
كتب / عبدالرب السامعي –
توصي بتضمين رسالة إعلامية تسعى لفرض هيبة الدولة وسيادتها وترسيخ الولاء الوطني وإعادة بناء ثقافة وطنية
يجب العمل على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وإعادة هيكلة المؤسستين الدفاع والأمن على أسس وطنية حديثة
أقرت اللجنة العليا للتخطيط البرامجي بالمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون التصورات النهائية لخرائط الدورة البرامجية للدورة سبتمبر-ديسمبر 2012م والمقدمة من القنوات الفضائية والإذاعات المركزية والمحلية وشددت اللجنة في الاجتماع الذي عقد نهاية الاسبوع المنصرم إضافة على ضرورة إعطاء الأولوية للقضايا الوطنية الهامة والملحة والتي على الجميع قيادة وشعباٍ العمل الجاد والمخلص لإنجازها خلال الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية وفي مقدمة هذه القضايا العمل على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإعادة هيكلة المؤسستين الدفاع والأمن على أسس وطنية حديثة وفرض هيبة الدولة وسيادتها وترسيخ الولاء الوطني وإعادة بناء ثقافة وطنية ثورية جديدة خالية من عقد الماضي ورواسبه المختلفة والاهتمام بقضايا الشباب وتشجيعهم على البذل والعطاء باعتبارهم جيل المستقبل وقادة التغيير إلى آخر ما جاء في الرسالة . أن لا تتخذ من الماضي مادة للتغني للانتصارات والإنجازات وموضوعية للتباكي على إخفاقاتها وتعثراتها ومنغصاتها وإنما عليها أن تتخذ من المستقبل ما تبعث في نفوس الجماهير أشواق وآمال وتتطلعات متفائلة دون مبالغة غير واقعية أو شعارات غير منطقية يصبح التعاطي معها عامل إحباط في نفوس الجماهير وتتحول مع مرور الوقت نقمة يستغلها أعداؤها المتربصون بها .
وبعد استعراض خارطة الدورة البرامجية سبتمبر -ديسمبر 2012م محتوية عددا من البرامج الجديدة لمواكبة المرحلة واستمرار البعض منها قدمت اللجنة عددا من الملاحظات عليها والتي رأت ضرورتها لمواكبة المرحلة والظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا وطالبت اللجنة العمل على إنتاج عدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية الهامة لتواكب الأحداث والمتغيرات التي تمر بها بلادنا والتركيز على القضايا التي تدعو إلى ترسيخ مبدأ الحوار الوطني الشامل وتهيئة الأوضاع العامة نحو الحوار وطرح قضايا الوطن بشفافية ومصداقية وموضوعية وعدم إغفال القضايا الاجتماعية الهامة التي تمس حياة المواطن اليمني
وشددت اللجنة برئاسة أحمد ناصر الحماطي – وكيل وزارة الإعلام على أهمية العمل وفق ما جاء في مضمون رسالة الأخ رئيس الجمهورية الأخ/ عبد ربه منصور هادي والموجهة لوزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية والمتضمنة عددا من المحددات والاتجاهات بمثابة خطة إعلامية لمواكبة المرحلة واستيعاب كل ما تناولته لمواكبة أعياد الثورة اليمنية والاحتفاء باليوبيل الذهبي لثورة 26من سبتمبر ومرور خمسين عاما علي قيامها واطلع مدير عام المؤسسة اسكندر الأصبحي أعضاء اللجنة على مضمون رسالة رئيس الجمهورية والتي بينت عددا من المحددات والاتجاهات والتي ينبغي على الأجهزة الإعلامية التركيز عليها أبرزها مواكبة احتفالات بلادنا بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر -أكتوبر – نوفمبر وتكريس كل وسائل الإعلام للحديث عنها.
كما وقفت لجنة التخطيط البرامجي أمام تقرير تقييمي لعينة من برامج دورة رمضان التي بثتها القنوات اليمنية والإذاعتان الرسميتان حيث ذكر التقرير أن بعض القنوات التلفزيونية قامت بإنتاج بعض البرامج خلافا لما ورد في محضر اجتماع البرامج الخاصة بدورة رمضان وموازنتها التقديرية وتكرار مضامين بعض الفقرات في أكثر من حلقة وعدم الالتزام بالمواعيد الزمنية لبث البرامج
وجاء في التقرير ظهور كثير من الأعمال الدرامية في الخارطة خاصة فيما يتعلق بالإرهاب لم تستفد من المرجعيات المتعلقة بظهور وشكل الإرهاب والجماعات الإرهابية ولم يتم توظيفها فنيا باسلوب مقنع من حيث نشأة الجماعات الإرهابية في اليمن والقاعدة وراءهم في مسألة الخروج عن الحاكم وفي الضحايا الذين يسقطون أثناء تنفيذ العمليات و في تواجد الأمريكان في اليمن وشبه الجزيرة العربية وغياب اسلوب التربية والإقناع كما لوحظ أن العمل محشي بعدد كبير من الشخصيات دون تحديد دقيق لدورها في العمل.
كما أظهر التقرير افتقار دورة رمضان لبرامج عن الثقافة البيئية وتوعية المواطن بأهمية الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من القمامات المتراكمة في شوارع مدن المحافظات في الوقت الذي شهد جهوداٍ حكومية مكثفة وحملات في عموم الوطن ومبادرات شبابية وطوعية لتنظيف الشوارع وكذا افتقار البرامج الدينية إلى التوعية بأخطار الاعتداءات المتكررة على محطات وخطوط الكهرباء وما فيه من أضرار ومساس بالاقتصاد الوطني والمواطنين – عدم التجديد والتحديث في استخدام فن الجرافيك.
وشدد التقرير على ضرورة التوفيق بين الإعداد المسبق للبرنامج والتلقائية وهذا العنصر هو أحد أسباب نجاح البرامج المباشرة بحيث لا يجوز أن يقدمها أي مذيع لأن تلك البرامج يجب أن يكون لمقدمها مواصفات خاصة من حيث اكتساب خبرة تقديم لمثل هذه البرامج التي تحتاج لتوعية خاصة من المذيعين إلى جانب الإخراج من حيث الصوت والصورة والديكور واللمسات الفنية وكثرة تكرار هذه الملاحظات في كل عام كثير من القنوات لم تلتزم بتوقيت بث البرامج في موعدها المحدد بحسب ماهو معتمد في خريطة سير الإرسال اليومي.
وذكر التقرير إن القنوات اليمنية الخاصة استفادت من قنواتنا الفضائية الرسمية التي لا تلامس واقعنا فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن ما قدمته بعض القنوات اليمنية الخاصة في رمضان في مسابقاتها حمل رسالة إعلامية للشباب باتجاهات مقنعة لنبذ الظواهر والسلوكيات الاجتماعية الموجودة وأن معظم البرامج في الدورة السابقة وتحديدا في قناة “سبأ” لم يتم التعاطي مع برنامج حكومة الوفاق الوطني فيما يخص الجانب السياسي وقرارات رئيس الجمهورية بإعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية وحشد الاصطفاف الوطني تجاه توحيد هذه المؤسسات لبناء الدولة المدنية الحديثة.
وأوصى الاجتماع بضرورة الحث على التماسك والتفاعل اليومي مع الجماهير اليمنية لتناول همومهم وتحقيق الاستجابة لهم ونشر وترسيخ ثقافة الإخاء وقيم التسامح والتصالح من خلال التغيير الإيجابي الذي يهدف إلى إنتاج برامج جديدة في العمل الإعلامي والمتنوع في مختلف البرامج الدينية والوطنية وفي الأعمال الدرامية والفنية ومنها المنوعات الغنائية والتي تربط المتلقي بالإنتاج الموسيقي والغنائي ليعيش معها نبض الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي .