مراقبون وسياسيون: تشكيل الحكومة .. خطوة إيجابية لإنهاء الانقسام !!


استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
أكد مراقبون وسياسيون أن تشكيل الحكومة ضرورة ملحة اقتضتها المصلحة الوطنية خصوصا بعد ضعف الدولة وتردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد , وأن وجود حكومة كفاءات قادرة ومؤهلة على إدارة شؤون البلاد ستجنب اليمن الانزلاق في مستنقع الصراع والحروب الأهلية , مؤملين أن تصدق الحكومة بوعودها وتلبي تطلعات الشعب في إحداث التغيير والنهوض بالوطن بعيداٍ عن تصيد الأخطاء والمناكفات والمكايدات الحزبية والسياسية ..

البداية كانت مع الأستاذ مفتاح الزوبة من كلية الإعلام – جامعة صنعاء والذي استهل حديثه حول الموضوع قائلا : بعد إقالة الحكومة السابقة كمطلب ملح ورغبة عامة لكل اليمنيين وتسارع الأحداث لاسيما في العاصمة وبقية المحافظات على المستوى الأمني تحديداٍ كان لا بد من الإسراع في تشكيل الحكومة بحسب الشروط المنصوص عليها في اتفاق السلم والشراكة الذي وقعت عليه جميع القوى السياسية في 21 سبتمبر الماضي.
حكومة كفاءات
وأضاف : وتأتي أهمية الحكومة الحالية بكونها حكومة كفاءات غير قائمة على المحاصصة الحزبية كما كانت في السابق لأن المحاصصة أضرت كثيرا بالحكومة حيث سعت الأحزاب إلى تجيير الوزارات التي من نصيبها لأغراض حزبية , وأن حكومة الكفاءات التي فوضت الأحزاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بتشكيلها ستكون ملزمة للجميع التعاون معها لكون من تم ترشيحهم لنيل حقائبها لم يتم اختيارهم على أساس حزبي أو مناطقي بل لكونهم كفاءات جديرة بتلك الحقائب.
موضحا بأن الهاجس الأمني والعسكري عموما هما ما يشغلان بال المواطن العادي كثيرا ومن تم ترشيحهما للمؤسسة العسكرية والأمنية بشهادة الجميع كانا في المكان المناسب لشغر وظيفة هاتين الوزارتين المهمتين جدا (الداخلية والدفاع) لاسيما في هذا الوضع الذي نعيشه.
مرحلة حرجة
من جهته يقول الاكاديمي الدكتور محمود البكاري من جامعة صنعاء : من المؤسف القول إنه لا توجد فترة حرجة وصعبة يمر بها الوطن أكثر من هذه الفترة الحالية وهذا المأزق الحرج الذي وقع فيه الوطن وهو مأزق يأتي بفعل عوامل داخلية بحتة ونستطيع القول أنه صناعة يمنية وليس للعوامل الخارجية الدور الرئيسي فيما وصل إليه الوطن وإن وجدت العوامل الخارجية فهي برضا وتواطؤ الداخل فالخارج لا يستطيع أن يفرض ما يريده إلا إذا وجد من يسهل له هذه المهمة لذلك فإن تشكيل الحكومة يعد من الناحية العملية خطوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو لنقل ما تبقى للوطن من مكاسب على اعتبار أن كل يوم والأمور تزداد سوءا .
تحول إيجابي
كما يرى البكاري أن نجاح الحكومة في تهدئة الأوضاع يتوقف على قدرتها في إحداث تحول إيجابي يلمسه المواطن في حياته المعيشية لأن الوضع لم يعد يحتمل مزيدا من التأزيم والصراع ونعتقد أننا كيمنيين أولا وأخيرا وخلال أقل من ثلاثة أعوام تكبدنا خسائر مادية وبشرية هائلة وهذا يؤثر سلبا على حياة ومعيشة الناس ودائما فإن كلفة الصراع والهدم هي أكثر بكثير من كلفة البناء والاستقرار.
متمنيا من الحكومة الجديدة أن تعي مهامها جيدا وأن تعمل بروح الفريق الواحد وأن تترك الانتماء الحزبي وما يترتب عليه من ولاء وتعصب أعمى جانبا لكي تتمكن من تقديم أنموذج إيجابي يمكن البناء عليه في قادم الأيام.
صدق الوعود
الناشط السياسي هيثم عون القدسي يؤكد على ضرورة أن تصدق الحكومة بوعودها وتلبي تطلعات الشعب في إحداث التغيير والنهوض بالوطن بعيدا عن تصيد الأخطاء والمناكفات والمكايدات , فتشكيل الحكومة سيعمل على بث الطمأنينة والأمل في قلوب اليمنيين خاصة إذا تعاونت القوى السياسية وصدقت بدعمها للحكومة الجديدة .
الأمن والاستقرار
فضل المخلافي عضو مؤتمر الحوار الوطني أوضح بأن تشكيل الحكومة له أهمية كبيرة جدا ستنعكس على أمن واستقرار البلد فعندما يبقى البلد لفترة بحكومة تسيير أعمال تبدأ معها الفوضى والتسيب الوظيفي وهذا ما حدث.. ولذا فتشكيل الحكومة الوطنية التي نادينا بها منذ وقت مبكر أي ما قبل ختام مؤتمر الحوار والتي كان يفترض أن تشكل بعد مؤتمر الحوار مباشرة عندما تم الرفع بذلك من قبلنا وعللنا ذلك أن المرحلة تتطلب شراكة وطنية طويلة الأمد كضمان رئيسي لتنفيذ وثيقة الحوار الوطني… وقد كنت من ضمن فريق من وضع شروط تولي المناصب القيادية والإدارية.
وختم حديثه متمنيا التوفيق والنجاح لحكومة الكفاءات داعيا إلى العمل بشكل جدي للتضافر لأن البلد لم يعد يحتمل المزيد مما هو فيه وندع خلافاتنا السياسية ونخطو نحو المستقبل المنشود.
ضرورة ملحة
الكاتب الصحفي عامر الضبياني يرى أن تشكيل الحكومة ضرورة ملحة تقتضيها المصلحة الوطنية خصوصا بعد غياب دور الدولة وتردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد وأن وجود حكومة كفاءات قادرة ومؤهلة على إدارة شئون البلاد سيجبننا الانزلاق في مستنقع الصراع والحروب الأهلية.
وأضاف يجب على الأحزاب أن تلعب دورا هاما في تقريب وجهات النظر ودعم الحكومة الحالية لمباشرة مهامها وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة فالوطن وطن الجميع ويجب علينا التكاتف ورص الصفوف لإخراج اليمن من دوامة الصراع إلى بر الأمان ونعتبر مما حدث ويحدث الآن في العراق وسوريا ولبنان.
حلول هامة
الأكاديمي الدكتور عبدالملك الضرعي – يقول: إن تشكيل الحكومة يمثل أحد الحلول الهامة للمرحلة الراهنة نتيجة حالة الاحتقان السياسي التي وصل إليها البلد وأنه من الضروري أن تحصل الحكومة على إسناد ودعم من القوى السياسية والمجتمعية والإسناد السياسي والشعبي الذي تحتاجه الحكومة غايته وطنية لأن عدداٍ كبيراٍ من وزرائها لا ينتمون إلى أحزاب أو تيارات سياسية كبيرة تدعم توجهاتهم الإدارية فدعم الحكومة الحالية في غاية الأهمية حتى تتمكن من إخراج الوطن من حالة التجاذبات السياسية والأمنية الراهنة .
إقرار الدستور
ومضى يقول: وحتى تحصل الحكومة على مثل ذلك الدعم يجب أن تحدد فترتها الانتقالية والتي يجب أن تنتهي بإقرار الدستور وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والتزمين لتلك الإجراءات يعد عاملاٍ من عوامل الاطمئنان لدى عامة الشعبلأن الإشكالية التي يمكن أن تفقد المجتمع الثقة في الحكومة هي عدم تحديد فترتها ومهامها الرئيسة بينما تحديد الفترة سيعطي الأمل للشعب في أفق نهاية المرحلة الانتقالية والدخول إلى مرحلة الاستقرار السياسي وبالتالي نعتقد أن نجاح الحكومة وحصولها على الدعم الشعبي مرهون بما سبق الإشارة إليه..
حكومة إنقاذ
من جهته يرى المحلل السياسي الدكتور هاشم علوي أن أهمية تشكيل الحكومة يتجلى في ضرورة الحفاظ على كيان الدولة وحماية السيادة الوطنية والحفاظ على الوحدة الوطنية ولن يتحقق ذلك إ? بإدراك القوى السياسية الفاعلة لأهمية إيجاد حكومة إنقاذ وطني بعيدا عن الو?ءات الحزبية والشخصية والمناطقية وهذا يتطلب إدراكا واعيا بأن الوطن فوق كل ا?عتبارات وأن الوطن يمر بمنعطف خطير.
انتخابات حرة
وتابع: وحسب المعطيات والمؤشرات الواقعية فإن تشكيل الحكومة ضرورة وطنية بعيدا عن معايير المحاصصة والتقاسم لأننا بحاجة إلى حكومة تهيئ لمرحلة انتقالية تسير نحو تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وتصل بالبلد إلى انتخابات حرة ونزيهة وتؤسس لمرحلة ديمقراطية جديدة قائمة على ترسيخ العدل والقانون والنظام وتحافظ على وحدة وسلامة أراضي الوطن.
داعيا كل القوى السياسية إلى تحمل مسئولياتها التاريخية أمام الله والوطن والأجيال القادمة وأن تدرك أن أي تفتيت لها كقوى سياسية فاعلة بالساحة سينعكس على الوحدة الوطنية وعليها أن تؤسس لمرحلة ديمقراطية جديدة على المستوى الداخلي لتنظيماتها السياسية عبر الأطر الداخلية بحيث تعقد مؤتمراتها وتفرز قيادات تحمل الهم الوطني وتتخلص من إرث الصراعات السياسية التي لن تخرج بالوطن إلى بر الأمان.
السلم لا الحرب
فيما ذهب الناشط صلاح الدين الأسدي إلى القول: إن تشكيل الحكومة كان مهما لأن الأوضاع كانت تزداد سواء يوما بعد آخر في ظل غياب حكومة تقوم على إنجاز خدمات الناس, وبعد تشكيلها يجب على الأحزاب والمكونات السياسية أن تعي مسؤوليتها التاريخية والوطنية في هذه اللحظة الحاسمة وأن تبادر إلى الحوار الفعال والإيجابي لتكون حكومة وطنية بحتة تهدف إلى السلم لا الحرب وتبني لا تهدم الأمر الذي سيحقق الأمن ويجعل الأوضاع تستتب ويتحقق معها الاستقرار منه والانطلاق نحو البناء وعجلة التنمية.
حالة دستورية
الناشط الحقوقي أنور الداعي يرى إن أي دولة يجب أن تعيش حالة دستورية هادئة لكي يتسنى لها العمل وفق مقتضيات الواقع الذي تمر به وقال : في اليمن لنا قرابة الشهرين ونحن نعيش في فراغ دستوري وهذا ما يجعل الدولة تفشل ويعيش الناس في حالة ترقب وقلق ولقد نجح الرئيس هادي في تفويت فرصة خلق الفوضى وتداعيات أخرى خطيرة محتملة في عملية إعلان الحكومة ولذا تشكيل الحكومة في هذا الوقت يسجل مخرجاٍ مهماٍ للازمة الراهنة, وعلى شركاء العملية السياسية التجاوب السريع والمخلص مع جهود فخامة الرئيس هادي الجادة والمخلصة للخروج بالبلد من الأزمة وبناء الدولة المدينة الحديثة…

قد يعجبك ايضا