تجاه حرية أوكرانيا فقد نرى رفع هذه العقوبات وإذا ما واصلت روسيا زيادة الوضع سوءا فقد نرى زيادة في هذه العقوبات.. الأمر بهذه البساطة.”
وتنفي روسيا إرسال جنود ودبابات إلى أوكرانيا لكن العنف المتزايد وانتهاكات اتفاق وقت اطلاق النار والتقارير عن تحرك قوافل عسكرية لا تحمل علامات مميزة من اتجاه الحدود الروسية أثارت المخاوف من انهيار هدنة هشة أبرمت في الخامس من سبتمبر.
وتتركز قمة زعماء مجموعة العشرين في برزبين على تعزيز النمو العالمي وتأمين نظام المصارف العالمي وسد الثغرات الضريبية للشركات الكبرى متعددة الجنسيات.
لكن في ظل الاتفاق على معظم بنود جدول الأعمال الاقتصادي وإبرام اتفاق بخصوص مناخ الأسبوع الماضي في بكين بين الصين والولايات المتحدة تتحول الأنظار إلى المخاوف الأمنية.
وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي إن أوكرانيا لم تكن محور الاهتمام خلال قمتين في آسيا عقدتا الأسبوع المنصرم رغم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أثار الموضوع بشكل مقتضب مع بوتين أثناء مشاركتهما في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي.
ومن المقرر أن يصل أوباما إلى برزبين اليوم وسيناقش احباطه من تطورات الأوضاع في أوكرانيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند وكاميرون.
إلى ذلك امام فرنسا مهلة أسبوعين حتى نهاية نوفمبر الحالي لتسليم روسيا اول سفينة ميسترال وإلا فسوف تواجه طلبات تعويض “جدية” بحسب ما افادت وكالة ريا نوفوستي أمس نقلا عن مصدر روسي “رفيع المستوى” الذي أكد استعداد بلاده لمختلف الاحتمالات وإنها ستنتظر حتى نهاية الشهر الحالي (موعد تسليم اول سفينة ميسترال) وبعدها سنقدم مطالباتنا الجدية”.
وتقع سفينتا ميسترال الحاملتان للمروحيات اللتان وقعت فرنسا مع روسيا على عقد بيعهما في يونيو 2011 لقاء 1.2 مليار دولار في صلب خلاف دبلوماسي-عسكري منذ ان قرر الرئيس فرنسوا هولاند ربط تسليمهما بالتوصل الى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية.
وفي نهاية اكتوبر الفائت أعلنت موسكو انها تبلغت بتلقي اولى السفينتين واسمها “فلاديفوستوك” في 14 نوفمبر. غير ان شركة بناء السفينة والحكومة الفرنسية سارعتا الى نفي الخبر فيما وجهت دول الحلف الاطلسي انتقادات الى فرنسا.
وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أنه “لا يمكن في المرحلة الراهنة تحديد اي تاريخ لتسليم” سفينة ميسترال لروسيا. وستكون مسالة سفينتي ميسترال مدرجة بالتاكيد على جدول اعمال اللقاء بين هولاند والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين السبت والاحد في بريزبين في استراليا.