لن يفلحوا..!! 

أكثر من علامة استفهام يثيرها الموقف غير المسؤول الذي تقفه بعض القوى السياسية والحزبية حيال ما يتصل بالمواجهة التي يخوضها الوطن مع الإرهاب وعناصره المتطرفة والإجرامية والمنحرفة¡ والتي تستهدف الإضرار بالاقتصاد الوطني والمكاسب الاستراتيجية التي حققها شعبنا على الأصعدة التنموية والاجتماعية¡ والعبث بأمن المجتمع واستقراره وسكينته العامة.
حيث يبدو جنوح تلك القوى السياسية والحزبية إلى الصمت والمواقف الرمادية والضبابية إزاء الأعمال الإرهابية ومخططاتها¡ غريبا◌ٍ ومريبا◌ٍ¡ إذ كيف يمكن لأي متابع أن يفسر هذه السلبية غير المبررة من جانب أحزاب اختزلت دورها في إصدار البيانات حول كل شاردة وواردة بصرف النظر عما إذا كانت تتضمن حقا◌ٍ أو باطلا◌ٍ¡ فيما تلتزم الصمت تجاه الخطر الإرهابي الذي يتهدد الوطن¡ وتتلكأ دائما◌ٍ في إدانة شروره التي تطال مجتمعنا ومؤسساته وسمعته وعلاقاته الإقليمية والدولية¡ وكأن هذه الأحزاب لا يهمها أمر هذا الوطن وليست جزءا◌ٍ من نسيجه الاجتماعي!!.
وبوضوح شديد¡ فإن مثل هذا الموقف غير المسئول لا ينم سوى عن شيء واحد¡ إما أن هذه الأحزاب قد وصل بها الشطط السياسي إلى درجة صارت معها ترى في أي توجه متطرف أو خطر يستهدف الوطن والمجتمع¡ عملا يتوافق مع أهوائها ويخدم غاياتها ومصالحها¡ وإما أنها قد وضعت مسألة التحالف مع عناصر تنظيم القاعدة ضمن استراتيجياتها¡ بعد أن تحالفت مع عناصر التمرد الحوثية وعناصر التخريب الانفصالية وكل من يناصبون هذا الوطن ووحدته وأمنه واستقراره العداء¡ في توليفة جمعتها المصالح الأنانية وأحقاد الماضي والنعرات العصبية والطائفية والمذهبية والشطرية ولبوس الجهالة والضلال والهوس السياسي المقيت.
ولو لم يكن الأمر كذلك¡ فما معنى أن تنبري تلك القوى السياسية والحزبية لإطلاق أحاديث التشفي عقب كل حادثة إرهابية حاقدة وغادرة يتعرض لها الوطن¡ بل إنها لا تتورع عن التشكيك في أي نجاح تحققه الأجهزة الأمنية في حربها على الإرهاب وعناصره المتطرفة والمنحرفة¡ وآخر شواهد ذلك موقف هذه القوى السياسية والحزبية من الحادثة الإرهابية التي تعرض لها يوم أمس الأول أحد مكاتب الأمن السياسي في محافظة عدن إذ أنها وبدلا◌ٍ من أن تقوم بإدانة واستنكار ذلك العمل الإرهابي ودعوة المواطنين إلى الوقوف صفا◌ٍ واحدا◌ٍ مع أجهزة الأمن في مجابهة آفة الإرهاب حتى يتم تخليص الوطن من هذا الوباء الخبيث واقتلاعه من جذوره¡ تفرغت لتسريب الأكاذيب لوسائل الإعلام المحلية والخارجية وتضليل الرأي العام حول تلك الحادثة بغية النيل من سمعة الأجهزة الأمنية والإساءة إليها وتشويه ملامح مناخات الأمن والاستقرار وحالة الطمأنينة والسكينة في عدن.
ولذلك ليس مفاجئا◌ٍ لمن يعرف هذه القوى السياسية أن تظهر بمثل هذه المواقف غير المسؤولة وأن تبدو غير مكترثة بواجباتها تجاه وطنها¡ وأن تصمت صمت النيام أمام أية حادثة إرهابية¡ حتى عن مجرد الإدانة والاستنكار¡ رغم شغفها بإصدار البيانات واختلاق الوقائع وتحوير وتزييف الحقائق لدرجة لا تتوانى فيها عن إصدار بيان طويل إذا ما تعرضت سيارة أحد أعضائها لحادث سير مروري كان السبب فيه ارتطام السيارة بعمود كهرباء¡ لتزعم أن العمود قد اعترض السيارة وأن وجوده على الرصيف يعكس استهداف السلطة للمعارضة!!.
خلاصة القول أن جمعا◌ٍ كهذا لن يفلح أبدا◌ٍ¡ فمن يزرع الشر يحصد الندامة.

قد يعجبك ايضا