مسلسل (حي الحكمة).. تلمس الواقع وتحسس الجرح


استطلاع/ أسماء حيدر البزاز –
في رمضان وكالعادة من كل عام تتسابق القنوات الفضائية على عرض أقوى ما عندها لحصد أكبر عدد من الجمهور المشاهد .. وفي واقع غير بعيد عن ذلك تجد على المستوى المحلي تنافس القنوات في استلهام المتابعين بما تقدمه من برامج ومسلسلات متنوعة ما بين الكوميديا والتسلية أو الفائدة والمتعة معا◌ٍ .. وهنا يتضح المسلسل الدرامي الاجتماعي (حي الحكمة) والذي تعرضه الفضائية اليمنية في طرحه لعدد من القضايا التي تلامس واقع وحال المواطن البسيط.
قريب من الواقع
إن واقع ومدى نجاح هذا المسلسل مرهون برأي الجمهور ومن هذا المنطلق كان نزولنا إلى الجمهور حيث يقول لنا في مستهل هذا الاستطلاع اسامة الصعدي – موظف-: في الحقيقة أتابع هذا المسلسل بعد الإفطار يوميا◌ٍ لأنني وجدته مسلسلا◌ٍ هادفا◌ٍ يعكس صورة الواقع تماما◌ٍ بشكل من المصداقية والوضوح وبالذات قضايا الشباب العاطلين عن العمل والأضرار الناتجة عن البطالة وقضية الفقر والوساطة والمحسوبية المتفشية في المجتمع وما لتلك القضايا من تداعيات وبأسلوب بسيط جدا◌ٍ قريب من الجميع.
وأضاف الصعدي: أضف إلى أن هذا المسلسل يخاطب العقل أولا◌ٍ بأسلوب مقنع ويبحث حول كيفية معالجة القضايا لا حول كيفية إضحاك الناس فقط.
في زمام التطور
ما أعجبني أكثر هو هذا التطور المشهود للدراما اليمنية والتي دخلت في زمام المنافسة مع مثيلاتها من المسلسلات العربية والخليجية على حد◌ُ خاص والتي جسد تميزها في حلقات هذا المسلسل¡ هكذا استهلت التربوية منال الوصابي حديثها عن مسلسل (حي الحكمة) موضحة: لمسنا فيه حقا◌ٍ تطورا◌ٍ في الأداء والتعايش مع الأحداث من فرح أو حزن وكأنه يتحدث عنا بالتحديد خاصة حكاية الأم الأرملة وأبنائها والتي تشبه إلى حد قريب معاناتنا في مجابهة الصعوبات الحياتية التي نمر بها بعد وفاة والدنا¡ فما أجمل أن تكون الدراما هي الواقع نفسه والحياة نفسها!!.
قضايا وتداعيات
ويتفق معها إدريس الورافي – أعمال حرة مضيفا◌ٍ إلى حديثها: وما أجمل أن يكون الإعلام ببرامجه وحلقاته ومواضيعه قريبا◌ٍ من قضايا الشباب والمواطنين فلا يكفي طرحها بل لابد من توضيح طرق علاجها بالتكاتف مع الجهات المعنية¡ فالمسلسل يجد علاقة مشتركة ومتبادلة مابين الفقر والبطالة والسلوكيات المنحرفة التي قد تؤدي إلى ارتكاب الجريمة تحت ضغوطات المتطلبات المعيشية¡ وأظهر المسلسل عدم التوازن في الطبقات الاجتماعية مابين غناء مفقع وفقر مدقع والاختلالات الناتجة عن ذلك هو بحق نقلة نوعية للدراما اليمنية التي تسعى عاما◌ٍ بعد عام للنهوض نحو الأفضل دائما◌ٍ..
كان المفترض
ومن جهة أخرى وزاوية مختلفة يقول الكاتب اسماعيل أبو طالب: القضايا التي تم طرحها في المسلسل كبيرة جدا◌ٍ ولكن الطرح لم يكن على ذلك النحو من الأهمية والقوة الذي كان من المفترض أن تكون التداعيات وخيمة في حال إهمال وتجاهل تلك القضايا حتى توصل رسالة فاعلة ومؤثرة لا تلك البرودة الطاغية على أحداث معظم المشاهد الموضوعة والمطروحة.
وهذا ما أكدته الأكاديمية سارة الواشلي مضيفة إلى حديثه: ولا ندري ما سبب تلك البرودة في ردة فعل الممثل¡ هل يكمن في السيناريو الموضوع أم في الكاريكاتير “الشخصية” نفسها غير المتحمسة في التفاعل مع الدور.
نجوم واعدة
ومع هذا نجد أن هذا المسلسل كشف لنا عن وجوه إبداعية جديدة على ساحتنا الفنية.. هكذا استهل نجيب القانص حديثه عن هذا المسلسل¡ مبينا◌ٍ أنه برغم أن الإمكانيات ضعيفة ولازالت تتضح على الحلقات والمسلسلات الدارمية المحلية إلا أن هؤلاء المبدعين والممثلين المتميزين يحاولون بقدر الإمكان سد هذا الخلل والمبادرة إلى تقديم مختلف الجهود الإضافية وقد يكون ذلك مقابل مبالغ مالية زهيدة جدا◌ٍ أمام ما يقدمونه إلا أن حماسهم في إمتاع مشاهديهم هو أفضل من كنوز الدنيا كلها!!

قد يعجبك ايضا